انطلقت الفعاليات بتنظيم من المركز العربي ومركز الفنون المعاصرة في المدينة وبحضور فرق موسيقية وغنائية وراقصة
يُعدّ مهرجان ليفربول للثقافة العربية الذي تأسس عام 1998، وانطلقت دورته الأولى عام 2002، من أهم الاحتفالات السنوية التي تُقام في المملكة المتحدة كلّ عام. انطلقت فعالياته هذا العام بعد توقف دام عامين بسبب الوباء، في السابع من يوليو واستمر عشرة أيام، حتى السابع عشر من هذا الشهر في سيفتون بارك في مدينة ليفربول التي تم اختيارها عام 2008 لتكون عاصمة الثقافة الأوروبية. وقد حصل هذا المهرجان سابقاً على جائزة الثقافة والمجتمع من المركز العربي البريطاني عام 2010، لمساهمته البارزة في المعرفة والفهم العام لحياة ومجتمع وثقافة الشعب العربي في بريطانيا.
حشود غفيرة حضرت ختام المهرجان الذي صادف هذا العام مرور عشرين عام على إقامته أوّل مرة. حضر الحدث حوالي 25000 شخص من الجاليات العربية، فلطالما كانت مدينة ليفربول موطناً لالتقاء الثقافات منذ أن أصبحت ميناءً رئيسياً في بريطانيا.
اختار المُنظّمون في المهرجان “اللغة والترجمة” موضوعاً لدورته الحالية، وأقيمت ورشات عديدة ناقشت أهمية اللغة في عملية التواصل، وفي عبورنا للحدود الثقافية، والإضاءة على نقاط التقاء اللغات.
انطلقت الفعاليات بتنظيم من المركز العربي ومركز الفنون المعاصرة في المدينة وبحضور فرق موسيقية وغنائية وراقصة، ركّزت هذه الدورة على الفنون المرئية والمعارض البصرية والموسيقى والرقص والأفلام والأدب والمسرح والمحادثات والمناقشات والحرف اليدوية كالخط العربي، كما يُعدّ يوم العائلة حدثاً أساسياً في المهرجان السنوي فضلاً عن الأنشطة الأخرى من تقديم المأكولات العربية والشرق أوسطية والمشروبات وأنشطة الأطفال من كتابة ورواية القصص. قدّم الموسيقي المغربي وليد بن سليم، في يوم الافتتاح، عرضاً موسيقياً مزج فيه بين الألحان الصوفية والإيقاعات العربية، وقدّم مقتطفات من الشّعر العربي إلى جانب موسيقى الروك والموسيقى الإلكترونية. كما ضمت الفعاليات حضوراً واحتكاكاً بين الموسيقى العربية والتراث الصومالي مع موسيقى الروك والبوب.
اختار المُنظّمون في المهرجان “اللغة والترجمة” موضوعاً لدورته الحالية
facebook.com/iraqFuture (Photo by: Ahmed Nadi)
ومن العروض الأخرى؛ عرض فرقة غزال المؤلفة من عازفة العود الفلسطينية ريم عنبر، والكاتب والموسيقي لويس بريهوني، وعرض فرقة “العودة” اليمينية، وعرض رقص معاصر، قدمته فرقة الهوية للرقص، وفرقة الفنون الفلسطينية ضمن فعاليات يوم الأسرة، كما قدّم الشاعر علي الجمري عرضاً فريداً لشعر الأطفال. أقيم أيضاً “معرض اليمن في الصّراع” وتضمن عرض أرشيف لمواد تتناول الحرب والسلام كثيمة أساسية، وتقديم نصوص شعرية وقصصاً شفوية، واختار المهرجان الشاعرة اليمنية مليحة الأسعدي للاحتفاء بها وتعليق قصائدها على جدران مدينة ليفربول. وبالاشتراك مع “المؤسسة العربية للصورة” و”استديو بيروت” نًظم معرض آخر، حمل عنوان؛ “انطباعات من الأرشيف” وعرض صوراً فوتوغرافية نادرة تغطي مرحلة زمنية تصل لـ120 عاماً من التاريخ الاجتماعي والثقافي للمنطقة العربية، بالإضافة لمجموعة من البطاقات البريدية والملصقات التي لم يسبق لها مثيل في أوروبا. وأقيمت ورشة حول الأغنية العربية بإدارة كميل معلاوي، وورشة رسم الخرائط والتي حملت عنوان: “استكشاف الإدريسي”. إلى جانب عرض فيلم “الأقصر” من تأليف وإخراج زينة درّة، ويطرح قصّة علاقة جمعت بين عالم آثار مصري وعاملة بريطانية تعمل في مجال الإغاثة في مدينة الأقصر جنوب مصر.