مساراتملفات

عن النص الروائي الأقل شهرة لخالد خليفة.. حارس الخديعة | سوزان المحمود

حارس الخديعة تنتمي إلى الواقعية السحرية التي تفجرت فيها عوالم خليفة التخيلية الأولى

عن النص الروائي الأقل شهرة لخالد خليفة.. حارس الخديعة

تعرفت على خالد خليفة مبدعاً أول مرة في عمله الرائع لسيناريو المسلسل الدرامي «سيرة آل الجلالي» من اخراج هيثم حقي عندما عرض عام 2000. وتعرفت من خلال عمله هذا لأول مرة على مدينة حلب العظيمة بعائلاتها ومثقفيها وتجارها وعامتها، وبقيت مكانتها في قلبي وروحي حاضرة منذ ذلك الزمن البعيد. بالنسبة لي تكمن أهمية المبدعين كخالد خليفة وآخرين هنا، في تفتيح وعينا على الأمور العظيمة والحقيقية، فالمبدع يجعلنا نرى العالم والناس والأحداث بعيون جديدة، تختلف نظرتنا للأشياء في كل مرة نرى فيها، لأن هذه النظرة تعيد قراءة الواقع والبلاد والحياة، من الركود والصور النمطية السطحية الساذجة إلى الصورة المتحركة والخلاقة والمنتجة، الأمر الذي يساعدنا على الفهم والإدراك الصحيح والمختلف للأمور نستطيع أن نلاحظ هذا في معظم أعمال خالد الروائية منذ البدايات.

مثلاً تعتبر «حارس الخديعة» العمل الروائي الأول لشاعر والسيناريست والروائي وفيما بعد الرسام خالد خليفة، هذا العمل الذي لم يأخذ حقه من الشهرة ومن الدرس والتحليل حتى الآن، كتبه خالد خليفة قبل أن يغادر مملكة الشعر العالية أثناء عبوره نحو الرواية، أنهى خالد «حارس الخديعة» في دمشق 30/12/ 1990 أي في اليوم الأخير من ذلك العام الذي حدثت فيه حرب الخليج الثانية والتي ستغير وجه المنطقة إلى الأبد، نُشرت الرواية  في عام 1993، وبالنسبة لأي قارئ مهتم بأعمال خالد خليفة يقع هذا النص في مكان شديد الأهمية ليس فقط لأن هذا النص ينتمي إلى الواقعية السحرية التي تفجرت فيها عوالم خليفة التخيلية الأولى، لكن لأن هذا النص يحمل بين طياته عجينة عوالم روائية ستتناسل من بين يديه مع الوقت وتشكل هياكل أعماله الروائية الأكثر شهرة، في هذا العمل سيتلمس الراوي طريقه من البرية إلى المدن العظيمة التي يشيدها قلبه (حلب ودمشق) ومن الطبيعة الأم و الفطرة الإنسانية الطبيعية والرمزية العالية إلى حواضر المدنية، وستظهر في هذا العمل أهم خصائص خليفة الفكرية والشخصية وهي التزامه في الدفاع عن حريته الإبداعية والفكرية،  إذ سيظهر هنا ذهابه إلى أقصى ما يمكنه من الحرية في التخيل موسعاً حدوده ومعبراً عن كل ما يجول في خاطره، مُفسِحاً المجال للنسيج السوري المنوع والباهر الذي تشكل عبر مئات السنين بالظهور وبالتدفق من خلال أعماله. من قرية ما في قضاء عفرين في مدينة حلب ستنطلق رحلة الراوي بحثاً عن الملكة (الصورة المحلومة المشتهاة)، رحلة شاقة مليئة بالأحلام والرؤى والمكابدات، من البرية إلى المدن سيلامس المدن من بعيد فقط، ليعيد فتح جراحها روائياً في أعماله القادمة.

***

عن النص الروائي الأقل شهرة لخالد خليفة.. حارس الخديعة؛ بقلم سوزان المحمود

سوزان المحمود؛ شاعرة من سوريا

خاص قنّاص – ملفات

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى