أرخبيل النصوصجُذْمور الشعر

نسيمٌ عليلٌ هو الانتظار | علي البزّاز

وفاءٌ خائنٌ

أرضي خاليةٌ مزدحمةٌ بالضيوف

حَمَامٌ يكره طيران العلف

هي خطواتي الخالية من النصيحة

مأهولةٌ بإنجابٍ كأنه وحل.

يصبح المأزقُ ميسور التكاثر عندما أفكر بما جنيناه

من الوقار من التوغّل

بعيداً في النهي عن الخضوع والأمر بمحاسن القلم.

هنا مهرّج في شكواي ومدن أرشقها بالبناء

بدلاً من اجتثاث خيانتها،

متسامحٌ عقلي حتى مع الأخطاء

مللتُ صوابه مللتُ أوكاره تلوذ فيها أوكار الفقدان

لو يصير نساء تسلية.

وفاءٌ خائن يتبضّع فيه

آهٍ ليت عقلي لوازم بيتيّة

آه لو يُضيء أفكار الثعالب

لو أصمّمه على شكل أريكة ذات مساند وقائية وفيّة للصحّة

حينئذ سأصرخُ بناري إيّاكِ والاشتعال،

لأن الزمن قد ناصبكِ الانطفاء،

خذي من الكرسي قوائمه

خذي مكر الإدبار عند الحروب.

بئرٌ يُسمع فيها صوت المياه الخاوية.

ينبت لمعاركي زغبٌ هو ليس ريشاً ولكنه يشبه الممنوع،

كما أني لا أجيد التعرّف إلى القتلى.

أنا ضدّ إطالة ثني الجهات العسيرة على الاندماج

يكفي طفلٌ ذو حدس ثاقب

يفعل هذا حين يفكّر: حتماً ستعلن المصابيح قدومها غير آبهة
بتجمّع الظلام.

إذاً سوف ينبلج انتظارنُا للجميل منتدباً الكلمات لهذه
المهمّة.

إنه في نسيم عليل هذا الانتظار

وهذا الصبر في هبوبٍ دائم.

= = =

أهيّجُ يقظتها!

أدخلُ في جمرة المياه

لعلّ الغيثَ يشرحني

وكالغبطة أرتمي عند بابكَ.

أيها اللّيل

هل تأخذ فيضَ السّاقية

وحديقتي مكتملة الفؤوس؟

أيّ خلل سيقود النهارَ نحو الغرف

وأيّ الزوارق ستعطّر البحر القليل؟

كالبرق ثقبتُ ما تبقّى من أجمل النعيم

وارتميتُ في قعر الزجاجة

وكنتَ السّطح المتبقّي بعد هزيمة البيارق.

لكنني لم أرَ الجهات التي أشاعت موجة

كنتُ أفتديها

أقعدني ذلك الرجل ذو البصمات القاطنة

صباح ومساء راحتي.

لمَ تشير هذه الزينة إلى نهار أنهكه الحرس؟
أنا
مواساة حاشية تتآخى لتثلم الهواء المنعش فلا تنزّه خارج قبضاتها

منسكبٌ على نداوة معتل بللها

والمدّخر للقصيدة سلالة تتبنّى القبابُ أبناءها.

هيهات فالغيث امتصّه شجر

هو

غير الحقول

وغير المراعي.

لربما وحيداً سأدخل الوردة

وأهيجُ يقظتها

أهزّ المياه متحرّشاً بيفاعتها.

= = =

علي البزاز: كاتب وفنان تشكيلي عراقي مقيم في هولندا. صدر له: «إبقي ساهرةً أيّتها الزينة»، و«مرحباً أيّها الطريق يا حلّاج الوعورة»، و«ساعي الموجة»، و«معاً نقلد الوردة مداها»، و«كالزحف كالنذير، مُهرّج في شكواي»، وآخر منشوراته «لا تعبُر الفجرَ هامشيّاً». كما صدرت له أربعة كتب شعرية باللغة الهولندية.

قناص – شعر

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى