Site icon منصة قنّاص الثقافية

ميسون صقر: حياتي خرجت من الشعر | حوار: السيد حسين

الفن رغبة ورعب يتجلّى فيه الوعي واللا وعي

هي فنانة وشاعرة وروائية إماراتية، تنتقل من منطقة فنية إلى أخرى، بشكل انسيابي لم يلاحظه القارئ أو المشاهد الذي يتابع أعمالها، وإن كان الشعر هو سيد الفن لديها. ولدت بالإمارات، وتخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من قسم السياسة بجامعة القاهرة.

التقينا ميسون صقر في العاصمة المصرية القاهرة، التي تعتبرها وطنها الثاني، ومعها كان هذا الحوار:

أعتبر نفسي غير مكتفية ظامئة للفن كل الوقت لتَحلَّ محل الكتابة أو معها، ولكني أعترف أنني شخصية ملولة وسريعة التحول في عالم الإبداع من منطقة لآخري، وكون كل ما أقوم به لا يخرج عن دائرة الفن الذي أعشقه، وأجد نفسي تسكن بداخله. دائماً عندي الانتقالات بين الأجناس الأدبية المختلفة، كانت البداية في عالم الرواية، كانت البداية في روايتي الأولى مع مرض والدتي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كنت لا أفارقها وألازمها داخل العناية المركزة طوال الوقت، كنت كأني أحكي لنفسي وأستعيد أحداث وقصص مرت بي وصنعت فكرة الكتابة السردية، هذه كانت بدايات رواية “ريحانة”، ولو نظرنا لكتاباتي الشعرية لوجدنا فيها أجزاء سردية كثيرة واضحة. ولو نظرت لكتابتي الشعرية لوجدت فيها أجزاء سردية كثيرة في أغلب الدواوين وخاصة في ديوان البيت والآخر في عتمته والسرد على هيئته وتشكيل الأذى وجمالي في الصور.

رواية «ريحانة» كانت البداية في عالم الرواية، روايتي الأولى جاءت مع مرض والدتي، حيث كنت لا أفارقها داخل العناية المركزة، كنت كأني أحكي لنفسي وأستعيد أحداث وقصص مرت بي وصنعت فكرة الكتابة السردية.

بالتأكيد لا، كون كل وسيط في النهاية قادر على حمل كل محمولاته، ولكن الأديب أحياناً يحتاج أدوات أخري غير أدواته ليحملها بعض الشعر، والتحميل هنا الذي أقصده يكون في الموسيقى والاختصار واللغة المكثفة، والسرد يحتاج نفساً طويلاً، وفي الوقت نفسه، توجد حكايات وقصص لا تستطيع أن تكتبها شعرًا.

كانت تراودني طوال الوقت فكرتان، فكرة البحث وفكرة الإبداع، فمن خلال كتاب والدي، ولدت “ريحانة” ثم البحث في اللؤلؤ، وجاءت رواية “في فمي لؤلؤة” التي تحكي عن تاريخ اللؤلؤ والصيد والعبيد، أما مع ريش كان الوضع مختلفًا. فقد كنت ذاهبة إلى المقهى صدفة، ورأيت هذه الوثائق وهي التي جرتني وشدتني إلى فكرة البحث داخل الوثائق ورأيت عوالم وتواريخ القاهرة من خلال مقهى صغير.

أيضا ما كُتب عن ريش من عدد كبير جدًا من المقالات والتي وصلت تقريبًا إلى 148 مقالاً مثلا، ولكن كل هذه المقالات عن منطقة واحدة وهي المقهى وعن تاريخه وعن أنشطته الثقافية، ولم يبدأ أحد في تحليل تلك الوثائق ويتحدث عنها ويربطها بتاريخ القاهرة بشكل عام، وهذا جرني للبحث عن فكرة القاهرة، وفكرة أن تأخذها من هذه المنطقة الصغيرة، من مقهى ريش.

شخصيًا لا أحب فكرة الجلوس على المقاهي أو الكافيتريات وأنا قليلة الخروج في الأساس، لكن ما لفت نظري في هذا المقهى، كانت فترة ثورة عام 2011 فكرة متوهجة وقتها تتجسد. هذا المقهى الذي كان يتحصّن ببابين، يجمع مثقفين من نوعية خاصة، منهم الكتاب والمحاربين القدامى، والمعارضين والمطربين. هكذا وفي لحظة فتح مكانه لكل الناس، فكانوا يدعونني للحضور مثلاً يوم الجمعة صباحاً، أشاهد تقلبات الثورة من خلف النوافذ، وهي تحدث في الشارع. ولو صار شغب ما في الشارع، كنت أستطيع الخروج من الباب الآخر، هذه هي حماية البابين. كما أنك تسمع آراء مختلفة ومتعددة بين من هو مع ومن هو ضد والحراك الذي كان يحدث في ذلك الوقت، والأغنيات في هذا المكان، لم يكن مجرد مقهى، ولكن بوتقة معرفة. هذا المكان فيه الكثير من الوثائق الهامة مثل راسل باشا، وكان فيه أم كلثوم، وعريان يوسف، وأصبحت الفكرة تتوسع جدًا في رأسي. 

كُتب عن مقهى ريش عدد كبير من المقالات والتي وصلت تقريبًا إلى 148 مقالاً، ولكن كل هذه المقالات عن منطقة واحدة وهي المقهى وعن تاريخه وعن أنشطته الثقافية، ولم يبدأ أحد في تحليل تلك الوثائق ويتحدث عنها ويربطها بتاريخ القاهرة بشكل عام، وهذا جرني للبحث عن فكرة القاهرة، وفكرة أن تأخذها من هذه المنطقة الصغيرة، من مقهى ريش.

 

لم أكن على علاقة وثيقة بالغوص، لكني بحثت وقمت بقراءة الكثير من الكتب التي طبعتها الكويت عن رحلات التجارة وخطوط سيرها البحرية، وجلست مع الغواصين الذين تركوا الغوص من سنوات طويلة.

لم أكن على علاقة وثيقة بالغوص، كل ما اعرفه من التاريخ تلك الأساطيل التي تجوب مياه الخليج وكل ما أعرفه عن الغوص ذلك العقد من اللؤلؤ الذي أراه في أعناق النساء وأفلام الأبيض والأسود القديمة، لكني بحثت وقمت بقراءة الكثير من الكتب التي طبعتها الكويت عن رحلات التجارة وخطوط سيرها البحرية ومناطق الوقوف جغرافياً وحالات البحر والموانئ. كل ذلك وضعني مباشرة أمام الشعر الشعبي بكل محمولاته، فلجأت إلى مركز التراث الشعبي لألتقي شعراء وصيادين كبار السن، تحدثت معهم واستمعت لحكاياتهم.

أكون قلقة في كل كتاباتي، وأكون مرتبكة حتى لو كتبت عشر صفحات، ولكن هناك جزء آخر، وهو تنظر إلى شغلك وتقيم نفسك، وأن قيمة الأشياء ليست بكبرها أو صغرها، فقيمتها بالمكتوب داخلها، بمعني هل أنت كتبت شيء جديداً وحديثا، وهل هو قادر على أن يحمل الفكرة أم لا. الرواية عالم به حكايات وتفاصيل كثيرة، ولا تحسب على طول وقصر المادة، لكن تحسب على قيم أخري على مستوي اللغة وعلي مستوى الحدث، وعلى مستوي العلائق الداخلية والمعلومة.  

الشخصيات لم تقترب من واقع أحد معين، ولكن اقتربت من واقع الغواصين الموجودين في ذلك الوقت، أما الرواية الأولى  «ريحانة» فشخصياتها اقتربت من واقع العبيد الموجودين في ذلك الوقت، والكاتب هنا يُنشئ عالماً تعيش داخله كأنه حقيقة، وتبدأ في تكوين شخصيات وتملؤها بالدم واللحم، وإلا لن يصدقك القارئ.

ممكن ذلك ولكن حسب العمل المكتوب، هل به جزء واقعي أم لا. مثلاً نجد أن هناك روايات ليس لها أي علاقة بالواقع، وذلك حسب الرواية هل هي تاريخية أم غير تاريخية. بالنسبة لي استفدت من الواقع الذي كان موجوداً في روايتي “في فمي لؤلؤة”، وهو ليس واقع اليوم، إنما هو تاريخي، وأخذت هذا الواقع التاريخي من الكتب ومن سرد بعض الغواصين، الذين تركوا الغوص من سنوات طويلة. فكرة أن تستخدم هذا الواقع في كتابة رواية فكرة قد تنجح، وقد لا تنجح على حسب استخدامك لهذا الواقع.

في الحقيقة كل شخصيات رواياتي تمردت علي، وذلك، حتى لو كتبت عن نفسي فشخصيتي فيها تمرد أيضا، فأحيانًا أكتب وبعدها أشعر أنها ذهبت في منطقة أخرى، ولا أسير بالقلم والمسطرة طول الوقت، فعل مستوي اللغة والصورة والحدث، كل هذا يتغير وينمو.

الرواية أحياناً تغير الكثير في التاريخ، ولا تحفظه كما يعتقد البعض. فربما تكون هناك هزيمة وتكتبها انتصار، ومن الممكن وجود شخص وطني وتجعله غير وطني، وأحياناً يكون شخص ملتزم وأجعل له خيالات غير ملتزمة!

هذا وَهْم؛ أنْ يقال أنّ الشعر العربي يجتاز أزمة. ما هي الفكرة من الاهتمام فقط بشكل أدبي واحد، وهو الرواية في مقابل إهدار تاريخ من الشعر وتاريخ من القصة القصيرة وعدم الاهتمام بالكتابات النقدية! أتصور أن الإبداع بكل أشكاله مطلوب، وغير صحيح أن هذا زمن الرواية وهذا زمن الشعر، وكأنك أمام طفل صغير وتنهره وتقول له أنت لست ابني!

السؤال هنا يعبر عن فكرة الشاعر الكبير! لكن الوضع حاليًا ليس على هذه الصورة. ربما كان هذا في زمن نزار قباني ومحمود درويش، وحتى في أدونيس الذي لم يزل بيننا، بعد ذلك خفَتَ الصوت الشعري في العالم أجمع، والكل اهتم بفكرة الرواية. أظن أن هذا الاهتمام هو اهتمام سياسي وليس اهتماماً ثقافي، وقد يكون فيه جزء ثقافي لأنه يحكي عن الواقع أكثر من القصيدة، لكن القصيدة تحكي عن الثقافة أكثر وتركز على اللغة نفسها.

 

هذا وَهْم؛ أنْ يقال أنّ الشعر العربي يجتاز أزمة. أتصور أن الإبداع بكل أشكاله مطلوب، وغير صحيح أن هذا زمن الرواية وهذا زمن الشعر.

نعم كانت سببا. ويمكننا أن نسأل لماذا نشأت الجوائز في الرواية فقط؟ سواء في العالم العربي أو العالم كله ولماذا التركيز على فكرة الرواية ليس إلا؟ وهذا سؤال لابد أن نسأله دائما، ولابد أن نقف وقفة عنده، ولماذا نهدر لغتنا فقط أمام عنصر واحد من الكتابة؟ قد تكون الرواية أسهل في الترجمة وأكثر انتشاراً وأكثر وصولاً لشريحة كبيرة من القراء، لكن الشعر لغتنا الأساسية وله علاقة بكل شيء، وأتصور أن الاهتمام بالرواية وسهولة الكتابة سوف تُفرغها بعد وقت معين من اللغة العميقة والكبيرة، ومع كل فترة نبدأ في التبسيط والإخلال بالعناصر الثقافية. لا أرى الثقافة بوجه عام تذهب إلى منحني واحد فقط، فنقول زمن للرواية وزمن للشعر وزمن للنقد وهذا ليس صحيح لأن كل الأشياء موجودة والطبيعة متنوعة.

لا أظن أنها ضيفه عابرة. لكنها اختلطتْ ولا أعرف هل هذا عن قصد أم لا بالنثر التام، وذلك لعدم خبرة الناس في استقبال قصيدة النثر، ثانيًا لأنها لم تُعط فرصة لأن تستقر وتثبت وتظهر مفاتيحها بل العكس، بدأت ترتكز على النثرية التامة داخلها، ثم بعد ذلك فقدت حيويتها وجاءت فكرة زمن الرواية ومهرجانات الجوائز.

كل الآداب المختلفة تنقسم لجزأين ثم تصفي نفسها، لكن قصيدة النثر كانت الأسهل في دخول حشود كبيرة من الكتاب إليها، فبدل من أن يكون لذلك حدود ويكون لها نقادها، وبدل من أن نهتم بها تركناها كعابرة سبيل للأسف. وهذا ما يجعل الحزن كبيرا لأنه توجد أسماء مهمة في قصيدة النثر، وهناك أجيال أنتجت كثيراً للغة العربية، لكن للأسف الكثرة تغلب الشجاعة.

القصيدة العامية لدي هي قصيدة نثر من البداية، وثانيًا هي محاولات وهناك مرتكزات أساسية بمعني مرتكز الشعر مرتكز الرواية، مرتكز الرسم وهناك محاولات أخري حول الموضوع، لكنها ليست أساسية داخل تجربتي، وأنا كتبت أنها قصيدة نثر لأنها صنعت شيء بسيطاً جدًا داخل تجربتي، وأنها فككت اللغة الجامدة في قصيدة النثر عندي، وجعلتها بسيطة. ثالثاً؛ لا اعتبر نفسي شاعرة قصيدة عامية بل أنا مجرد أقوم بالتجريب، مثل التجريب في القص واللصق أو في فيلم، والشحنة الشعرية هي التي فرضته، وكنت في تلك الفترة بدأت الكتابة في “الآخر في عتمته” و”تشكيل الأذى”، فكانت الكتابة صارمة جدًا فحاولت أن أفككها وأبسطها من خلال قصيدة النثر، وكانت تجربة ولا أخجل من أنني أجرب، ولا أدعي أنني شاعرة كبيرة أو شاعرة مهمة بل أنا أجرب وفي منطقة التجريب لديك الجرأة في أن تطرح بعض الأشياء بدون إغلاقها في منطقة معينة.

قصيدة النثر العربية تمر بأزمة، ولكن في الإمارات هناك أسماء موجودة مثل عادل خزام، وعبد العزيز جاسم، ونجوم الغانم وظبية خميس. هناك أسماء وأجيال جديدة أيضا مثل محمد المازني ومريم الزرعوني وأيضا أسماء صاعدة مثل خلود المعلا، وأنا متفائلة بالأجيال الجديدة من شعراء قصيدة النثر في الإمارات وأن تسترد القصيدة مكانتها من جديد.

أكون حزينة جدًا وعندما أخرج كتاب جديد غير شعري أغار، وعندما أسال عن سعادتي بالمنتوج الجديد أقول أنا أقلق من جهدي البحثي أن يطغى على الإبداعي وهذا العمل سواء في فمي لؤلؤة أو مقهى ريش فيه من  البحث ومن الوقت والجهد الكثير وكان لابد أن يأخذ حقه لكن الخوف يستبد بي خوفا على الشعر، فأنا أفرح بالعمل الإبداعي أكثر، ومع ذلك فرحت بكتاب “مقهى ريش”لأن فيه جزء من الحياة واللمحة الإبداعية والاكتشافات الصغيرة والربط بين العام والخاص هو سفر كبير ربط الحجر بالبشر وهذا هو مصدر سعادتي في هذا الكتاب والربط ما بين القاهرة والمقهى.

ربما ولكن الأمر معي قد يختلف، فأنا لو لم أشعر أن هناك شيء جاء فأكون حزينة، وأنا حزينة فعلا لأنني لم أكتب ديوان منذ عام 2013، ورغم حزني هذا ليس عندي هاجس أني لا بد أن أكتب، وأري أنه لا بد أن نتوقف قليلا ونعود مرة أخري وقد تتغير حتى فكرتنا عن الكتابة مثل أن تقف تحت شجرة أو تبعد عنها وتراها من بعيد، وأنا كنت أصدر ثلاث دواوين دفعة واحدة، أو كل عام أخرج ديوانا ثم توقفت، ثم عدت ثانية وما أقصده ليس عندي هذه الهواجس، ولكن من الممكن أن يكون هناك حزن ما لعدم كتابة الشعر الفترة الماضية لأن الشعر حميم بالنسبة لي.

الحقيقة أن الجوائز سهلت لكثير من الكُتاب حياتهم وصعودهم، لكنها تركزت حول الرواية أكثر. الواقع الاجتماعي والمعيشي الصعب جعل الكل يلجأ لهذه الكتابة لصالح الجائزة، وليس لصالح الإبداع، ولأنها اعتراف ضمني بأهمية الكاتب، وذلك في ظل أحداث كثيرة يعيشها العالم حاليا، فهي تسهل بعض الأشياء وتعترف ببعض الناس، وكنت أفضل أن لا تكون الجوائز فقط هي التي تعترف بالمبدعين والكتاب، وأن يكون هناك مهرجانات شعرية كبيرة، واحتفاء أكبر في الواقع الثقافي بشكل عام بالنقاد والشعراء وكُتاب القصة، وكُتاب العامية المصرية، والكل لجأ فقط للرواية وكأنها هي المنتوج الأخير للإبداع العربي وهذا شيء محزن.

ما تأثير الشعر في تجربتك التشكيلية؟

أتصور أن كل حياتي خرجت من الشعر، حياتي العادية، كتاباتي، صداقاتي كلها خرجت من الشعر، والفن التشكيلي خرج أيضا من فكرة الشعر، من حيث اختيار اللون واختيار المساحات واختيار المادة نفسها كلها تخرج من الشعر.

خرجت من بيئة بحرية وبرية معا، فهذه الثنائية موجودة في الواقع الاجتماعي، ولكن واقعي الحقيقي ينقسم ما بين القاهرة والشارقة فهو تاريخ شخصي، وفكرة الكتابة لدي متراوحة ما بين هذا وذاك، وكذلك أيضا في الرسم ما بين النحت والرسم، وما بين اللوحة والفيديو آرت، وبين هذا وبين الرواية. طول الوقت هناك حراك ما بين هذا الواقع المضطرب داخلي وبين واقعي المصري وواقعي الخليجي، ما بين الشارع والداخل وما بين السكينة الداخلية والاصطخاب الخارجي.

اللون الأصفرـ رغم أني لم أكن أحبه من قبل، والموضوع بالنسبة لي هو لعبة ألوان ومزيج واختلاط مع بعضه وليس هناك لون ثابت. في معرضي الأول كان اللون الأصفر أكثرهم، ولم تكن لي علاقة واسعة بهذا اللون من قبل وبررت هذا أنه برجوعي للإمارات وفكرة الصحراء هي التي كانت تشغلني في ذلك الوقت.

وكيف ندخل قصيدة النثر للبيوت العربية؟ وكيف ندخل النقد للبيوت العربية؟ فهناك عدم اهتمام بفكرة الثقافة في مقابل ثقافة الاستهلاك. كان في فترة الأربعينات والخمسينات في مصر مثلا عندما تتزوج العروسة يكون هناك لوحة أمام السفرة الأكل ولوحة لجسد أنثوي في غرفة النوم، ولوحة لمنظر طبيعي في الصالون، وكانت اللوحة جزء من أسياسات المنزل، حاليا لا يوجد ذلك ولا فكرة الجمال هذه!

أظن أنه مع التطور الحاصل والتقنيات الحديثة من حولنا، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من فيسبوك، وتويتر، والتك توك، وانستجرام، وغيرها باحت المرأة بالكثير وظهرت لغة الجسد وليس فقط في اللغة، ولكن ظهرت في الرقص والتشكيل.

ليس لدي رسالة محددة لكن التعبير للوصول إلى التقاط اللحظة بجمالياتها ومساوئها، سواء كانت مجرد نقطة وضعتها في اللوحة، فاللحظة هنا هي النقطة، أو جملة قد تطول إلى صفحات فتكون الجملة رواية أو قصيدة أو خط قد يليه امتداد فيكون جرح أو فاصل أو ألم أو حكايات، فربما نكون في حرب ونكتب قصيدة حب. في الفن يتجلّى الوعي واللا وعي، هناك رغبة ورعب، كثيرا ما يفاجئنا ما نكتبه أنه اختلف عما كنا نحاوله، فلديه القدرة والقوة أن يسير في مساره الخاص.

 

 

خاص قنآص

Exit mobile version
التخطي إلى شريط الأدوات