كتب حسن بن محمد
أعلنت جائزة محمد ديب عن الأسماء الفائزة في دورتها الثامنة والمخصصة لأحسن رواية وأحسن مجموعة قصصية في كل من فئات الجائزة الثلاث، وهي الأمازيغية والعربية والفرنسية. وقد فازت الكاتبة أمل بوشارب عن روايتها “في البدء كانت الكلمة” المكتوبة بالعربية، كما فاز وليد ساحلي عن روايته “تارقاقت” في الرواية المكتوبة بالأمازيغية، وفازت كلثوم سطا عن الرواية المكتوبة بالفرنسية.
وتعد جائزة محمد ديب الأدبية من أهم الجوائز الأدبية في الجزائر، وهي تهدف إلى الاحتفاء بالتراث الأدبي والروائي للراحل محمد ديب وإلى تشجيع وتحفيز الإبداع الأدبي لدى الشباب في اللغات الثلاث العربية والأمازيغية والفرنسية، وقد بلغت في هذه السنة دورتها الثامنة.
رواية “في البدء كانت الكلمة” تعود بنا إلى فترات مهمة من تاريخ الجزائر المعاصر، في مسعى للعثور على خيط يربط بين أهم المحطات التي شكلت الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري.
الصورة: غلاف “في البدء كانت الكلمة” (منشورات الشهاب)
والروائية أمل بوشارب كاتبة جزائرية من مواليد سنة 1984 وهي حاصلة على ماجستير في الترجمة من جامعة الجزائر ومقيمة في إيطاليا منذ سنة 2014 وتعمل في التدريس والصحافة، وإلى جانب الكتابة الإبداعية والنقدية تعمل الكاتبة في مجال الترجمة، وهي مهتمة خاصة بتعزيز التثاقف بين العربية والإيطالية من خلال ترجمتها للشعر والرواية من اللغتين، وكما أنها اليوم تدير وتحرر مجلة “أرابيسك” وهي أول مجلة إيطالية مختصة بالأدب والفنون العربية في إيطاليا حيث تقيم الكاتبة.
أصدرت بوشارب أول أعمالها القصصية سنة 2013 بعنوان “عليها ثلاثة عشر” بالإضافة إلى ثلاث روايات وهي “سكرات نجمة” التي نشرت في سنة 2015 ورواية “ثابت الظلمة” في سنة 2018 ثم رواية “في البدء كانت الكلمة” والتي صدرت سنة 2021.
الرواية الفائزة “في البدء كانت الكلمة” تعود بنا إلى فترات مهمة من تاريخ الجزائر المعاصر، وذلك في مسعى من الكاتبة للعثور على خيط يربط بين أهم المحطات التي شكلت الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري، وهي ترصد التطورات السياسية والاجتماعية في الواقع الجزائري وذلك من عهد الاستعمار الفرنسي وإلى فترة “العشرية السوداء” في تسعينيات القرن الماضي، وكل هذا على وقع سلسلة من الجرائم البشعة التي هزت البلاد.
يرى النقاد أن بوشارب تختار أجناساً روائية لا تزال التجارب العربية فيها محدودة، ولكنها استطاعت أن تجذب إليها القارئ من خلال سرد يتسم دائماً بالتشويق والمتعة، وهي تملك مخزوناً معرفياً وفكرياً كبيراً يؤهلها لتقديم شكل روائي قريب من المتلقي ويحمل عمقاً وتكثيفاً للأفكار والرؤى.
تعد اليوم الروائية أمل بوشارب من الأصوات الأدبية الجزائرية الأكثر إثارة للاهتمام، وحظيت في السنوات الأخيرة باهتمام لافت من قبل القراء والنقاد على حد سواء، وقد نالت العديد من الجوائز.