عن دار راية للنشر والترجمة، تصدر في بيروت، خلال أيام قليلة، المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر والناقد السوري حسين بن حمزة. في جديده ِالموسوم بـ “كمن يريدُ أن يمحو”، يواصل بن حمزة اختزال قصيدته والنحت المتكرّر في قوامها، تشذيبًا وتكثيفًا، وهي السّمات التي ميّزت كتابته منذ بداياته الشعريّة، وأعطت لنصّه خصوصيّة فنيّة وأسلوبيّة.
في مجموعته الجديدة يكتب بن حمزة بأنفاس الغريب ، فالشاعر الذي “يعيش غريبًا كقصيدة مترجمة” كما يصدّر قصائده، يعود إلى ثيماته الأثيرة، مستثيرًا مزيدًا من التأمّل في الحياة والحب والحنين. يقسّم الشاعر مجموعته الجديدة إلى أربعة أبواب أساسية، تتوزّع فيها القصائد وتتمايز في طولها وفي وقع السواد على بياض الصفحات ويواصل الشاعر الاستجابة إلى رغبة المحو كما جاء في عنوان المجموعة، وهي الرغبة في المضيّ بالقصيدة نحو شعريّة أخرى تكتب خلاصًا يتلخّص في كلمات قليلة: الوحدة، الحبّ، السأم، الغريب، الطريق، المنفى، القسوة، اللجوء، اللغة وغيرها من الكلمات القليلة التي تشكّل كلّ كلمة فيها قصيدة مستقلّة.
حسين بن حمزة شاعر من مواليد مدينة الحسكة في سوريا ويقيم في ألمانيا منذ عام 2017، بعدما انتقل اليها بعد إقامة شارفت على العقدين في بيروت. عمل في الصحافة الثقافية اللبنانية ما يربو على عقدين، صدرت له مجموعتان شعريّتان هما “رجل نائم في ثياب الاحد” عام 1997 و”قصائد دون سن الرشد” عام 2018، أنجزتا في مرحلة إقامته في بيروت.
تأسست دار راية للنشر والترجمة في حيفا عام 2010 ، ضمن رؤية تهدف إلى تعزيز جماليات النشر النوعي في الداخل الفلسطيني، وتعميم الثقافة وكسر نخبويّة تداولها، وحظيت اصداراتها التي قاربت الـ 400 عنوان على مدار السنوات الـ 12 الماضية بكثير من الحفاوة ولفتت الانتباه إليها باختياراتها الجمالية وبالتجديد الذي أدخلته على صناعة النشر الفلسطينية، شكلًا ومضمونًا. وهو ما ساعدها على الانتشار عربيًّا، حيث اختيرت الدار عام 2019 واحدة من اربعين دار نشر مستقلة واعدة حول العالم، من قبل معرض الشارقة الدولي للكتاب .