صدر حديثا

صدور الترجمة العربية من رواية «بُنيّ أصفر» للكاتب البرازيلي باولو سُكوت

عن دار الخان للنشر والتوزيع في الكويت؛ صدرت الترجمة العربية من رواية «بُنيّ أصفر» للكاتب البرازيلي باولو سُكوت، بترجمة الزميلة نور طلال نصرة.

في بلد مثل البرازيل، لا يكفي أن تكون فاتح البشرة لتنأى بنفسك عن التصنيف العرقي وتهمة العنصرية وشعور الذنب أنك من العرق الأسود، فقد تشير شفاهك العريضة أو أيّ سمة ظاهرية أخرى لمورّثات عرقية، ناهيك أن تكون من الميستيكا أو المولاته، أو حتى بُنيًا فاتحًا كما بطل روايتنا “فيديريكو” الذي يجد نفسه ضمن لجنة مؤلفة من ثمانية أشخاص، مكلّفين بوضع حل لموجة الصرعات المحتدمة بين طلاب الجامعات البرازيلية متمثلًا بحصص الكوتا العادلة للطلاب السود، وتحديد من يستحق أن يستفيد من هذه الشواغر في البرازيل، هذا البلد الذي يسير نائمًا على حد وصف كاتب الرواية باولو سكوت.

تبدو هذه الرواية بتفاصيلها الكثيرة رحلة ممتعة في شوارع وأحياء مدينة بورتو أليغري، وهي استكشاف ومسح للتصنيفات العرقية والأطياف اللونية في ذلك المجتمع المتنوّع والمتشعّب.

تنتمي هذه الرواية لأدب ما بعد الحداثة، بمفرداتها البسيطة ولغتها السريعة البعيدة عن اللغة الكلاسيكية الروائية، حتى ليشعر القارئ أنه أمام مشهد سينمائي، بدلالات بصرية واضحة، تفرض إيقاعًا ومواكبة سريعة لأحداث الرواية وتقاطعات الحوارات، وتجاذبات الشخصيات وصراعاتها، وكأنّ الكاتب اعتمد تقنية الديكوباج في تقطيع أحداث الرواية إلى مشاهد مرئية، ليُجبرنا أن نُنقّل نظرنا بينها لئلا نضيع من يدير الحديث. حوارات وقضايا ثقافية وسياسية واجتماعية وعنصرية وعرقية في رواية واحدة، عنف، واحتجاجات، واعتقال، وحب، وصراعات داخلية، وسخرية، وارتباطات عائلية، ونزاهة ومبادئ ثابتة، نقرأها دون ملل في رواية واحدة، فالكاتب لا يترك لنا مجالا لالتقاط أنفاسنا إلاّ أنه بتكثيفه وطرحه العميق وغير المألوف قد يجعلنا نتساءل طيلة الرواية عن الحادثة التي تقلب حياة فيديريكو رأسًا على عقب والخوف الذي يلازمه طيلة السنوات التي يقضيها في برازيليا، إلى أن يعود إلى بورتو أليغري ويواجه الحقيقة.

خاص قناص

مجلة ثقافية تنفتح على أشكال الأدب والفنون في تَمَوجها الزمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى