صدر حديثا

رواية «بائع الأديان» للعراقي سالم حميد

سيصاب القارئ بالذهول عندما يتمرد بطل الرواية على كاتبها ويقرر اختيار مصيره بنفسه رافضا ما رسمه له الكاتب من مصير

«بائع الأديان» جديد الروائي العراقي سالم حميد

 صدرت عن دار فضاءات للنشر في عمّان، رواية جديدة بعنوان «بائع الأديان» للروائي العراقي سالم حميد، وتقع الرواية في 248 صفحة من القطع المتوسط.

سالم حميد، روائي عراقي يحفر في صخرة السرد بسلاسة غريبة ومشتهاة، تجعلك تتوغل أكثر وأكثر في عوالمه الشائقة، وفي هذا العمل يضع الروائي القارئ بأجواء غير اعتيادية، ويقحمه بأسلوب ومسارات سردية لا نمطية؛ سيدفع ببطلهِ إلى حافة الموت لأكثر من مرة ويستحضر إلى زمننا الحاضر شخصيات تاريخية أسطورية؛ غير أن القارئ سيصاب بالذهول عندما يتمرد بطل الرواية على كاتبها ويقرر اختيار مصيره بنفسه رافضا ما رسمه له الكاتب من مصير.

يفتتح صاحب المخطوط عمله، وعلى لسان أحد شخوص روايته، ألا وهو الروائي، أو الكاتب الافتراضي لهذا العمل، بالحديث عن بطل الرواية أو الشخصية الرئيسة فيها «أيسر» هذا الأخير الذي سيحدثنا عن نفسه لاحقاً، سيأخذ وظيفة السارد لمعظم مساحة السرد، سوف يذكر «الروائي» منذ البداية أنه اختار أنْ يترك بطله «أيسر» واقفاً على لغم أرضي يكاد ينفجر لمدة طويلة إذْ إنه فيما لو حرك ساقه التي يرتكز بها فوق اللغم فسينفجر مباشرة ويحوله إلى أشلاء، ولم يذكر الكيفية التي سينجو بها بطله، وكأنه أي «الراوي» أراد أن يشوقنا لما سيأتي من أحداث، هكذا سيبدو من خلال تلك الافتتاحية، في حين أراد صاحب المخطوط منها أنْ يضعنا في أجواء هذا العمل غير الاعتيادية، وأسلوب ومسارات سرده اللانمطية.

في الفصل الأول سيباشر «أيسر» السرد معرفاً بنفسه على أنه روائي ومن موظفي الوزارة، وقد كلف من قبل الوزير بمرافقة بعثة أثرية أجنبية، هو لم يكن راغباً بتنفيذ تلك المهمة، إلا أنه مضطر للانصياع لأوامر الوزير، سوف يلتقي بأفراد البعثة وسيكون هناك الكثير من الأحداث،  يقحم الروائي بطله في مخاطر عديدة، وسيضعه على حافة الموت لأكثر من مرة، وسنلتقي بشخصية جلجامش التي يعيدها الراوي إلى الوجود، وفكرة الخلود، التي مازالت حلما للبشر منذ أو وجدوا على الأرض، وإيجادهم لفكرة الإله، وتحكمه بمصير البشر الخاضعين بالكامل لمشيئته، و… تقديم كل تلك التفاصيل، واستعراض فكرة خلق الروائي لشخوصه وتحكمه بمصائرهم، وقد تمكن الراوي وبطريقة متميزة، ومن خلال أحداث السرد الروائي، ودون أنْ يتحدث صراحة، تمكن من تقديم رؤاه حيال الكون وفلسفة الوجود …ألخ.

ولد سالم حميد في مدينة العمارة، صدرت له رواية (تل الرؤوس) 2008، وثلاث مجاميع قصصية (صلاة الغائب)، (غياب لا مرئي)، (قارئ الوجوه)، و(بنادق النبي) 2017.

قنّاص – صدر حديثا

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى