صدر حديثاً عن “دار الفارابي” في بيروت، عمل روائي جديد للكاتب مروان عبد العال بعنوان “ضد الشنفرى”، جاء في 343 صفحة ويُعد العمل العاشر للكاتب.
تتيح الروايـة الولوج داخل شخصية الشَنْفَرَى وتسرد حكاياه مع ظلٌ غريب، يراقب تحركاته، يخترق تفاصيل حياته، ومفاعيل اللقاح السّري المُخصّص ضد وسواس الهوية، وتنشأ علاقة غريبة بين هويتين وضدّين في عالم غريب، بين سحر إمرأة تلامسه بالفكرة والجمال والعشق، وفتاة منكسرة سحقتها الحرب، وغجرية تقرأ أسرار الرجال، وزوجها المحاط بدوائر الغموض والشر والاسرار والخيانات.
رواية تحاول تفكيك شيفرة الشتات المتجدد في الغرب، تسرد صراع الهويات، وقراءة المنفى وفهمه. في محاولة لتوجيه الزمن. في صراع مع عملية التدجين تحت ما يسمى «الاندماج» الذي يتضمن صهر جموع اللاجئين في المنظومة القيمية والثقافية الغربية والمجتمعية والاقتصادية، أي تجريد اللاجيء الفلسطيني في الغرب من هويته الوطنية وحصره في إطار الخطاب الحقوقي والمطلبي والاحتجاجي.
تكشف عن “جمهورية شلومو” خبيئة في عالم متخيّل ومختبراتها الغرائبية التي انتجت لقاحاً بمفاعيل عكسية، جعلت من الشنفرى المحارب ضدّه محيطه وذاته، ويسير بين خطين متوازيين، من التاريخ الداخلي والخارجي، والفردي والجماعي، في دائرة مغلقة من العزلة والانطواء على الذات وسط أمكنة غريبة، وهوية خاصة بأمكنة سكنية وتجارية ذات لغة وطبع وذكريات، والتي تنمو في المجتمعات الهُويتية الموازية التي تحتفظ لنفسها بعنفوان الماضي.
“ضد الشنفرى” سرديّة جديدة ترصد الوضع الجديد للإنسان المقتلع، وتبحث عن اسئلة جديدة وأفق آخر قد يتيح للشتات المتجدد بأن يصبح جزءاً عضوياً من الجسد النضالي الفلسطيني.
مروان عبد العال: روائي فلسطيني وفنان تشكيلي ومناضل سياسي، ولد عام 1957 في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان. له إسهامات أدبية وسياسية وفكرية واجتماعية وفنية وثقافية. حاز عدة أوسمة وميداليات وجوائز منها جائزة القدس للثقافة والإبداع عام 2017.
صدر له: رواية سفر ايوب (2002) عن دار كنعان. وعن دار الفارابي: زهرة الطين (2006)، حاسة هاربة (2008)، جفرا .. لغاية في نفسها (2010)، إيفان الفلسطيني (2011)، شيرديل الثاني (2013)، ٦٠ مليون زهرة (2016)، الزعتر الأخير (2017).