خصّ وديع سعادة مجلة «قنّاص» بقصيدة مصوّرة بعنوان « حالات الآخر »، ضمن ملف خاص بالشاعر اللبناني البارز، ننشره في يوليو ٢٠٢٣، ويحتوي الملف على المقالات التالية:
الشِعر في العراء | د. هدى فخر الدين
وديع سعادة أو «كان ما يمكن» | احساين بنزبير
وديع سعادة في «أعماله الكاملة».. الشعر يُصادِق الحياة | شريف الشافعي
إيروسية الصمت عند وديع سعادة | ممدوح رزق
وديع سعادة.. الشاعر المعبّر عن الحزن | عزيز العرباوي
وديع سعادة والتآخي مع الطبيعة | د. علياء الداية
الشاعر الذي مشى في شوارع الدّهشة | عبد الجواد الخنيفي
مختارات من شعر وديع سعادة
ولد الشاعر اللبناني وديع سعادة في قرية شبطين الشمالية في العام ١٩٤٨، وهاجر إلى أستراليا في أواخر عام ١٩٨٨، حيث لا يزال يقيم فيها.
يعدّ سعادة من الجيل المؤسس لقصيدة النثر في لبنان الستينيات. أصدر مجموعته الشعرية الأولى بخط اليد في العام ١٩٦٨، وكما جاء في النسخة المطبوعة التي صدرت في مطلع ثمانينيات القرن العشرين: خُطَّ باليد وُوّزع باليد أوائل ١٩٧٣. جاءت المجموعة تحت عنوان: «ليس للمساء إخوة»، وهو عنوان القصيدة الأولى، التي استهلها بهذا المقطع المنفتح على الدلالات:
في هذه القرية
تُنسى أقحواناتُ المساء
مرتجفةٌ خلف الأبواب.
في هذه القرية التي تستيقظ
لتشرب المطر
إنكسرتْ في يدي زجاجةُ العالم.
حاز سنة ٢٠١١ «جائزة ماكس جاكوب» عن الأنطولوجيا التي أعدّها له وترجم نصوصها أنطوان جوكي. كذلك تم تكريمه سنة ٢٠١٨ بجائزة الأركانة العالمية.
أتاح وديع سعادة الحصول على الكثير من مؤلفاته مجانًا على الإنترنت، ومن بينها أعماله الشعرية الكاملة، التي كتبت مقدمتها د. علياء داية، ونقتطف من تلك المقدمة هذه الفقرة:
«حين تتجاور الكلمات في العناوين أو داخل النصوص يصبح التناقض أو الُبعد فيما بينها أليفا ينتظم مع إيقاع المعنى، «التحدث إلى الخيول، زارع اليأس، قليل من الأرواح، أشباح اللغة، إبادة النهار»، والمحاولات المتعددة: «محاولة وصل ضفتين بصوت، محاولة لحم أحرف، محاولة إكمال كلمة. أما الجمال والقبح، فهما يتجولان بين سطور النصوص، تارةً يكون الجمال كما يتصوره الشاعر، على هيئة لون أبيض أو دخان، وتارةً يكون القبح مبطنًا برؤى وخيالات وذكريات.
الطبيعة والحيوانات والنماذج البشرية هي التي تتبادل أدوار البطولة، فالفطر عاشق، والصمت شبيه بالعشب، والدماغ سلحفاة عنيدة. وتتنوع الحيوانات وفق ما يختاره لها الشاعر من أدوار مشّكلة ظاهرة فريدة، بعضها مألوف كالقطط واليمامة والفراشة والكلب والثعبان، وبعضها أكثر ندرة وغرابة في الأجواء الشعرية، كالوطواط والطاووس والحلازين والدلافين والسلطعون. إنها جميعا تتّخذ مكانا إلى جانب نماذج بشرية تحفل بها القصائد، كالصديق والشاعر والقبطان والبّواب والبصّارة والبستاني واللصوص والمهربين».
القصيدة المصورة « حالات الآخر »، تأتي ضمن ملف خاص بالشاعر اللبناني وديع سعادة، ننشره في يوليو ٢٠٢٣.