متابعات ثقافية

رحيل الشاعر الإيراني أحمد رضا أحمدي

خاص قنّاص – كتب: موسى بيدج، طهران: رحيل أحمد رضا أحمدي

يُعتبر الشاعر الإيراني أحمد رضا أحمدي (1940)، الذي رحل قبل أيام، مؤسساً لتيار شعري حديث أطلق عليه عنوان (الموجة الجديدة) في ستينيات القرن الماضي، ومن سمات هذا التيار ميوله إلى النثر والتحرر من كل أشكال الوزن والموسيقى الشعرية والاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية والبساطة في التعبير، ولكن من زاوية نظر مختلفة عن السائد.

وكان الشاعر الراحل شغوفا بخلق الأشياء من جديد بوحي من خيال خصب وعلى هذا لم يسلك الطريق المبلط للشعر الفارسي إنما اختار طريقاً وعراً ليقف على قمة لم يرتقها غيره من الشعراء.

کما کان الراحل رساماً بارعاً یرسم من وحي قصائده ويكتب قصائده بوحي من رسوماته.. وكان يعشق آثار سعدي الشيرازي ويقول فيه سعدي شاعر كامل لأنه كان بارعاً في جبهتي الشعر والنثر وبظني أن الشاعر الذي لا يكتب النثر ليس شاعرا مكتملا كما كان شغوفا بالشعر العالمي وقال لي مرة أن “عيون إلزا” لأراغون تركت فيه أثرا كبيراً وعندما أهديته ترجمة “الفرح ليس مهنتي” لمحمد الماغوط اتصل بي وقال هذا شاعر كبير يذكرني بشعراء العالم الكبار..

في بداياته عتبت عليه الشاعرة فروغ فرخزاد ونصحته بأن لا يترك الوزن لكنه أجاب بأنه يريد أن يكون مستقلا عن الشعرية الكلاسيكية. وبعد سنوات من العمل على قصيدته وأسلوبه المتميز قال أظنني كنت على حق ففروغ وسهراب سبهري هما أيضا تخليا عن الوزن والموسيقى في قصائدهما الأخيرة.

كان أحمد رضا شاعراً غزيراً أصدر مجاميع شعرية کثیرة وهذه عناوين لبعضها: المشروع، الصحيفة الزجاجية، وقت طيب للمصائب، لم أبك سوى بياض الفرس، بقيت ألف درجة حتى البحر، القافية تضيع في الريح، بقعة من العمر كانت على الجدار، أترك حطام القلب للريح، من نظرتك تحت سماء اللازورد، وغيرها.

كما نشر عشرات الكتب القصصية للأطفال، نذكر منها: لدي كلام لا يصدقه الا أنتم الأطفال، كتبت مطراً هطل المطر، وجدت الأرنب الأبيض في الربيع، الحوض الصغير والسمكة الصغيرة، بالإضافة لكتاب نثري بعنوان صفحات النثر اليومي.

يقول في إحدى قصائده:

 أخرج من الخزانة غيمة

أسألها عن اسمها

لا تجيب

فالطيور خسرت أرواحها

في ضوء الخريف

لكنها لا تدري

حبيبتي

استيقظي من سباتك

فعلينا أن نحيي الليل كله

معطوبا وبطيئا

أسأل عن عكازي

يا لها من أيام

كنت أركض في مزارع القمح!

لوحة بريشة الراحل أحمد رضا أحمدي (poetspub.com)

وفي قصيدة أخرى يقول:

أبحث عن ابتسامتك الناصعة

وهكذا تمضي سنوات عمري

دون شكوى

ودون عتاب

إذا أطاعني قلبي

سأحصي الأوراق الصفراء

التي بدأت تنفصل من الخريف

وتتصل بالشتاء

فما زال لدي أعذار للعيش

ومازلت قادرا أن آمر قلبي السقيم كي يحبك

وأن آمره

كي يخزن فاكهة الشتاء للصيف القادم

فسلال الفاكهة هي كتاب وصيتي

وأنت إذ تأتين في الصيف

ارفعيها من الأرض المعطوبة الفاقدة للبركة

وأنا سأطلب من قلبي السقيم

أن يستمر بالنبض حتى مجيئك!

خاص قنّاص – متابعات ثقافية

مجلة ثقافية تنفتح على أشكال الأدب والفنون في تَمَوجها الزمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى