دار الشعر بمراكش تنظم ورشات الكتابة الشعرية للأطفال واليافعين والشباب
الكتابة الشعرية وتقنيات الصوت والإلقاء وانفتاح على نقط القراءة العمومية
أكثر من 36 ساعة و116 طفل(ة) و24 مرتفق (ة) و11 ورشة شهرياً موزعة بين مراكش ونواحيها، هكذا اختارت دار الشعر بمراكش أن توسع قاعدة استراتيجية ورشات الكتابة الشعرية، للأطفال واليافعين والشباب، في موسمها الخامس (2021/2022) شهر فبراير المنصرم. كما تواصلت، الى جانب ورشات الكتابة الشعرية، ورشات الصوت والإلقاء، والتي يؤطرها الفنان والشاعر سعيد أبو خالد، لمزيد من تنمية المهارات القرائية للمستفيدين (ات) الصغار وترسيخ قيم الشعر بين مرتفقي ومرتفقات الورشات.
“شاعر في ضيافة الأطفال”
فقرة “شاعر في ضيافة الأطفال”، والتي اختصت وتفردت بها دار الشعر بمراكش ضمن ورشات الكتابة الشعرية للأطفال، منذ تأسيسها، بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة دولة الإمارات العربية المتحدة، تحولت الى نواة ومشتل فعلي لاحتضان المواهب الصغيرة والشباب، في اختيار واعي يدرك أهمية ربط دور ووظيفة هذه المؤسسة الثقافية بنسيجها المجتمعي، والسعي الى استنبات الكتابة الشعرية لدى المهتمين والشباب والأطفال، سواء داخل المؤسسات التعليمية ونقط القراءة العمومية والمراكز الثقافية، أو في المشهد الجمعوي والثقافي بالمدينة.
ورشات الكتابة الشعرية، والتي تهدف الى استنبات “تقنيات الكتابة الشعرية لدى الفئات الصغرى”، وفق طريقة بيداغوجية مبسطة وسلسة في محاولة تقريب مفهوم الشعر إليهم، الى جانب تقنيات تسمح بإنتاج العديد من النصوص الشعرية القصيرة، وقد استطاع من خلالها الأطفال أن يبدعوا عوالمهم الصغيرة.
استنبات الشعر وقيمه وتنمية مهارات الكتابة وتشجيع الفعل القرائي
كما تواصلت بمقر دار الشعر بمراكش، صبيحة كل يوم السبت، تنظيم ورشات الكتابة الشعرية الموجهة لفئات الشباب وعموم المهتمين. ورشات الشعر الخاصة بالشباب، والتي يشرف على تأطيرها الدكتور عبداللطيف السخيري والشاعر والفنان السعيد أبو خالد، شكلت مشتلا صغيرا لشعراء المستقبل كما أسهمت في تقديم العديد من الأصوات الشعرية الجديدة، والتي استطاعت أن ترسخ اسمها في المشهد الشعري المغربي، والتي تفتقت ملكاتها الإبداعية ضمن فضاء هذه الورشات.
واستضاف فضاء الدار ضيوفاً من شعراء ونقاد وفنانين، في لحظة حوارية جمعت مرتفقين الورشات بتجارب إبداعية مغربية وعربية. وقد شكل حضور الشاعر السوداني بحر الدين عبدالله (12 فبراير)، والذي كان ضيفا على فقرة “نبض الأبجدية”، مناسبة للاقتراب من هذه التجربة الشعرية والمشهد الشعري والإبداعي السوداني. وقد قدم الشاعر بحر الدين، ضمن رده على أسئلة المرتفقين، تجربته ومساره العلمي والاكاديمي والإنساني والشعري، في محاولة لتقاسمها مع شعراء المستقبل.
اختارت المجلة نماذج من النصوص التي خرجت من ورشات الكتابة الشعرية
اسماعيل آيت إيدار:
الحرب دائما بالأبيض والأسود
الشوارع بالأبيض والأسود
محطات المترو بالأبيض والأسود
الغابات بالأبيض والأسود
نفق الحب بالأبيض والأسود
الطائرة المقاتلة بالأبيض والأسود
وحدها عيون الأطفال خضراء
ينز منها دم شفيف يسيل
على وجه العالم.
= =
مريم أتلمدو:
شعلة قرمزية: بين هذي الحروف وجدت قصيدتي
إن سألتَ من أنا؛ قلت هذه الحروف أزهرت نباتاً أخضر
وأنارت درب قصيدتي، فأمسى الكون قصائد
تضيء العالم شعلة قرمزية..
= =
حمزة الخازوم:
أنَا كَأنِّي على ذِكرَى مِن الفقْدِ: فَوِجهتي حيثُ
لا قَبلِي ولا بعْدِي
الليلُ يخفتُ، فيما وقْعُ قافيتي
يجتاحُ نارِي ويُمْلينِي على الوقْدِ
وتم في لحظة الإيماءِ
بعض دَمِي، وكلّ كُفرِي الذِي يقتاتُ من زُهْدِي
ولستُ نقشًا أطال السهو منفردا
أنا التفاتةُ مليونٍ إلى الفردِ
أقولُ قَولِي وأهذِي، اللهُ يغفرُها
وَأتركُ الناسَ مشدُودا إلى النرْدِ
ما اشتدّ فيّ انتماءٌ غيرَ مرتجفٍ
كأنّمَا طِينتِي من قبضةِ الرعدِ.
= =
آمال لغريب:
في أعالي الجبال
أرمي نفسي وجسدي الثقيل
أصاحب الأرواح المتعبة، هناك
أجد موت أحبتي فاتحاً ذراعيه
أحضنه بشدة
وأنام.
= =
يسرى فشبو:
ظلان يمشيان في شارع طويل
هما والحزن يتعانقان
يبتسمان مرة.. ومرات
الخطى تردد صدى فراغ يغني
رحيل القمر.
= =
بوبكر وسلام:
أحبك حتى يبلغ الحب غايته
ويبصرني العشاق أحمل رايته
فإني إلى عينيك أسرف هاتكا
حدود الهوى، والليل يلقي عباءته
لأدرك في عينيك سرا حفظته
وأدمنت دأب الناسكين تلاوته
أعيش على دمع تطاول سكبه
كمن جعل الدمع الهتون تجارته
أسوق المعاني، وهي تسفكني، فتى
يمد إلى اللا شيء في الحب راحته
يقدس ما يشكو، وينصب نفسه
إماماً لمن ذاقوا النوى ومرارته
يعتقهم بالصبر، يمسك جمره،
يشد زمام الحب، يصير عادته
يفسر صمت الخائبين بحكمة
ويبسط بين الحائرين نباهته.