الشهيد غسّان كنفاني يعود في الأعمال الروائيّة الكاملة الصادرة عن دار العائدون
صدر حديثًا عن دار العائدون للنشر والتوزيع في عمّان، كتاب “الأعمال الروائيّة الكاملة” للكاتب الروائيّ والمفكّر الفلسطيني الشّهيد غسّان كنفاني، بمقدّمة من الباحث والناقد الدكتور محمد نعيم فرحات.
الكتاب يضمّ روايات الشهيد غسّان كنفاني المكتملة (رجال في الشّمس، أم سعد، ما تبقّى لكم، عائد إلى حيفا، والشيء الآخر)، ورواياته غير المكتملة (العاشق، الأعمى والأطرش، وبرقوق نيسان)، وبغلاف (Hard Cover) في 300 صفحة من القطع الكبير.
وممّا جاء في مقدمة الدكتور فرحات:
أن تقوم دار “العائدون للنشر” – اليوم- بإصدار الأعمال الروائيّة الكاملة لكنفاني، فهذا يعني، في ما يعني، القيام بفعل استعادة لنصوص الوعي الماجد، وهي استعادة تتضمن بُعد المساهمة الرمزية في لحظة يجري فيها، بمشقّة ولكن بوضوح، تبيُّن الخيط الأبيض للثقافة الأصيلة من الخيط الأسود للسياسة..
………..
عند شعب جرى تجريده من كل شيء، ووجد نفسه “شريدًا في مهبّ تاريخ لا يرحم”، و”لم يبقَ لديه سوى الكلمات” وقوّتها كي يحيا بها ويدافع ويقاوم، كانت مساهمة غسان في الكلام والقول والصوت، واحدة من أعلى أشكال الفعل الفلسطيني التاريخي المقاوم..
منذ نصوصه الأولى في “موت سرير رقم 12” أفصح كنفاني عن قراءة عميقة للحياة والواقع وأسئلتهما، وذلك بتزامن رهيف ومدهش بين النص وتاريخه وتحولاته، ثم مضى صعدًا في خياراته، كما كشفت عن ذلك “أرض البرتقال الحزين” التي روت الفقد والانكسار والألم، وخزّان” رجال في الشمس” الفعليّ والذهنيّ الذي أغلق على الفلسطينيين ثغرة النجاة بثمن المنفى والموت المهين فيه، ونبذ “عالم ليس لنا” للفلسطيني الكسير، والخطوات الأولى الحائرة في “ما تبقى لكم” وهي تذهب نحو المقاومة كضرورة، إلى خيبة الإنسان عندما يعود لما يعتقد بأنه حقٌّ له، محمولًا على قوة حنينه فقط في” عائد إلى حيفا”، فيقف على ركام رهاناته ورمادها معا، وصولًا لرايات “أم سعد” التي كانت تقوم وتعبر عن نفسها في حقل الواقع معلنة عن الزمن الجديد.
والدكتور فرحات كاتب وأستاذ جامعيّ من فلسطين، أمين عام الجمعية العربية لعلم الاجتماع، صدر له كتاب “كمين كنفاني: كيف تعقّب النصُ تاريخهُ وأدّرَكه؟”: (العائدون للنشر، عمّان- الأردن، 2021).