فتى ضائع بقميص مزهر.. لـِ مصعب النميري
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، صدر حديثاً ديوان جديد للشاعر السوري مصعب النميري بعنوان « فتى ضائع بقميص مُزهّر »، هذا الديوان هو الثاني للشاعر، حيثُ تضمن بين دفتيه قصائد تتناول موضوعات مختلفة تبرز فيها المشاعر الإنسانية المعقدة والمتشابكة التي عاشها ويعيشها السوريون خلال العقد المنصرم.
ويتضح في نصوص الشاعر أثر المأساة السورية عليه، وانعكاسها على البشر ورؤيتهم للعالم. فلدى التفاعل مع هذه المأساة، بأشكالها المختفلة، يظهر الخوف والقلق على شكل أسئلة ملؤها الشك والحيرة والاستفهام.
يسلط الشاعر الضوء في نصوصه، بشكل خاص، على أثر الحرب والقسوة على النساء، فالمرأة معرّضة لكمّ مضاعف من الألم والخسارة، ويحاول في نصوصه رصد العالم في عيونهن قبل وبعد حدوث الكارثة في البيوت:
يمسحن رأس العالم الممسوس
بأيديهنّ التي جرّحها الشوك
واسودّت من الباذنجان
حتى ينام بعد أن هذى طويلاً
ودخل بحذائه إلى البيت
وسكب دماً على المفارش
وحطّم كل ما طالته يداه.
يرصد الشاعر أيضاً في نصوصه ردة فعل الأطفال على القسوة التي تحدث حولهم، فهم يتجاهلونها عمداً أو يحوّرونها بوعيهم الطفولي الحالم، ويقفزون عن الحدود والأسوار التي «مازالت طبشوراً في عيون الفتيان».
تتناول بعض النصوص أيضاً ملامح تجربة اللجوء التي اضطر نحو 12 مليون لسوري لخوضها هرباً من العنف، وواجهوا تحديات جمّة خلال هذه الرحلة الخطرة براً وبحراً، والتي انتهت بهم إلى بلدان وبيئات جديدة يواجهون الكثير من الأسئلة الوجودية وهم يحاولون التأقلم فيها ومعها.
هذا الديوان هو الثاني للشاعر، إذ كان قد أصدر ديواناً بعنوان «النجم أوضح في القرى» عن دار ممدوح عدوان عام 2017.
من الديوان:
ها أنت أيتها الوديان الخفيضة الخضراء
وديان البنفسج والتفاح
والمياه الدافقة إلى الحواضر
تشحبين في أوائل الصيف
وثمارك التي تتدحرج على المنحدرات
يدوسها الجنود الراكضون إلى الغنائم
الثمار التي حال القناص بينها وبين أهلك الجائعين
تهوي كالعبَرات التي ليس ثمة من يهتمّ لأمرها منذ حين
…. لقد صار الحقل بعيداً عن أهله الراحلين
لن يطلب الفتى تفاحة حين يجوع
بعد هذا اليوم.
الشاعر السوري مصعب النميري