ميلانو – خاص قناص:
بعد جمود فرضته جائحة كوفيد لأكثر من عامين، استعادت ميلانو، منذ أوائل الربيع، عنفوانها المشهود وتألقها المعتاد، وتبدّى ذلك بوصول آلاف السائحين ورجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم، لزيارة معالمها الأثرية والاطلاع عن كثب على آخر صيحات الموضة والتصميم وغيرها من الفعاليات التي شملت معظم القطاعات، بما ذلك «صالون المفروشات» الذي كان هو الآخر من بين ضحايا الجائحة وظلّ مغلقاً لمدة دورتين. وكان من أبرز تلك النشاطات، افتتاح الدورة الثالثة والعشرين لمعرض «ترينالي» الدولي، بالإضافة إلى معارض عديدة في الهواء الطلق، في ساحة الكاتدرائية الشهيرة، لأحدث التصاميم في عالم السيارات الرياضية، على رأسها سيارات فيراري ولامبورغيني ومازراتي.
“المجهول. المجهولون”
“المجهول. المجهولون”، هو معرض متعدّد المضامين، الذي ترعاه إرسيليا فاودو (عالمة الفيزياء الفلكية والمديرة التنفيذية لمسؤولي التنوع في وكالة الفضاء الأوروبية)، ويعدّ النواة العصبية لمعرض «ترينالي» الدولي الثالث والعشرين، وقد تم تصوّره وتصميمه ليكون مساحة مفتوحة للنقاش والمداولات الجماعية، حيث الخبرات والثقافات ووجهات النظر يمكن أن تتقارب بطريقة مختلفة عما هو معتاد.
Photo DSL Studio. Courtesy Triennale Milano
يحاول المعرض، انطلاقاً من عنوانه، الإجابة على سلسلة من الأسئلة حول أننا ما زلنا «لا نعرف أننا لا نعرف» في مجالات مختلفة، من تطور المدينة إلى المحيطات، ومن علم الوراثة إلى علم الفيزياء الفلكية. يقول القيّمون على المعرض، أن هذه التجربة الفريدة من نوعها، التي يشارك فيها مصمّمون ومهندسون معماريون وفنانون وكتاب مسرحيون وموسيقيون، سوف تتيح لنا الفرصة لقلب فكرتنا عن العالم، كما حدث مؤخراً مع الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي. فهو، بالنتيجة، مسلك ذو حدود ضبابية ونفّاذ حيث سيقدم أكثر من مئة عمل ومشروع وتركيبات لفنانين وباحثين ومصمّمين عالميين في محاولة لمجابهة المجهول الذي ينتظرنا.
والحال، سيتناول المعرض سلسلة من القضايا المعقّدة، بما في ذلك الجاذبية، التي تعتبر «أعظم مصمّم»، أو بالأحرى الحِرَفيّ الذي يُشكّل بلا كلل الكون الذي ننتمي إليه؛ إضافة إلى الخرائط والأنظمة التي يتم من خلالها توجيه المسارات والطرق؛ والتحديات الجديدة للهندسة المعمارية التي تنفتح على وجهات نظر غير مسبوقة مثل تلك الخاصة بسكن الفضاء خارج كوكب الأرض؛ وحتى الألغاز المتعلقة بالفضاء السحيق.
يشمل المعرض أربعة تكليفات خاصة أوكلتها إدارة المعرض للفنان الياباني يوري سوزوكي، والمصمّمة الإيطالية إيرين ستراكوتسي، والمجموعة الأمريكية للمهندسين المعماريين إس. أو. إم، والفنان التركي-الأمريكي رفيق أناضول. وبالإضافة إلى أعمال التكليفات، يشمل المعرض سلسلة من التركيبات الخاصة بالمواقع، بما في ذلك تلك التي أنشأها أندريا غالفاني، وتوماس ساراسينو، وبوسكو سودي، وبروتي تيمين، وجوليجوناس أوربوناس وماري فيلاردي.
هناك أيضاً أربع غرف استماع على طول مسار المعرض، وهي مساحات يتحول فيها الصوت إلى كلمة ويمكن للزائر الإصغاء إلى السير الذاتية للعلماء الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تطور ورقيّ الحضارة البشرية. وهكذا سيتناول عالم الأعصاب أنطونيو داماسيو موضوع الذات والوعي، والمنظّر الفيزيائي كارلو روفيللي موضوع الزمن، وفيلسوف علم الأحياء تيلمو بييفاني سيدعو إلى تأمل أصل الحياة، وسيكون موضوعة عالمة الفيزياء النظرية ليزا راندال حول سر ما يكمن ما وراء حواسنا.
بهدف إعادة الاستخدام والاستدامة، تم إنشاء المعرض ذي المضامين المتعدّدة – الذي صممته شركة سبيس كافيار ونفذته شركة واسب – من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تغطي مساحات الترينالي بالكامل، وذلك بواسطة طابعات كبيرة، تم تطويرها لهذا التطبيق المعماري تحديداً، باستخدام مواد ذات منشأ طبيعي فقط، ومشتقة إلى حد كبير من المنتجات الثانوية لصناعة الأغذية الزراعية.
معرض التصوير الفوتوغرافي لهنري كارتييه-بريسّون: قدرة على التقاط «اللحظة الحاسمة» مع كاميرته المفضلة «لايكا». البداهة والواقعية هما سمتان من سمات الأعمال المعروضة في موديك.
Photograph: Henri Cartier-Bresson (Mudec 2022)
هنري كارتييه-بريسّون: تقريران من الصين من 1948-1958
متحف الثقافات (Mudec) في ميلانو، هو متحف ومركز مَعَارِض تم افتتاحه في عام 2015، بالتزامن مع إكسبو، وهو مخصص لتعزيز البحوث متعددة التخصّصات حول ثقافات العالم. بدأ مشروع المتحف في أوائل التسعينيات، عندما قررت بلدية ميلانو شراء وإعادة تطوير مصانع أنسالدو للصلب، في منطقة بورتا جنوة، من أجل تحويل المنطقة الصناعية المهجورة إلى قطب للأنشطة الثقافية. في هذا السياق، تبلورت فكرة إنشاء مساحة عرض يتم فيها نقل بعض المجموعات الفنية الأوروبية للمتاحف المدنية في ميلانو. من بين المعارض التي نظّمها المتحف هذا العام، كان معرض التصوير الفوتوغرافي لهنري كارتييه-بريسّون، الذي يعدّ بلا شك أحد أشهر المصورين الفوتوغرافيين في العالم، وذلك بفضل قدرته على التقاط “اللحظة الحاسمة” مع كاميرته المفضلة “لايكا”. البداهة والواقعية هما سمتان من سمات الأعمال المعروضة في موديك، وهي أكثر من مئة نسخة أصلية تغطي المرحلة من 1948-1949 و1958. من جهة أخرى، توفّر الوثائق والمنشورات التي تنتمي إلى مجموعة مؤسسة هنري كارتييه-بريسّون فرصة للقيام برحلة غير مسبوقة من لحظتين رئيسيتين في تاريخ الصين: سقوط الكومينتانغ، وتأسيس النظام الشيوعي (1948-1949) و”القفزة العظيمة للأمام” لماو تسي تونغ عام 1958.
روجيرو سافينيو، حفيد دي كيريكو
روجيرو سافينيو هو أحد أكثر الرسامين البنيويين في القرن العشرين في إيطاليا، وهذا ما يمكن ملاحظته على الفور في معرضه الحالي في القصر الملكي في ميلانو، حيث يتتبع تاريخه الفني من عام 1959 إلى 2022.
أقيم المعرض الأنطولوجي لروجيرو سافينيو (تورينو 1934) في شقق أمراء القصر الملكي في ميلانو، برعاية لوكا بييترو نيكوليتّي، ويضم مجموعة واسعة من أعماله التي أنجزها بين باريس وميلانو وروما. ويُعرف روجيرو بين النقاد بأنه «الرسام والشاعر والفيلسوف»، وهو ابن الرسام الكبير ألبرتو سافينيو وحفيد جورجيو دي كيريكو، الرسام والنحات والكاتب، والمؤسس الرئيس للتيار الفني للرسم الميتافيزيقي. وكان الفنان قد علّق حول هذا الموضوع قائلاً: «في سن الشيخوخة، ما زلت مرتبطاً بفئة الأبناء. هذا الشرط، بالإضافة إلى النتيجة الواضحة لهدر موسم طويل من العمل، له أثر إيجابي يتمثل في عنفوان شاب مستتب ومثابر». إلا أن هذا الجانب لم يؤثر على مسيرته الفنية: فهو الأكثر موهبة في العائلة، ومُنظّر الرسم، ومنفصلاً مثل الشاعر عن صيحات اللحظة، ويولي جلّ تركيزه في بحث ما وراء التاريخ.
القسم الأول من المعرض مخصص للصور الذاتية والصور المزدوجة مع أعمال من التسعينيات، حيث يقدم الفنان نفسه في سياقات ومناظر طبيعية مختلفة. في القسم الثاني، المظاهر والظلال، حيث يقدّم من خلالها الأعمال التي أنجزها في سنوات ميلانو.
كتب الفنان في عام 1965: «شكل الأشياء يأتي من حنيننا». الأشكال، الفردية أو الجمعية، هي أشكال تظهر من العمق، ترتفع مثل الطواطم الشبحية بفضل لوحة رقيقة ومخفّفة، حيث يلعب الرسم ذو الملامح المشوشة والآيبة دوراً حاسماً، والذي سيحتفظ به سافينيو مدى الحياة. في القسم الثالث، أركاديا المضيئة، يعالج الفنان المناظر الطبيعية، والتي أصبحت القوة الدافعة وراء تطوره الأسلوبي في السبعينيات. فقد اكتشف عند هذه النقطة بعده البصري بلوحة تعمل باللمس، مصنوعة من ضربات فرشاة قصيرة ومتكررة ذات لون كثيف ذي وقع مخفّف: هكذا يصل إلى ذلك الجو النقي والحالم الذي سيكون نموذجياً لأسلوبه، في تواصل مع كبار فناني الماضي، من كارافاجّو إلى الرمزيين الفرنسيين، وذلك باستخدام ألوان مشبعة بضوء شديد ورائع، تعكس بريق وجمال البحر الأبيض المتوسط.
إليوت إرويت في متحف الأبرشية
«إليوت إرويت. 100 صورة فوتوغرافية»، هو معرض يحتفي بالمصور الأمريكي العظيم ويقام في متحف أبرشية كارلو ماريا مارتيني برعاية بيبا جاكّيتّي من خلال مجموعة مختارة من 100 لقطة بالأبيض والأسود وبالألوان، ذات موضوعات متهكمة وسريالية ورومانسية، ابتداء من صور المشاهير والأطفال إلى صور الرحلات والمدن. يتتبع المعرض المسار المهني الكامل للفنان الأمريكي ويقدم لمحة عن تاريخ وعادات القرن العشرين، من خلال المفارقة النموذجية التي يتخلّلها سياق سريالي ورومانسي، وهو ما أرسى تسميته كمصور للكوميديا البشرية.
غالباً ما التقطت عدسة إرويت اللحظات والمواقف التي دخلت الخيال الجمعي كرموز حقيقية؛ كما في حالة اللقطة الشهيرة التي تجمع نيكسون وخروتشوف في موسكو عام 1959، والتي كانت فعالة لدرجة أن موظفي رئيس الولايات المتحدة استولوا عليها لاستخدامها في حملته الانتخابية، الصورة المأساوية والمؤثرة لجاكي كينيدي وهي تبكي وراء خمار أسود أثناء جنازة زوجها، أو الشاب أرنولد شوارزنيغر لاعب كمال أجسام خلال أحد عروضه في متحف ويتني في نيويورك.
لقد خلّد إرويت، وهو فنان بورتريه مشهود له، العديد من الشخصيات التي ميّزت تاريخ القرن العشرين، من آباء الثورة الكوبية، فيدل كاسترو وإرنستو تشي جيفارا، في تعبير مبتسم نادر، إلى الرؤساء الأمريكيين الذين صورهم منذ الخمسينيات حتى اليوم. في معرض الشخصيات هذا، تم تخصيص زاوية معينة لمارلين مونرو، التي ربما تكون نجمة الأفلام الأكثر تصويراً على الإطلاق، والتي تم التقاطها في لحظات خاصة وحميمة وفي لحظات الاستراحة أثناء تصوير الأفلام.
أحد الموضوعات المتكررة في مسيرة إرويت المهنية هم الأطفال الذين أحبهم والذين كانت تربطه بهم علاقة خاصة دائماً. إنها صور تبعث على الاطمئنان حيث يلتقط الصغار في فرحتهم، مثل الفتاة الصغيرة من بورتوريكو أو الأولاد الأيرلنديين الذين تم تصويرهم في حملة لترويج السياحة. هذه اللقطات محاطة بتلك المخصّصة للحيوانات، وخاصة الكلاب، التي يتم التقاطها في أوضاع مضحكة في معظم الأوقات أو التي تستدعي موقفاً مجسّماً لتقليد الإنسان.
يتضمن مسار المعرض أيضاً صوراً تكشف عن روح إرويت الرومانسية والتي تُظْهِر الأزواج في لحظات من الرقة والحنان. أخيراً، وثّق المسافر الدؤوب إليوت إرويت مجتمعات وأحداثاً عامة تروي حياة الناس في البلدان التي زارها كمصور صحفي، من فرنسا إلى إسبانيا، ومن إيطاليا إلى بولندا، ومن اليابان إلى روسيا، بما في ذلك لمحات عديدة من الحياة في المدن الأمريكية الكبرى.
الدو روسّي – تصميم 1960-1997
متحف القرن العشرين للمهندس المعماري والمصمّم والمنظّر ألدو روسّي. في تسع غرف، تم إعداد وعرض أكثر من 350 قطعة أثاث وأغراض للاستخدام اليومي والنماذج الأولية والدراسات واللوحات والرسومات التي صمّمها بين عامي 1960 و1997، وتم تجميعها معاً لأول مرة.
Aldo Rossi exhibition | © Carlotta Coppo
أحد المعارض التي تستأثر الاهتمام في ميلانو هذا الشهر هو المعرض الذي خصّصه متحف القرن العشرين للمهندس المعماري والمصمّم والمنظّر ألدو روسّي. في مسار الرحلة، الذي يتكشف في تسع غرف، تم إعداد وعرض أكثر من 350 قطعة أثاث وأغراض للاستخدام اليومي والنماذج الأولية والدراسات واللوحات والرسومات التي صمّمها بين عامي 1960 و1997، وتم تجميعها معاً لأول مرة بفضل تعاون العديد من المتاحف والمجموعات الخاصة. إن توصيف إنتاج روسّي، بدءاً من أولى قطع الأثاث المصنوعة في الستينيات، هو انعكاس للعلاقة بين المقاييس المعمارية، والحضرية، والأثرية، والموضوعية.
بفضل خياله، في الواقع، تصبح السفينة البخارية خزانة كتب، وماكينة القهوة على شكل قبة، وإبريق الشاي منارة، والمباني سجاد. هذه دراسة غنية جداً تتراوح من الأشياء اليومية إلى المشاريع الرائعة والخيالية مثل مسرح العالم، الذي تم تقديمه في بينالي البندقية عام 1980، وكان عبارة عن مبنى عائم به مسرح وسلالم وصالات عرض قادرة على استيعاب ما يصل إلى أربعمائة متفرج.
جو كولومبو، عرّاف المستقبل
تصاميم كولومبو ما هي إلا إسقاطات نحو المستقبل، مستشعراً بِحَدْسٍ نادر التنّوع والديناميكية الذي سيكون عليه المستقبل المنظور. نظراً لتصور مساحة المعيشة كبيئة قيد التطور، فقد ابتكر كولومبو أثاثاً قزحيّ الألوان، قادراً على تغيير وتشكيل نفسه وفقاً للاحتياجات، وبالتالي لا يقترح أثاثاً جديداً فحسب، بل يقترح أيضاً طرقاً جديدة للعيش.
Alcuni arredi di Joe Colombo. Milano 2022. Foto: Momdadori Media
يحتفل معرض غاليري الفن المعاصر في ميلانو بمصمّم آخر، «نبي التصميم جو كولومبو»، كما عرَّفته آنا ديل غاتّو وستيفانو كاشاني في عام 2000. وُلد كولومبو عام 1930 في ميلانو – حيث انتهت مسيرته أيضاً قبل الأوان بعمر 41 عاماً – اكتسب كولومبو هذا التعريف بفضل طبيعته الحكيمة التي سمحت له بالتنبؤ باحتياجات الغد وتوقع أهداف التصميم اللاحقة. تصاميم كولومبو ما هي إلا إسقاطات نحو المستقبل، مستشعراً بِحَدْسٍ نادر التنّوع والديناميكية الذي سيكون عليه المستقبل المنظور. نظراً لتصور مساحة المعيشة كبيئة قيد التطور، فقد ابتكر كولومبو أثاثاً قزحيّ الألوان، قادراً على تغيير وتشكيل نفسه وفقاً للاحتياجات، وبالتالي لا يقترح أثاثاً جديداً فحسب، بل يقترح أيضاً طرقاً جديدة للعيش.
تظهر عبقرية المصمّم – المجسّدة في المفروشات المعروضة – بقوة داخل الغرف الفخمة ذات الطراز الكلاسيكي الحديث في مساحة المعرض، حيث تم إنشاء تباين حاد بين المعروضات. فهناك من يفضّل أن يكون مصدر إلهام لخلق استراحة في الحاضر للماضي والذين، بموقف معاكس تماماً وكثير من الخيال، يبحثون عن حلول في ضوء ما سيأتي.
مرمر تورلونا
هناك من يجمع طوابع البريد وبطاقات الهاتف، وهناك – مثل عائلة تورلونا – من يختارون التحف القديمة، وينتهي بهم الأمر ببناء أهم مجموعة خاصة من المنحوتات اليونانية الرومانية في العالم.
Marble on display. Milano 2022. © Carlotta Coppo
ست وتسعون قطعة من الرخام من مجموعة تورلونا – منها خمس “جديدة”، تم ترميمها لهذه المناسبة – تبدأ جولتها في أهم المتاحف الدولية من غاليري إيطاليا، بعد الافتتاح الرسمي في متاحف العاصمة روما، والتي ستنتهي بتحديد موقع معرض دائم لمتحف تورلونيا. تم تقسيم مسار المعرض إلى ستة أقسام، والتي تعود بالزمن إلى الوراء، تحكي قصة جمع الآثار القديمة في روما من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر. افتتح المعرض باستحضار الموقع التاريخي لمتحف تورلونيا، في شارع ديلا لونجارا 5 في روما، الذي افتتحه الأمير أليسّاندرو عام 1875 ويحتوي على 620 منحوتة، ثم يختتم بقسم مخصص للترميم، حيث نجد تمثال هرقل (يتكون من 112 قطعة) وليدا مع البجعة. أقام المعرض غاليري إيطاليا وهو يشكل موعداً مهماً لمحبي الفن الكلاسيكي.
من معرض أثاث غبيّ: هناك شيء واحد مؤكد: هذه الأعمال البرّاقة قد تكون محبوبة أو لا، لكنها بالتأكيد لا تمر مرور الكرام.
Stupid Furniture by Joana Vasconcelos. Milano 2022. Foto: Courtes.
أثاث غبي
خلال شهر أسبوع ميلانو للتصميم، بدا من الصواب الإشارة إلى معرض الأثاث الغبي، وهو أول عرض فردي إيطالي للفنانة البرتغالية جوانا فاسكونسيلوس، يجري حالياً في معرض الفن المعاصر ميمو سكونياميليو، في منطقة بريرا الشهيرة بكلية الفنون الجميلة. اشتهرت الفنانة بمنحوتاتها الضخمة والملونة ومتعددة المواد والباروكية، وكان على الفنانة – مثل أي شخص آخر – مقاطعة نشاط الاستوديو الخاص بها لأول مرة بسبب جائحة كورونا فيروس والتخلي عن رحلات العمل، وبالتالي إيجاد الوقت للإمعان في دواخلها والبحث عن حميمية البيئة المنزلية. مجموعة من أحد عشر عملاً معروضة في المعرض هي نتيجة لتلك الفترة. بدأ كل شيء من خزانة جانبية قديمة للجدّة الكبرى، أعيد رسمها وابتكارها من قبل الفنانة، وتابعت في إعطاء ملمح جديد لقطع الأثاث الأخرى الموجودة في الأسواق، التي تحولت بالكامل بفضل إدراج أشكال المنسوجات الملونة، والتطريز، والخرز والإكليل المزين بالورود. هناك شيء واحد مؤكد: هذه الأعمال البرّاقة قد تكون محبوبة أو لا، لكنها بالتأكيد لا تمر مرور الكرام.