صدرت عن منشورات المتوسط في ميلانو، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة السعودية سمر الشيخ، حملت عنوان “أَعطِها اسماً”. مجموعةٌ تمضي فيها الشاعرةُ، عبر قصائدها القصيرة والمكثَّفة، في رحلةٍ داخلية، تستدعي علاقةً حميمة مع قلبها المليءِ بمشاعر حبٍّ وتذمُّر تضعُها في مواجهةٍ قاسية مع العالم بظلالهِ القاتِمة، وحروبه المُريعة، وسوءِ فهمهِ المقصود للإنسان وتوقهِ الأبدي للتعرُّف على ذاتهِ في مرايا متكسِّرة. هنا مكاشفةٌ لا تخلو من عتاب، حبٌّ يُحتضر، وولادةٌ متجدِّدة، تتخذُ فيها الروح شكل “حمامةٍ بيضاء”، بينما يصلحُ “القلب” العاشقُ لأن يكونَ صورة تتقِّد بالحياة. هكذا وعبر “غيمة”، تكتبُ سمر الشيخ “أريدُ التحرُّرَ كدَمعة/ انفجرت في القلب”، معتبرةً قصائدها “في سبيل المحبَّة”، “فراشةَ حزنٍ خفيف”، بينما حياتها “بحيرة صغيرة/ تكادُ تجفّ”.
في قصائد الكتاب المليئة بالحقائق المتغيِّرة والأسئلة الحارقة؛ لا اقترانَ للحرِّية إلَّا بالحبّ: “كم كنتَ حرَّاً حين وهَبْتَني الحبّ”، وما دامَ العالمُ شبحاً، فالعاشقانِ هما “الحقيقة الوحيدة”، والحبُّ وحدهُ يكفي ليخلقا عالمَهُما الصغير، بين فناجين القهوة الصباحية، وأثر القُبَل على الشفتين، والأيام الحميمة: “مترٌ في متر/ حيثما مددتُ يدي/ أجدُكَ/ الأماكنُ الصغيرةُ/ تضمُّ من يُحبُّها”. أليست في الأخير الأوهامُ الجميلةُ عالماً موازياً؟ أو كما تختمُ الشاعرة كتابها.
من أجواء الكتاب نقرأ:
أنا فكرتُكَ القديمةُ يا أبي ..
سَقَطَتْ منكَ على هذه الصَّحراءِ
ببُؤسِ تُفَّاحةٍ وحيدةٍ
تنظرُ للشَّجَرِ في الضِّفَّةِ الأُخرى ..
سمر الشيخ: شاعرة سعودية من مواليد مكة المكرمة. درست الأدب العربي في جامعة أم القرى. نشرت عملها الشعري الأول بعنوان “انشقاق” في عام 2011، في بيروت. تُرجمت بعض قصائدها للغة الفرنسية.