مِصباحٌ عارٍ تماماً
يصِلُ الحبُّ شاحِباً بعدَ مسيرةِ تدجينٍ طويلة
لكنَّ الأيامَ تثبتُ أنّ الشوقَ هو أكثرُ العواطفِ رُعونةً
بينَ الأمسِ وبيني وادٍ
وقطيعُ بقرٍ وحشيّ
يهبطُ المنحدرَ
مدفوعاً بغريزةِ البقاءِ العمياءِ
بيني وبينَ الأمسِ ما لا يُستعادُ
لمْ يكنْ الزمنُ يوماً مُهادِناً
وما مِنْ شاشةِ استرجاعٍ تعيدُ رائحةَ جَسدٍ عزيزٍ
ليسَ وقعُ الخُطى وإنمّا الأقدامُ نفسُها
ليسَ ما لمَستْهُ اليدُ
بل اليدُ نفسُها
ليسَ الصوتُ وإنمّا الفمُ الذي يخرجُ مِنهُ
لا تحتاجُ إلى دليلٍ على أنّ الحياةَ ليستْ فيلماً في أرشيفِ الذاكرةِ
لم تكنْ الأحاسيسُ محضّ ضلالة
لكنّكَ لنْ تستطيعَ استرجاعَ نفسِ الهواءِ الذي تغلغلَ في تجاويفِ رئتيكَ
ثم خرجَ مُحمّلاً بتفاصيلِ حمضِكَ النوويّ
لقدْ ضاعَ إلى الأبد.
***
تتقصّفُ أظافري وأنا أحشرُ مُقتنياتي داخِلَ عِلبةَ كبريتٍ
كانَ العالمُ رَحباً ذاتَ يومٍ!
***
أقبّلُ الأسماءَ
وأتملّى التجاعيدَ في الصورِ
الرِفاقُ كلُّهم ذهبوا
كأنمّا الرفاقُ من الرِفْقِ!
***
في النومِ أعقّمُ خيالي
وأجففُ الدموعَ بهمّةِ ماسحِ أحذية.
***
تمضي النهاراتُ وأنا أراقبُ التغيّراتِ على الحائطِ
المصباحُ الكهربائي عارٍ تماماً
النوافذُ مفتوحةٌ
البابُ مشرعٌ على مِصراعيه
وظهري مكشوفٌ للغريبِ
***
الغريبُ الذي إنْ لمْ أكنْ انتظرُهُ
فأنا حتماً لا أنتظِرُ سِواهُ..
كدتُ أقولُ اسمه
كنتُ أصعدُ معه سلماً مظلماً يقود إلى بيت مهجور..
لم يكن ثمة بيت حقاً
أحياناً يكفي أن يتصاعدَ لهاث شخصين يصعدان معا سلماً ما
يفضي إلى لا شيء.
في الخارج
الشمسُ عديمة المشاعر..
لا شيء يردعُها عن الرقص فوق القبور
مراهقة فجة بساقين طويلتين مشعرتين.
***
قبل لقائنا مباشرة دخنتُ ثلاث سجائر من دون رغبة
مانعُ القبلات لا يؤخذُ على الريق..
وليسِ من ضمانٍ لفعاليته.
***
سألني نادل المقهى: سيدتي ماذا تحبين؟
أحبُ…!!
أ… أحبُ!!
كدتُ اقولُ اسمه
حبيبي
أسمر
وأظنه منكهاً بالهال..
***
صورتي اليوم متقنة لا يشوبها عيب
امرأة طيبة
وخاملة..
بحيث أنني لا أصلح لشيء
صورة..