صدرت حديثاً الترجمة العربية من رواية « كغبار في الريح » للكاتب الكوبي ليوناردو بادورا، عن دار المدى في بغداد، وبترجمة الكاتب والأكاديمي العراقي بسام البزاز. رواية « كغبار في الريح » هو العمل الرابع الذي تقدمه دار المدى للكاتب الكوبي، وكانت الرواية قد صدرت في عام 2020.
مقدِّمة المترجم بسّام البزاز «تغريبة كوبيّة أم كونيّة؟» جاءت غنية بإضاءات على مفاصل الرواية وعمقها، مما جعلها أكثر تشويقا.
ننشر هنا مقدّمة الطبعة العربية من « كغبار في الريح » للكاتب الكوبي ليوناردو بادورا، بقلم المترجم:
تغريبة كوبيّة أم كونيّة؟
عشرةُ أشخاص ونيّف
في ثلاثين عاما ونيّف
يعيشون ويتحرّكون ويطمحون
حتّى إذا رأوا بلادهم تعجز عن مواكبة حركتهم
ووطنَهم يقصر عن تلبية طموحهم
يتناثرون… يتبّددون
كغبارٍ في الريح.
*
ليسوا ناكري جميل
ولا خونة
ولا كافرين بنعمة سابغة،
بل نفوسٌ متطلعة
لكنّها أسيرة واقعها،
وأرواحٌ طموحة
لكنّ الأفق ضيّق أمامها.
عنفوان في الأرواح.
اندفاع في الأنفس.
آمال عِراض في الأفئدة.
يطلبونها في بلدهم
يتمنون نوالها على أرضهم
لكنّ دون أحلامِهم بيداً دونها بيدُ:
انتظار لسراب،
فسادٌ وخراب،
نفاقٌ وتلوّن،
لم يخلقوا لها
أو خلقوا لقدرٍ فاق قدرتهم.
يبدأون البحث عن وطن
خارج حدود الوطن
حتّى إذا وجدوه،
وألقوا بعصا التسيار فيه
اكتشفوا أنّ البديل هو الغربة
والغربة سهلة وصعبة
حلوٌة ومُرّة:
دواءٌ وداء.
حياة وممات:
«ما نراه هنا نراه في مكانه، أمّا نحن، فليس هذا مكاننا. نحن هنا كالأشباح، غير موجودين، أو غير منظورين ولا مرئيين، لن ينادي أحدٌ علينا ليسألنا كيف أحوالنا وإلى أين نسير وماذا نفعل، ولن يسألني أيّ صديق عمّن فاز البارحة في المباراة. لسنا في ذاكرة أحد وليس أحد في ذاكرتنا. نحن كائنون وغير كائنين في آن معا، وستمرّ سنون طويلة قبل أن نكون شيئا أكبر من الطيف. لا أدري إن كنت فهمتني، ما يهمّ هو أن تعلمي هذا: نحن هنا لسنا ما كنّا عليه هناك».
«أعيش هنا منذ ستة عشر عاما، فهل تعلم كم صديقا عندي؟ ولا واحد. أعرف ناسا كثيرين، وقد رأيتَ أنّنا تعشينا مع بعضهم، والتقينا بهم، بعضهم من المستشفى، أصدقاء مونتسي…لكنّهم ليسوا أصدقائي…»
*
لا آلافُ الكيلومترات تفصل
ولا طوالُ المسافات تفرّق
ولا الجبالُ الشامخات الشاهقات
ولا البحارُ الهائجات المائجات
فما بين الإنسانِ وأرضِه جسرٌ
يعبره ولا يعبره
يقطعه ولا يقطعه
يظنّ أنّه يجتازه لكنّه لا يجتازه:
«وبدا لآديلا أنّ رابطة الدم التي تشدّ خطيبها إلى جذوره وثقافته تأبى أن تذوبَ في الأرض التي انتقل إليها. فلماذ يهاجر إنسانٌ كهذا؟ لماذا يفارقُ الإنسانُ بلادَه من دون أن يخرج منها؟»
دمٌ يربط ورمادٌ يمتزج بتراب الوطن ومائه:
«شرعت كلارا بتنفيذ ما أوصاها به برناردو: نثرت في مياه منبع النهر النقيّة الصافية رماده، فانجرف الرمادُ وتفرّق مع التيار. جزءٌ من برناردو سيمتصّه ترابُ کوبا، ليمتزج به وإلى الأبد؛ بينما سيواصل الجزءُ الآخر طريقه، مثل أنهار الحياة، ليصبّ في البحر ويجوب العالم»
«قرأ ماركوس في أحد كتب أمّه عن مهاجر اعتاد أن يحمل معه بيته ونمط حياته أنّى ذهب، كما يفعل الحلزون: فلماذا علقت تلك الإشارة في ذهنه؟ هل لأنّ قدره هو أن يكون حلزونا كأمّه، وإن كانت كلارا حلزونا من نوع آخر؟ هل سيظلّ هو أيضا يحمل بيته وبيئته على ظهره؟»
*
سؤالٌ مركزي يحمل ردّه في داخله:
«كانت كلارا تسأل نفسها: لماذا يقرّر هؤلاء، بعد أن عاشوا في ألفة وتقارب، متمسكين بعالمهم وانتمائهم، متميزين في حياتهم، متفوقين في أعمالهم، أن يرحلوا إلى أرضٍ لن يكونوا فيها ما كانوا؟ أرض ما كانوا فيها، ولن يكونوا، سوى أفرادٍ يُعاد غرسهم، لكنّ الكثير من جذورهم ستظلّ مكشوفة»
تعلّقٌ بين أملٍ في المستقبل
وخوفٍ من المجهول
دافعٌ يدفع
وخوفٌ يردع:
- لا أريد أن أرحل. لا أريد أن أرحل- قال إرفينغ.
- ماذا تقول؟ لا تريد أن ترحل؟
- بالطبع سأرحل. لكنّي لا أريد. وليس الأمر سيّان.
«قضى إرفينغ اليوم الأخير من حياته السابقة في بيت (فونتانار)، القريب من المطار، الذي سينطلق منه، في تلك الليلة نحو مستقبل مجهولٍ، وإن كان أقلّ ضبابيّة من حاضره. مستقبل يعدُ بالحريّة، وإن كان مليئا بالظلمة والصراعات والآلام والشعور بالذنب والمخاوف. هل سيتحمّل الغربة؟ هل سيتغّلب على الحنين الذي بات يشعر به وهو بعدُ لم يتغرّب؟»
«أحسّ ماركوس، للمرّة الأولى، بقبضة البعد عن الأصول وفراق الأحبّة تضيّق الخناقَ عليه. إنّه يعرف نقاط ضعفه، لكنّه أخطأ تقدير صبره ومناعته في مواجهة إغراءات الحنين ومكائد الشوق»
*
الحالة التي لدينا هي كوبا.
وكوبا تبدو حالة فريدة
لكنّها ليست فريدة.
ليس همّنا الحكم بصحة المسيرة أو خطئها،
ولا بالتصويت لها والاستفتاء عليها
فالحديث في ذلك جدل عقيم
مناظرة لا تنتهي
شعارات لا نجد مصداقها لا هنا ولا هناك.
وإن وجدناه فسنجده محاطا بألف علامة استفهام وعلامة.
*
يحاول پادورا أن يكون متوازنا
فحدوده في كوبا مرسومة
والخطوط الحمر أمامه معلومة
لكنّه روائي، والروائي ينهل مما يرى
و”يغرف” من النهر الذي يجري أمامه
فلا مهرب أمامه سوى الحقيقة
وإلّا تحوّلت الرواية إلى منشور سياسي.
وأنّى لرواية تتكلّم عن الهجرة والمنافي دون أن تضرب على الأوتار الذي ضرب عليها بادورا؟
والحل؟
الحلّ هو أن يتقرب من الخطوط الحمر
ولكن ليناقشها ويجادل حولها:
«في حواراتهما الأولى، سألت الفتاة رمسيس عمّا يدفع شابا مثله إلى أن يترك دراسته ويشرع في التحضير لـ «رحلة نهائيّة عن بلده»؟ وما معنى ألّا يمنحوا الشاب، بعد تخرجه من الجامعة، رخصة للسفر إلّا إذا كان في مهمّة عمل رسميّة، إن هو أنجزها في كوبا، فلن يتقاضى عنها إلّا قدر ما تتقاضاه أمّه المهندسة شهريا: عشرين أو ثلاثين دولارا؟ إنّها لا تستوعب أيضا كيف يستطيع الناس أن يعيشوا بالمرتّب الضئيل في بلدٍ تكلّف قنينة الزيت العاديّة فيه دولارين، وحيث نسي معظمُ سكّانه طعمَ اللحم (هل يوشك البقر على الانقراض؟)، لكنّهم، بالمقابل، لا يدفعون رسوما عن الدراسة، ولا تتجاوز فاتورة الكهرباء عندهم أربعة دولارات (من دون إيركوندش، طبعا)، وتعريفة الهاتف دولارين (وكلّ ذلك باهظ في الدنمارك)؟، وأنّى للكثيرين أن يمتلكوا جهاز تبريد أو هاتفا؟ أمّا الهاتف النقّال فلا وجود له تقريبا في كوبا، لأنّ «أحداً» قرّر أن يُحرم المواطن الكوبيّ منه ومن الدخول في الشبكة العنكبوتية، إلّا بصعوبة. وكيف لها أن تستوعب ألّا يحصل هذا المواطن على حاسوب شخصي، إلّا إذا أتى به من الخارج وحصل لإدخاله على تصريح الوزير أو من ينوب عنه، أو اشتراه من سوق الحواسيب السوداء، حيث يتاجر الطيارون والمضيّفات بالحواسيب والكلاسين والنقانق؟ أليس غريبا أيضا، مع شحّة الطعام وضآلة الراتب الذي تدفعه الحكومة إلى 90% للمواطنين (لا يسّد الرمق باعتراف الحكومة)، ألّا يموت الناسُ من الجوع، بل يمارسون الرياضة لتخفيف وزنهم، ويحضر أكثر من مليون منهم مسيرة الأوّل من أيّار، لا للاحتجاج على الحكومة، كما يحدث في جميع أنحاء العالم، بل لتأييدها ودعمها؟ لا شيء غريب ولا مستغرب، فالنقابات في كوبا تدعم الحكومة على طول الخط (ما أغرب ذلك!)، ومن العمّال من يتفاخر بأنّه يعمل اثنتي عشرة ساعة أو أربع عشرة ساعة في اليوم، وهو دوام يدعونه «دوام الطوارئ»، كما كان يحدث للفلاحين وعمال المناجم الدنماركيين في القرن التاسع عشر. صحيح أنّ هؤلاء الكوبيين البسطاء يحظون برعاية طبيّة جيّدة ومجّانية، لكنّهم لا يجدون، في أغلب الأحيان، حبّة أسبرين في الصيدليات، مع ذلك تراهم يرقصون ويغنّون ويتطوعون للعمل ويردّدون شعارات ثوريّة تدين الحصار الأمريكي المجرم، ويطالبون بعودة بعض الأبطال، بينما تجدهم، أنفسهم تقريبا، يهربون من البلد بالقوارب، أو بغيرها، نحو الولايات المتحدة، أو نحو أيّ مكان، وقد يظلّون في كوبا، يعيشون على ما يسمّيه رمسيس بـ «الاختراع»، وليس في ذلك، بالطبع، ما يستحقون عليه أيّة براءة اختراع. لا. إنّ لينا لا تفهم شيئا من كلّ ما سمعت ورأت: فكوبا بلد عجيب غريب…»
كَسرٌ وجبرٌ
حكمٌ ونقض
هجوم ودفاع
انتقاد وتبرير
«ويردّ الفتى الكوبي بكلام لا تجد فيه الشابّة الدنماركيّة ما يردّ على أسئلتها أو يرضي تساؤلاتها:
- حال بلدنا لا يفهمها حتى الله، ولن يصلحها حتّى الله…
عبارة طالما سمعناها، عن كوبا وعن غير كوبا.
*
تطرح الرواية جملة من الأسئلة:
لماذا يهاجر المهاجر؟
وكم يعاني؟
في حوار مستمرّ ومتداخل حول الأسباب والنتائج والثمن:
«ما أكثر ما مرّ من سنين! وما أشدّ الحنين! وما أقسى صورة آخر ليلة لنا مجتمعين، بينما نعيش الآن شتاتنا! ما الذي جرى لنا؟ ولماذا؟ ومن يتحمّل الذنب؟ وهل ينفع أن نلقي الذنب على أحد؟»
ويختلط مفهوم الوطن بمفهوم الدولة.
من الغريب أنّ من يخلط بین المفهومين هما الجاني والمجني عليه، الحاكم والمواطن، على حدّ سواء. فالحاكم يتصوّر أنّه يجسّد الوطن. والهاربون من الوطن لا ينفكّون يلعنون الوطن الذي لم يشعروا فيه بكرامة ولا بأمان. والوطن ممّا يتصوّر ذاك وممّا يتوهم هؤلاء براء.
*
في غياب الحريّة، وفي التعسّف والظلم تكمن أصولُ المنافي. ومن رحمها تولد المصائبُ والرزايا: القمع والخوف والفساد والسجن والمنفى والموت…
- ما أغربَك، داريّو- قال إرفينغ-. هناك كنتَ ممن لا يتكلّمون بالسياسة…
- لأنّ الكلام في السياسة كان محرّما …لا شيء غير الطاعة. وأنت تعلم ذلك
- كنّا نتكلّم ولكن بصوت منخفض، كنّا نتكلّم…وأنتَ كنتَ في الحزب…
- اسمع، إرفينغ، أتعلم ما هو أفضل شيء وقع لي هنا؟
- أفضل ممّا أنتَ فيه؟- سأل إرفينغ.
- هنا أستطيع أن أتكلّم عمّا أريد، ومع من أريد، أن أعيش بلا قناع، ومن دون خوف! ولا تذكّرني بالأشياء هناك، ولا كيف تعمل، أرجوك…»
«كان الموظفون ينظرون إلى المسافرين، يتحققون من الحقائب، ويعودون للتحقق من الجوازات، ويطرحون على من يوشك على الخروج السؤال تلو السؤال. هل معك أجهزة كهربائيّة؟ مواد غذائيّة؟ هدايا؟ كتب؟ هلّا أريتني جواز سفرك؟ رجال الجمارك في إسبانيا لا يسألونك عن شيء، اللهمّ إلّا إذا كان معك فيلان مطليان بالأزرق. سيكتفون، عندها، بسؤالك: لماذا صبغتهما بالأزرق؟»
«لكنّ إرفينغ يعلم أنّ الحرّ الدبق الوسخ لم يكن المسبب الوحيد لتعرّقه الشديد، ولا لرغبته الجامحة في البكاء: بل هو خوفه، وحضوره الدائم الذي لا يستطيع منها فكاكا، فالخوف عنده جزءٌ من الأوكسجين الذي کان يستنشقه في الجزيرة، وهو حالة التسمم التي جعلته يبتعد عنها. إنّه ذات الخوف الذي ظنّ، بعد كلّ تلك السنوات، أنّه طرده، لكنّه عاد عودة بومرنغ محتال تائه في البعد الرابع، ليضربه بقوته الطاغية»
« رفعت إليسا كتفيها من البطانية وعاينت القدح البلاستيكي.
- من أين تأتين بهذه الحاجات: البطانيات، المناديل، أواني الحلويات…!
- من الجيران…يعملون في المطار، وهناك يسرقون حتّى بنزين الطائرات.
- البنزين؟
- كلّ شيء…أمّا طيارو الخطوط الكوبية ومضيّفاتها فيجلبون كلّ ما يستطيعون حين يسافرون إلى الخارج، ثمّ يبيعونه.- رشفت كلارا من قهوتها-. هل ترغبين في فيديو أو مروحة تأتيك بالهواء البارد؟ هذه الأقداح أعجوبة من الأعاجيب: إنّها روسيّة، ولن يمكنك كسرها إلّا إذا انهاليتِ عليها ضربا بالمطرقة.»
« في الشركة يسرقون كلّ شيء ويبيعون كلّ شيء: مواد بناء ونفط وقطع غيار للشاحنات وخشب وأطقم حمّامات…أيّ شيء، وكلّ شيء… حالة من الجنون. نهبٌ على قدم وساق. للمدير عشيقتان، لكلّ منهما بيتٌ مؤثث. اشترى لولديه من زوجته الرسميّة سيارتين حديثتين… وكان يغدق على المفتشين والمديرين والرؤوساء والشرطة…في كوبا يقال: قرش يسبح ويطرطش.
*
الرواية جديدة في كلّ شيء
فهي آخر ما كتب پادورا
أتمّها في نيسان 2020
وتصل بالقارئ إلى عام 2016.
تتكلّم عن أحداث 11 أيلول وعن أوباما.
أجيالٌ تتعاقب والمشكلة واحدة
يحاول بعضهم حلّها بالهجرة
بينما يصمد آخرون.
قصّة تتكرر وتعم
ترسم أجواء كوبا
وحياة الكوبيين في كوبا
وفي المنافي
ولا يفوت پادورا أن ينوّع الشخصيات لتكون المنظورات متنوعة، والأجواء متعددة.
ولا يفوته أن يحقن الرواية بجرعات من التشويق (جريمة وجنس)، ونقاطٍ من الغموض لتكوّن، مع السياسة ومع المنفى، النقاط التي تدور في أفلاكها أحداث الرواية.
*
أقفُ، وقد انتهيتُ من ترجمة هذه الرواية الطويلة، وتشبّعتُ بأجوائها وأحداثها، فأجدُ أنّ مؤلفها كوبي وأبطالها كوبيون وأجواءها كوبيّة، لكنّ صورا وأفرادا وأخبارا وعوالم من خارج كوبا تقفز إلى بالي وتومض في مخيّلتي. صور عشتها، وأخرى سمعتُ بها أو قرأتُ عنها، من بلدان غير كوبا، عن أفرادٍ ليسوا كوبيين، وعوالم بعيدة عن كوبا.
ولا ألبث أن أجد الجواب… ويزايلني الاستغراب
فقد تبنّت كوبا وغير كوبا تفكيرا، واختطت منهجا يرى في كلّ غريب عدوا.
وفي كلّ هواء داخل مصدرا للمرض والصداع.
وفي كلّ فرجة باب أو شبّاك سببا لدخول العقارب والجرذان.
وكانت النتيجة دائما مزيدا من الغلق والمنع والمراقبة والتحقق والتأكد من “نظافة” البلد.
ثمّ تكشف الأيّام أنّ البلد لم يكن نظيفا
بل كان عليلا ضعيفا.
فقد فسد هواؤه
وفسدت قيمُه
ولاتَ ساعة مندمِ.
أرى أن أتوقف هنا
لأنّ الكلام عن الفساد
قصّة لا تنتهي.
***
مقدّمة الطبعة العربية من « كغبار في الريح » للكاتب الكوبي ليوناردو بادورا، بقلم المترجم بسام البزاز
خاص قناص