حياة.. قصيدة لـِ زاهر السالمي
أنظرُ إلى العالَم من كوَّةِ مدفع/ الطَّريقةُ الوحيدةُ للرّؤيةِ بوضوح/ وأنا مُحاصرٌ في زاويةٍ ضيّقة
زاهر السالمي يكتب حياة …
أنظرُ إلى العالَم من كوَّةِ مدفعٍ
الطَّريقةُ الوحيدةُ للرّؤيةِ بوضوح
وأنا مُحاصرٌ في زاويةٍ ضيّقة …
العالمُ الواسعُ محشورٌ في ماءِ عينيّ.
وأنا مُحاصرٌ في زاويةٍ ضيّقة …
أفرغتُ فيهم حشدًا من رصاصاتِ الرَّحمةِ
كوَّمْتُ أجسادَهم أكياسَ رملٍ تقيني الطَّلقات
أَفرغتُ جَماجِمَهم، صنعتُ منها خَوْذة
ومن قلوبِهم مُولداتِ كهرباءَ تُنيرُ عتْمة المشهد،
وأنا مُحاصرٌ في زاويةٍ ضيّقة …
جمعتُ دماءَهُمْ في برميلٍ تَحسّبا لِنَزْفٍ قادم
رفعتُ على قوائمِهِم المبتورةِ رايةً
اقتلعتُ عيونَهم، ركَّبت منها مِنظارًا
أُرَاقِبُ به حركةَ الجبهة
ومن آذانِهمْ نَصبْتُ شَبكةَ رادار،
أخيرًا
وأنا مُحاصرٌ في زاويةٍ ضيّقة
اقتعدتُ جثّة أَحدِهِم
حشوتُ نَفَسي بِلُفَافَةٍ
وانتظرتُ
طَيْشًا ما …
في اللَّيل
اكتشفتُ أنِّي غَفِلْتُ
عن نزْعِ أَلسنتِهم
واستعمالِها مسحوقَ بارود
ألسنتهم
التي تسلّلتْ
إلى المعسكرِ الآخر!
***
نص « حياة » من المجموعة الشعرية ( عبوة ناسفة ) لـِ زاهر السالمي ، دار شرقيات ، القاهرة ، 2007
زاهر السالمي؛ شاعر عُماني، رئيس تحرير منصة قنّاص الالكترونية .