صدر حديثا

«في البدء كانت الحيلة» لـِ نعيمة بنعبد العالي

صدر عن منشورات المتوسط في إيطاليا، كتابٌ جديد للأستاذة الجامعية المغربية «نعيمة بنعبد العالي»، المتخصصة بدراسات أنثروبولوجيا الاقتصاد في العالم العربي الإسلامي، حمل عنوان «في البدء كانت الحيلة».
جاء في مقدمة الكتاب: «في البدء كانت الحيلة، هذا على الأقلّ ما سجّلته أساطير الشعوب الأولى التي تحكي عن صانع الكون الشاطر … هذا ما سوف نفصِّله فيما بعد (في الكتاب). ومثل الحكمة، فقد تبعثرت الحيلة شتاتات صغيرة في أنحاء المعمورة جميعها، عندما ارتطمت العدن التي كانت محفوظة فيه مع جذع شجرة بسبب تهاون حاملتها، السلحفاة، كما تحكي أسطورة إفريقية. فمنَّا مَنْ جمع الكثير، ومنَّا مَنْ كان نصيبه الغبن والغفلة. ولا ننسى أن الحيوانات عندما تريد أن تعرِّف الإنسان فيما بينها تقول: “هو ذلك الكائن المحتال”، هذا ما جاء في حكاية “الإنسان والحيوانات»، حكاية الأسد الذي تعلَّم مَنْ هو الإنسان عندما سقط في فخِّه.
لم تحظَ الحيلة بمثل الاهتمام في البحث والتحليل الذي حظيت به مثلاً الحكاية العجائبية، مع ما لها من بُعد أنتروبولوجي عميق ورغم شيوعها وذيوعها، والتصاقها بالأساطير والخرافات، ورغم أنها تكوِّن القسط الأوفر في الترتيب العالمي الذي قام به «آرن وطومسون». فالحيلة تخترق مجالات عديدة، شاسعة، وإن فصَلتها مسافات سحيقة: الأساطير، الحكايات الشعبية، الألغاز، الأحاجي، farces, fabliaux, fables الكوميديا بجُلِّ أنواعها، القصص والأفلام البوليسية … فالحيلة ليست ظاهرة هامشية، عابرة وبسيطة. بل هي ظاهرة بشرية بعيدة الغور، تطرَّقت لها الآداب العالمية كلّها، وبلورتها في أنواع السرد المختلفة.
وأدبنا العربي هو كذلك غني في هذا المجال. كثرة النوادر تثير الانتباه، وإن كان قسط كبير لم يصل إلينا، فُقد إلى الأبد أو لا زال صامداً بين المخطوطات. اهتمَّ بها كبار المؤلِّفين والمصنَّفين في اللغة العربية مثل الجاحظ والبيهقي والميداني والتنوخي والجوبري وكُتُب الفقه والمناقب، والليالي، والأغاني، كُتُب التاريخ والموسوعات، وشِعْر الصعاليك …

نعيمة بنعبد العالي

أستاذة جامعية. نشرت باللغة الفرنسية دراسات في الأنثروبولوجيا الاقتصادية في العالم العربي الإسلامي، مثل: الهبة والاقتصاد المضاد، كما نشرت باللغة نفسها مجموعتين من الشذرات، وكذا مجموعة قصصية بعنوان السمكة الحمراء.

خاص قناص

مجلة ثقافية تنفتح على أشكال الأدب والفنون في تَمَوجها الزمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى