صدر حديثا

المواطنة والدولة لـ ـحسني عايش.. استعراض لتطور المفهوم وتطبيقاته المعاصرة

لم يظهر في التاريخ العربي الإسلامي فلاسفة حقوق مدنية أو سياسية كما حصل في الغرب، فلاسفة تجاوزوا الشريعة حين تجاوزوا الكنيسة

يتناول حسني عايش في كتابه «المواطنة والدولة» موضوعًا ثريًّا بالتفاصيل النظرية والعملية معًا، ويمزج بين الجانبين محاولًا تقديم خلاصة تفسيرية للواقع المعاصر وتوصيات قد تفضي إلى حلول.

وجاء الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن (2025) في مئة صفحة من القطع المتوسط، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات التي قدمها المؤلف في أحد المنتديات الثقافية، وحظيت وقتها باهتمام من جمهور المتابعين.

ويرى الدكتور سمير قطامي في تقديمه للكتاب أن الموضوع المطروح أصبح الهمَّ الشاغل للمثقفين والسياسيين في السنوات الأخيرة، الأمر الذي حفَّز المؤلف على تقديم مادة ثرية فيها استعراض تاريخي للمفهوم نفسه، مع رؤى نقدية معاصرة مأخوذة من الواقع التطبيقي للمفهوم.

وبعد الاستعراض التاريخي عقد المؤلف مقارنات ثقافية تناولت تطور مفهوم المواطنة في الحضارة الغربية وفي التراث العربي الإسلامي، مشيرا إلى أنه: «لم يظهر في التاريخ العربي الإسلامي فلاسفة حقوق مدنية أو سياسية كما حصل في الغرب، فلاسفة تجاوزوا الشريعة حين تجاوزوا الكنيسة. لكن الاستعمار الذي حكمنا واحتكاكنا بالثقافة الغربية، بخاصة الإنجليزية والفرنسية ثم الأمريكية، فتَّحا العيون على هذا الموضوع».

وتناول كذلك عددًا من المفاهيم المرتبطة بالمواطنة، كمفهوم «الدولة المدنية» الذي رأى أنه مفهوم ملتبس؛ لأن الدولة المدنية تقابل الدولة العسكرية فقط، ما يعني أنها لا تمس مفاهيم أخرى كـ«الدولة الثيوقراطية»؛ الأمر الذي لا يحقق المدنية المنشودة.

وخلص عايش إلى مجموعة من الاستنتاجات من بينها أن المستقبل يتوقف على سلوك المواطنين الكلّي، وأنه عندما يكون المواطن فعّالًا ومسؤولًا وشريكًا في النظام السياسي، فإن بقية المواطنين ينتفعون منه، وتتحسن صحته، ويتحمل المسؤولية عن الضرر.

وأنه لا يجوز الحكم على المواطن بحسب غاطسه الزمني؛ أي في ما إذا كان مواطنًا بالتأسيس أو بالتجنيس، أو بحسب عشيرته، أو منطقته، أو دينه، أو طائفته، أو عرقه، لكنْ بحسب سلوكه وأدائه.

ومن الجدير ذكره أن حسني عايش من مواليد مدينة طولكرم في العام 1933، وهو تربوي حاصل على شهادات جامعية في مجموعة من التخصصات آخرها من جامعة ميشيجن الحكومية في أيست لاسنج في أمريكا، وله العديد من المؤلفات منها: «أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية»، و«البقاء في عالم متغير»، و«الديموقراطية هي الحل»، والعديد من المقالات والدراسات المنشورة في صحف أردنية وعربية.

*****

قنّاص – صدر حديثا

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى