صدر حديثا

صدور رواية «طرقات بمزاج سيء» لـِ مصطفى النفيسي

عن دار الآن ناشرون وموزعون في الأردن؛ صدر حديثاً عمل روائي جديد حمل عنوان “طرقات بمزاج سيء” للكاتب المغربي مصطفى النفيسي، جاء في حوالي مئتي صفحة من الحجم المتوسط. وهي الرواية الأولى للكاتب بعد سنوات من الحفر السردي في مجال القصة القصيرة، حيثُ صدرت له مجموعة قصصية بعنوان “تطريزات على جسد غيمة” عن دار أزمنة بالأردن.

يُعتبر هذا العمل الروائي بمثابة إبحار في خبايا الذات الإنسانية وتعرجاتها؛ كأن الأمر يتعلق بتطبيق حرفي لحكمة سقراط الشهيرة: “إعرف نفسك بنفسك”.

صحيح أن هذه الرواية ليست سيرة ذاتية، وهي تخص الغير الذي ليس نحن، أو الأنا الذي ليس أنا بلغة سارتر. ولكن هذا الغير هو نحن. الغير الذي ينوب عنا في صنع التاريخ بتعبير سارتر أيضاً. لكن أي تاريخ يصنعه الإنسان المعاصر بشكل عام، و بطل رواية طرقات بمزاج سيء؟

إن التاريخ الذي يصنعه بطل رواية طرقات بمزاج سيء هو تاريخ هزائم بدل أن يكون تاريخ انتصارات. تاريخ مليء بالنكسات والإحباطات. وهو واقع الإنسان المعاصر الذي يبحث عن مخرج من مأزقه التاريخي، فلا يجد أمامه سوى طرقات سيئة المزاج تقوده لمآزق أخرى. فحارس المرمى الذي قرر الاختفاء من ساحة الوغى، أي من ملعب المباراة الحامية الوطيس، كان يهرب في الحقيقة من زوجته البرجوازية التي لا تتوافق معه طبقيا. فهو من قاع المجتمع وهي من عَلِيَّتِه. هو من الهامش، وهي من المركز. لذلك سيجد نفسه بدون دخل يمنحه القدرة على الاستمرار في الحياة. وهكذا سيجد نفسه مدفوعا للمضي في طرقات خرقاء ستقوده إلى القاع من جديد، حيث سيفقد كرامته، بل سيصبح بدون أمل، خاصة بعد علمه بخيانة زوجته له مع حارس العمارة التي كانا يقطنان بها معا، ليرتمي في أحضان مغامرة غير محسوبة العواقب، وهي التصميم على المشاركة في الحرب التي تدور في سوريا، ليجد نفسه قد تحول إلى مهاجر سري يتم القبض عليه في ختام الرواية، قبل أن يعم العالم الخوف والقلق نتيجة انتشار فيروس كورونا اللعين الذي سيربك حسابات، ليس فقط حارس المرمى، بل حسابات الإنسان المعاصر بشكل عام.

مصطفى النفيسي | facebook.com

خاص قناص

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى