«اسمي زيزفون» رواية صادرة عن منشورات الربيع، القاهرة 2022:
***
“ماتت زيزفون، بسلامة راسكم”… هكذا وصل الخبر كومضة برق إلى كل المعنيين بموتي، أو من شُبّه لهم بأن موتي يعنيهم. هذا ما علمت به لاحقًا عندما أخذوا يخبرونني بما حدث وكيف كان وقع الخبر عليهم مظهرين فائضًا من الحزن والتعاطف. كانوا يؤكدون لي أنني غالية عليهم، وأقسموا أن الخبر كان كالصاعقة.
فتحت عيني ورأيت تلك الأشباح السوداء والوجوه الواجمة التي تغص بها الغرفة في بيت أخي برهوم، كنت ممددة على تلك الصوفا التي أجلس عليها وحيدة في معظم مساءاتي التي تتمادى حتى الليل أو ربما حتى بواكير الفجر، أعارك النوم فيتمنّع كلّما طلبتُه، ثم يُغافلني عندما أستسلم لأرقي.
في الحقيقة أنا لم أمت. كل ما في الأمر أنه أغمي عليّ ودخلت في غيبوبة لا أدري كم استمرت، فعندما فتحت عيني وبدأت باسترداد وعيي وعرفت أنني ممددة على الصوفا في بيت أخي برهوم، كانت الوجوه التي تتوجه أنظارها نحوي وجوهًا لا أستطيع القول إنها غريبة، لكنها ليست المألوفة التي عرفتها. كانت وجوهًا ميتة، لم أشعر تجاهها بعاطفة، لم يكن يعنيني لحظتها أن أفهم ما الذي تخفي هذه الوجوه خلف عيونها التي تبدو كفوَّهات كهوف مظلمة تكاد تبتلع الغرفة كلها. لو كنت لحظتها قادرة على الضحك لقهقهت من منظر الوجوه التي كانت ترمقني، من مغارات عيونها، وأنوفها تتمطى بكسل فوق رأسي وتزداد فتحاتها اتساعًا.
فتحت عينيّ، ثم أغمضتهما مرة أخرى وأنا أحاول أن أزيح ذلك المشهد من خلدي، لم أكن أشعر لحظتها بأنني أرغب في إجهاد تفكيري باستقراءات، فلقد انتابتني حالة من الارتياب فقررت، على ما أظن، بأنني يجب ألا أفكر، وألا أضحك أيضًا علمًا بأن كبت الضحك كان من الأمور الصعبة عليّ سابقًا، منذ طفولتي حتى اللحظات الأخيرة التي أذكرها قبل انزلاقي في سرداب الموت ورجوعي من دون أن أشاهده، أو أشاهد ملاكه المتخصص في خطف الأرواح. مع هذا أنا لست عاتبة عليه، فأنا أعرف كم هو منشغل هذه الفترة، لأن السماء مزدحمة بالأرواح الصاعدة، أتخيلها تحدث ضجيجًا وفوضى وهي تتدافع على أبواب السماء كل منها يريد أن يكون السبّاق إلى احتلال المقاعد الأولى في الجنة، خاصة تلك الموعودة بها بعقد مبرم سابق الدفع بينها وبين الإله…
الأمر الوحيد الذي أوجعني ونبهني حينها، مثل قرصة مؤلمة على خدي، كان صوت الدكتور وهو يقول: الحمد لله على سلامتك يا جهيدة… جهيدة؟ كنت أظن أنني دفنت الاسم منذ سنين عندما فرضتُ على كل الذين يعرفونني أو يتعرفون عليّ أن ينادوني باسمي الذي أحبّ، زيزفون، كان الأمر يغيظني وألوم نفسي كل مرة لأنني لم أعمل على تصحيحه في دائرة النفوس، فقد كان التأجيل دائمًا يجعل الأمر حاضرًا في بالي كنيّة أنوي القيام بها لكن ليس الآن، حتى نسيت، بالأخص بعدما لم يعد لدي الكثير مما يضطرني إلى مراجعة الدوائر الحكومية. لكن هذا الغشي اللعين الذي ألمّ بي للمرة الأولى في حياتي كان السبب في أن جهيدة استفاقت مرة أخرى، جهيدة التي لا أحبها لكنها مقيمة في أعماقي لا تريد أن تفكني منها، كانت تطل برأسها دائمًا كلما واجهت موقفًا يحفّز في داخلي رغبة في التحطيم أو التكسير أو الحرق أو أي نزعة أخرى تجاه العالم المسلح بأشواك تخدشني وتدميني. كانت تقول لي هيّا، ألم تدفعيني إلى حرق أبو طاقة؟ لماذا تخافين الآن أن تقومي بالتكسير كما كانت جهيدة تفعل؟ استثار الاسم عواطفي فألمَّتْ بي مشاعر غامضة لكنها تشبه استدعاء لماضٍ قد يكون بالنسبة لي وهمًا مطَمْئنًا يجعلني متمسكة بالحياة التي بدت عزيزة مع أنني كنت دائمًا أسأل نفسي عندما أشعر بلا جدوى الأشياء: وماذا بعد؟ هذا السؤال كان مثل ملل وشعور بأن حياة خاوية وخالية من أية متعة ليست جديرة بأن تعاش.
أغمضت عينيّ، ورحت أستعيد الصوت في بالي” الحمد لله على سلامتك يا جهيدة”. نهض الاسم في كياني كله دفعة واحدة “جهيدة”، الاسم الذي ظننت أنه مات مع انقضاء تلك الفترة من عمري عاد مع صوته يجرجر خلفه عمري كله، بل يفتح الأبواب على مخابئ نفسي. ها هو الطبيب يؤكّد لي أن جهيدة “لم تمت”.
أمي كرهت الاسم الذي أصرّ والدي على إلصاقه بي، أنا المولودة الأولى لديهما، ربما كان أبي ينتظر أن تنجب له “عبلا” أمي ولدًا يسميه “جهاد”. لكن جهاد لم يأتِ وجئت أنا بدلًا منه فأصرّ والدي على تسميتي “جهيدة”، أما أمي فلم تقرّ بالهزيمة بالرغم من أن والدي هزمها بجدارة، إذ لم تكن تلك الهزيمة الأولى لها، ونزل إلى جبلة بعد ولادتي بأيام قليلة وقيدني في سجلات النفوس باسم جهيدة، كان هذا في يوم ربيعي من العام 1958، يوم السابع عشر من نيسان، يوم عيد الجلاء وكنت أشعر بسعادة عارمة في هذا اليوم، ليس لأنه عيد ميلادي فلم يكن أحد يتذكر مناسبات من هذا النوع في ضيعتنا، لكن لأنه يوم عطلة رسمية لا أذهب فيه إلى المدرسة، بل كنت أذهب مع الذاهبين إلى عيد الرابع الذي يصادف في اليوم نفسه أيضًا، وكان الناس ينتظرون هذا العيد كل عام ويجتمعون في منطقة وارفة الخضرة وفيها مياه، يعقدون حلقات الدبكة والفرح فيها، وتوقد النار في مواقد تحضّر لحظتها وتوضع الحلل الكبيرة عليها لطبخ البرغل واللحم، وتنصب أخرى لأجل الشواء وأحيانًا يقومون بتلوين البيض المسلوق، وكان بعض الأشخاص يأتون من مدينة جبلة ويشاركون في الاحتفال أو في بيع بعض السلع اللازمة، ما زلت أذكر كيف كانت الصبايا يلبسن الفساتين الزاهية وكنّ يتوهّجن بفتنة آسرة، بينما الشباب كانوا يحضرون بكامل أناقتهم أيضًا، وكانت قصص الحب غالبًا ما تبدأ من هناك، أو تنتهي في تلك الاحتفالية بأن يقرر الشاب الزواج من حبيبته فيذهب إلى أهلها ويطلب يدها. بقيت أمي تذكّرني بأنني حرمتُها من الذهاب إلى الرابع يوم ولادتي، وأن أبي قاسي القلب ذهب وتركها وحيدة كي لا يفوّت تلك الفرحة والاجتماع بالناس الوافدين من القرى المحيطة ممتلئين بالحماس والعزيمة، خصوصًا أنه كان شابًّا حينها، وأن الصبايا يلوّنّ الساحات في تلك المناسبة، يغوين الشباب ويوقظن ما غاب منه لدى الرجال الذين انزلقوا إلى خريف العمر، وربما إلى شتائه، كانت تردد كلما اختلفا “أصلًا أنت ما بتحبّ غير نفسك ومفكّر حالك عنتر زمانك، وكل الصبايا والنسوان ميتات فيك، وعامل حالك آغا. بس أنا بعرف البير وغطاه”. كانت تذكّره دائمًا، بل تعيّره بأن ما قام به يومها كان ارتكابًا أخلاقيًّا، “لو كان عندك شرف ما تركت مرتك تولد لوحدها وأنت رايح ورا هواك، تلحق الصبايا وترقص معهن”. وكان غالبًا ما ينهرها بصوت مرتفع، أو يقهقه هازئًا.
لم يكن اسمي شائعًا كثيرًا بين الفلاحين الذين يسكنون في محيط المنطقة التي يقبع فيها بيتنا الطيني المكون من غرف ثلاث، إحداها كانت كبيرة بما يكفي لتستقبل عابرين يتوقفون على الطريق القديم بين اللاذقية والشام، عندما كانت السيارة أو باصات الهوب هوب تقطعه بسبع ساعات أو أكثر. كان بيتنا يشبه النُزُل، لكنه لم يكن نُزلًا، كان محطة لا أكثر، ولا أدري كيف تحوَّل إلى محطةٍ للمارين ومغارةً للحكايات. كان الفلاحون وسكَّان الريف يمرُّون به في أثناء عودتهم من المدينة في سيارة اللاندروفر الوحيدة إلى جانب البوسطة التي كانت تقوم برحلة واحدة كل يوم تحمل المسافرين من القرى المتناثرة حول الطريق، من الجبل مرورًا بالسهل، يقضون حاجاتهم في جبلة ويعودون محملين بالأغراض التي اشتروها. كان يُفرحهم ويثير دهشتهم كل ما يحضرونه من المدينة. لم تكن جبلة بعيدة عن بيتنا، عن النقطة التي يسمونها “المقص”، والتي صار اسم بيتنا الوحيد فيها “دكانة أم جهيدة”، الاسم الذي لم ترضَ عنه أمي، ولبسها مثلما لو أن هناك تواطؤًا سرّيًّا بين أبي وبين أولئك الغرباء الذين يعبرون من دون حتى أن يعلق في ذاكرتهم ذرة من غبار المكان، فقد كانت تنهر الأشخاص الذين ينادونها به إذا كانوا من الضيعة أو الضيع المحيطة وهم كانوا يغيظونها ويتناسون هذا الأمر، فيعودون إلى مناداتها بهذا اللقب كنوع من الدعابة والمزاح. أما العابرون الذين يلتقطون الاسم من أحد الموجودين فكانت تصحح لهم: أنا أم زيزفون يا خيّي. واحدة فقط من بين أولئك المارين، لم تكن عابرة إنما كانت تتردد إلى دكاننا كل حين وكانت أمي تفتقدها عندما يطول غيابها لأكثر من شهر، كانت تناديها باسمها المجرد من أي لقب، بل باسمها “عبلا”، إنها الحاجّة هيلانة، المرأة الغريبة التي لا تشبه نساء القرية ولا حتى نساء المدينة حينها، كان لها طابعها المختلف بشعرها الأجعد الكثيف الذي يلمع من بعيد بلونه الفضي، لم تكن تضع عليه الحناء ولا أي نوع من صباغ الشعر، تصل وهي تميل إلى جنبها الأيسر بسبب قصر ساقها، تحمل كيسًا منتفخًا فيه أغراض كثيرة تفردها أمام أمي، وكانت بعض نساء القرية يجتمعن عند أمي في اليوم المتوقع أن تصل فيه الحاجة هيلانة كي يتفرجن على كيس السحر ذاك، الحاجة هيلانة التي لديها من الفطنة والذكاء ما يجعلها تفهم كل الأحاديث وتشارك النسوة بها بلغتها العربية الركيكة، وأكثر ما كان يضحكني عدم تمييزها بين الضمائر، كانت تخاطب النساء بضمير المذكر، وتحكي عن نفسها بصيغة الغائب. كان انتظار النساء لها عند أمي، وجلوسهن الطويل أمام البيت على الكراسي المنخفضة أو على الرعش الذي يسوّر البيت يسبّب الدهشة التي تحضر مع الحاجة هيلانة، الدهشة المختبئة في صرتها أو الكيس المنتفخ بالأسرار، أسرار ذلك العالم البعيد، الشاسع المليء بالحكايات والأعاجيب، تصل الحاجة هيلانة في وقتها هي وليس في أوقاتهن، فالساعات كانت تحسب بحسب مزاج الشمس، ومزاج الدجاجات التي توقوق أو حمار ينهق في البعيد ومزاج المغيب أو الضوء عندما ينكمش وتكرر الأفواه جملة وحيدة كانت بمثابة إقرار بالوقت “لمّ الضو”، عندما كانت الحاجة هيلانة تصل تبدأ التهليلات، “يعطيك العافية يا حجة هيلانة، الله يصبحك بالخير يا حجة هيلانة، الله يديمك ويستر آخرتك يا حجة هيلانة”، والحاجة هيلانة تهرع إلى أقرب كرسي إليها بعد أن تكون النساء جميعهن قد نهضن ودعتها كل واحدة للجلوس في مكانها، “تفضلي هون يا حجة، لا. هون أحسن”، وتتبارى النساء بالأيمان، لكن الحجة هيلانة التي يكون قد أخذ منها التعب ما أخذ تهوي فوق أقرب كرسي صامتة تلهث، تلتفت إلى أمي وتناديها: “عبلا، أنا عطشان بدو يشرب أول شي، بعدين بيعمل أنت شاي وبيشوف أنا الشغلات بالشنتة”. فتشتعل الحلقة بالضحك مثلما لو كانت جملتها هي الأعجوبة التي تستهل بها سلسلة أعاجيبها المكنوزة. الحاجة هيلانة التي عرفتُ لاحقًا أنها أرمنية من تركيا ولقد هربت من المجازر، مع من بقوا من قريتها هناك، وكانت حينها صبية مراهقة، آلمني رحيلها، وعادت إليّ صورتها تتحرش بي في السنوات الأخيرة وأنا أشاهد صور السوريين الهاربين من القصف والموت وأتخيل السوريات جميعهن الحاجة هيلانة.
أقعد والدي المرض منذ إصابته تلك، وتغلغل اسم زيزفون في كياني مثل وشم لم يكن ليلوّن أعماقي لولا ما رافقه من ألم، وكان الألم بدأ يختلط مع أحزان مراهقة تفور في داخلي، كلما استطابت أحزانها ازدادت جموحًا، وكان قد صار لي أخوان اثنان وأخت وحيدة، بعد أن كان قد ترك لأمي قبلها مصير أن تصبح صاحبة دكان ولقبًا حاربت كثيرًا كي تتخلص منه، لكن الآخرين حاصروها به ولم تملك وسيلة تصحح معها اللقب.
عاد صوته يتردد في رأسي مرة أخرى: جهيدة، هيا انهضي، ما بك شيء، كل الموضوع أن ضغطك كان قد انخفض بسرعة، كان ينقصك بعض الأملاح وأنت الآن بخير وقلبك متل الحديد. في الحقيقة لم أكن أشعر بأنني في خطر، بل شعرت أنني قادمة من مكان بعيد لكنني لا أملك أية ذاكرة عنه، الذاكرة الوحيدة كانت في صحوة الاسم في أعماقي واحتلاله كياني بصورة مباغتة، لم أفكر بالموت لحظتها، الموت الذي طالما طلبته، ليس يأسًا، إنما مللًا، يبدو أنه اقترب ولم تكن غيبوبتي غير إنذار منه لكنني لم أفكر به. ما ألطفه، جاء ينذرني قبل أن يخطفني في رحلته البعيدة، أشعر به وبأنه قريب يتخفى في مكان ما بنوايا طيبة، هذا الإحساس به لازمني بعد أن صحوت من موتي الغشّاش ذاك وبعد أن واجهتني جهيدة وجهًا لوجه واحتلت ساحة وعيي وتشبثت بماض بعيد كنت أوشكت على نسيانه، بل صرت على يقين من قرب ساعتي، هذا ما ينبئني به حدسي، بالرغم من أنني لا أشعر بأنني مريضة أو أن هناك خللًا ما في كياني، لكنني لم أملك سوى الصمت أمامهم وهم الذين كانوا ينتظرون موتي، أعرف هذا الأمر، بل أكاد أجزم بأنهم ينتظرون موتي منذ مدة ليست بالقصيرة. فليكن، ما همني؟ أصلًا أنا لا أنتظر لا منهم ولا من الحياة شيئًا، وهذا لا يعني أنني أكره الحياة أو كرهتها فيما مضى مع أنني كنت أتمنى أحيانًا أن أكرهها، لا لشيء إنما نكاية بنفسي التي لم تكن تعرف تحديد موقفها بالضبط. بودي أن أعتذر منهم على تأخري في ذلك، فأنا ألمح التذمر في عيونهم وأسمعه في زفراتهم ونبرات أصواتهم، لكن ما أشعر به أعقد من الشرح، لن أستطيع إيصاله إليهم، كما أنني لست قادرة على سماع نفاقهم وهم يتمنون لي طول العمر، ويرددون كلمات وجملاً كالببغاء، لا أحب أن أسمع تلك الجملة الغبية المنافقة: بعيد الشر عنك يا زيزفون، بَعدك صبية، بكير عليكِ. صبية يا ولاد الخايبة؟ نعم، أنا صبية بنظر نفسي، أمّا بنظركم فأرى سنين عمري مرصوفة مثل رعش الحجر ورا التنور الذي كانت أمي تخبز عليه وهي بين نارين، نار التنور ونار صدرها. صرتم حريصين على حياتي؟ أنا أعفيكم من هذه المشاعر النبيلة، وأتمنى أن أريحكم من ثقلها. لم أقل شيئًا، نظرت في عيونهم، في حقل العيون اليابسة المحيط بي وأغمضت عيني.
لقد ملّوا، أعذرهم. أو ربما تعبوا من القلق الذي يسكنهم ويلاحق نبضات قلوبهم، حياتهم صارت كلها ترقب وخوف من الغد، وأنا بالمحصلة لست أكثر من عمّة لهذا أو خالة لتلك، أو ابنة حمِ ذاك أو تلك.
عندما كان الدكتور يلم أغراضه وأدوات الفحص الطبي مع رشقات من الوصايا، كانت الطائرات الحربية قريبة جدًا، وأصوات محركاتها تصم الآذان، لمحتها من النافذة وأنا ممدّدة على فراشي، كانت قريبة من الأرض، تستعد للهبوط فوق مدرجات المطار القريب، مطار حميميم، لو كنت في بيتي هناك، دكانة أم جهيدة، أم زيزفون، لرأيتها وهي تهبط إلى الأرض بهديرها الرهيب، لكن شاء حظي أن يُغشى عليّ وأنا هنا، في بيت أخي برهوم أزور أولاده في إجازتهم.
* «اسمي زيزفون» رواية صادرة عن منشورات الربيع، القاهرة 2022.