عن دار AB art في هنغاريا؛ صدرت مؤخراً الترجمة الهنغارية من ديوان (الزمن قبر دون شاهدة) للشاعرة السورية شروق حمود، ترجمها الشاعر الهنغاري أتيلا بالاز، يتضمن الديوان مختارات شعرية للشاعرة كتبت بين عامي ٢٠١٠ و٢٠٢٠.
من أجواء القصائد نقرأ:
حوار مع بقايا رجل سوري
ماذا فعلت الحرب بالهواء؟
-أثثته بالغصات ،بالملحِ المعلّبِ ..بالدخان
ماذا كنت تنتظر قبل أن تموت؟
-كنت أنتظر ابتسامة فجرٍ رسمتها كحبيبةٍ في خيالي
بماذا حلمت الأشجار حين حدثتها عن رياحٍ ستحملك؟
-حلمت بالرقص وبأشياء أخرى لم تنبس ببنت غصن عنها
هل كان فضاءٌ آخر يهطل في أحلام يقظتك؟
-نعم وفي أحلام غفوتي اعتلاني فحبلتُ باغترابٍ آخر
هل أنتَ أنتْ قبل الحربِ وبعدَ ما أغشى عينيكَ منها؟
-لا أحد يرجعُ من الحرب بيدٍ فارغة.
إحداثيّات دمعة
تعلمتَ من التّجلّي أن العزلة آلة تصوير
تعلمتَ من الموت أن الشواهد
ليست شهوداً على ملامح الخطوات
تعلمتَ من الأنين أنّ الحب اسمٌ حركيّ للتشظي
تعلمتَ من الفراق أنّ الخريف يولدُ من رحمِ الصدأ
تعلمتَ من الخيبات أنها ذات الزهور
للحبّ ، للقبور
تعلّمتَ من الأمل أنّ الانتظار
كلّ ما يتذكّره الحالم من حياته
تعلّمتَ من الشّعر أنّ القصائد لا تبكي
إلا حين تكبو الينابيع
تعلّمتَ من الجروح أن وحدَها الدموع من تعرف
لماذا القهرُ مالحْ
تعلمتَ من البصيرة أنّ الخلاخيل
تتنكّر أحياناً على هيئة تيجان
تعلمت من خذلاني بك كلّ هذا
منذ أن أحببتك من طرفٍ واحد
وصرتُ نهراً بضفةٍ واحدة
نهراً تعلّمَ منك
أنّ الأشجار اليابسة لا تبتسمْ
إلا للمياه العكرة.
***
شروق حمود
شاعرة ومترجمة سورية مقيمة في السويد، حاصلة على إجازة في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق وماجستير في الترجمة التحريرية، عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، تنشر في الجرائد والمجلات العربية والعالمية المعنية بالأدب وتعمل في مجال الترجمة الأدبية، لديها ثلاث مجموعات شعرية مطبوعة باللغة العربية، مجموعتان باللغة الإنجليزية ومجموعة ثنائية اللغة بالمقدونية والصربية ومختارات شعرية باللغة المندرينية بالإضافة إلى سبعة عشر كتاباً في الترجمة.
حاصلة على جائزة مكتبة الإسكندرية في الشعر 2012 وجائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي في دورتها الخامسة 2012 وجائزة ناجي نعمان العالمية للإبداع 2014، جائزة آرثر رامبو العالمية في الشعر 2015، جائزة استحقاق من مسابقة جاك كيرواك العالمية في الشعر 2016، وجائزة سيلفيا بلاث وأميليا روسيللي العالمية في الشعر 2017، بالإضافة إلى المرتبة الأولى في جائزة شارل بودلير العالمية في الشعر 2018.
ترجمت مختارات من قصائدها إلى أكثر من خمسة عشر لغة ونشرت في العديد من الأنطولوجيات والمجلات الأدبية في إسبانيا والمكسيك والولايات المتحدة والهند والصين وصربيا وبولندا ورومانيا وتايوان وإيطاليا وإسبانيا.
