توجت المجموعة القصصية «لن أواري سوأتي» للكاتبة العُمانية آية السيابي بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في الآداب والفنون، النسخة الخامسة عن فئة السرد.
صدرت مجموعة «لن أواري سوأتي» عن دار الآن ناشرون وموزعون في ٢٠٢١، وجاء الغلاف من تصميم الفنانة العُمانية مريم الوهيبي، كما قدّمت الشاعرة عائشة السيفي للمجموعة التي ضمّت تسع قصص قصيرة، وكتب الروائي الأردني أيمن العتوم رؤيته في الغلاف الخلفي للمجموعة، التي جاء فيها: «امتلكت الكاتبة في هذه المجموعة قلبا شجاعا، ورأيا حرّا، وهكذا تكون الكتابة الحقيقية. ولقد تخطّتْ كثيرا من السدود من أجل أن تنقل الحقيقة، قلمها مثل مبضع الجرّاح، يجرح لكي يُخرج الدُمَّل، ومن النزيف يكون بُرء الجرح أحيانا. قلمها من ناحية أخرى عين رائية ثاقبة، تدخل إلى قلب المجتمع فتصور لنا أمراضه ومآسيه، وتجعلنا نعيش تلك الأحوال كأننا جزء منها، فنأسى ونألم، ولكننا في النهاية نعرف الحقيقة دون مواربة».
جاء في مقدمة عائشة السيفي سؤال تشدُّك قصص المجموعة إليه بلغة مُركَّزة ومَسْبوكة حول مفاصل الحدث السردي: «هلْ هي حكَايات نساءٍ هنّ محض خيَال، أمْ إنّه انعكاسٌ لواقعِ نساءٍ يعشنَ بيننا؟ أم قصص نساءٍ سيعشنَ السيناريُو مجدداً مع تعديلاتٍ طفيفة؟ إنّها ليست الحكايات فقط ما يُكتب في هذه المجموعَة، لكنّها المشَاعر، والانثيَالات والأوجاعُ والتفَاصيل التيْ لا تُسمَعُ على الملأ ولا حتّى خلف الأبواب الموصدَة، لكنّ قلمَ الكاتبَة يلتقطهَا ويحفُر فيهَا ويحوّلها إلى نصوصٍ تقرأُ …».
لغة السرد في قصص «لن أواري سوأتي» أنيقة ورشيقة ومُكثّفة، كما يصفها أيمن العتوم: تلك اللغة اللذيذة التي تصل إلى المعنى بالإشارة دون الإفاضة، وبالتّلميح دون التّصريح، لكنّها إلى ذلك لغةٌ نافِذةٌ مُوجِعة، تضعك أمام المشاهد الصّارخة مباشرةً دون مُقدّمات، فتشعر بألم الطّعنة وهي تغوصُ عميقًا في الوِجدان.
قصص آية السيابي بؤرتها المرأة، عذاباتها في مجتمع يعتريه خلل. إنها صرخة النساء يتردد صداها بين ثنايا وانعطافات الحكاية.
تصدر جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في الآداب والفنون عن المكتب الثقافي والاعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وهو-حسب الموقع الرسمي- مؤسسة اجتماعية تعمل على تأصيل الجانب الثقافي تحقيقاً لتكامل الخدمات الموجهة للأسرة، والتي تقدمها كافة مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. وإلى جانب الثقافة يعتمد المكتب على تطبيق أفضل الممارسات الإعلامية الجادة والمتمثلة بشكل رئيسي في مجلة مرامي، بالإضافة إلى توظيف الدراما لخدمة المجتمع عن طريق المسرحيات والأفلام والأغاني المصورة الهادفة والتي تخدم أهم قضايا المجتمع.