باستيت | زاهر السالمي
يصوب عينيه إلى عينيك كبندقية صيد، يحرك أذنيه كرادار حربي، يربض فوق الحافَّة ناظراً من وراء النافذة إلى العالم ،،،
باستيت
إلى نواس، مسقط؛ 2018
(1) السائر في نومه
قط شيرازي، فَرْوه قطبٌ ثلجي
بعينين زرقاء وخضراء
يتملى ظله المنعكس على البلاط
يمشي الهوينى كعارض أزياء.
طفل ملول يهجر ألعابه، نمر صغير
أياماً يقضي في حرب ضروس
مع كل لعبة جديدة، باحثا
عن قنيصة أكثر إغراء
ومراوغة.
يربض فوق الحافَّة
ناظراً من وراء النافذة إلى العالم
مُلْتقطاً كل نأمة، كل حركة، عصافير، غراب، غمامة، ورقة متهاوية، حمامة الظهيرة،
قطط في سيمفونية شاردة، بشر يدخلون البناية ويخرجون متريضين مع كلابهم، مركبات قادمة وراحلة
لكنه
لا يحب المركبات،
يفقد التوازن في محيط متسارع الحركة
ويطلع بكل ما في قلنسوته البيضاء
من حيل ومشاكسات ليمنعني من الخروج،
وإذا ما أتى أحد لزيارتنا
يحرك أذنيه كرادار حربي
يفتح منخريه كخياشيم تبتلع المحيط
يتحسس الرائحة الغريبة، رويدا رويدا يقترب
محافظا على مسافة أمان، خط رجعة
يحتاجها
إذا ما انقلب الغريب إلى غريب،
وربما
يصوب عينيه إلى عينيك
كبندقية صيد.
حين نكون وحدنا نغتنم الفرصة ونلعب، يقترح:
نلعب اليوم الغميضة في الصحراء!
كلما داعبتُه مناديا باسمه لثوان يسهو
مطبقا أجفانه، مرهفا سمعه، رافعا ذيله
في تلويحة أبدية
يلعق وجهي
يتمطى
يتبعني
في الشقة الصغيرة
يصيح بي:
أيها السائر في نومه
استيقظ
فقد حان موعد إفطاري!
(2) رعب
كان الجرو
ينام فوق السرير
إلى جانبكَ
وبعد أن كَبُر، بعد أن جَرّبَ
أفلام الرعب الليلية
فضَّل السلامة، لكنه
لم يهاجر
احتلَّ زاوية قصية
من السرير!
==
(3) المايسترو
شَبَّ على الموسيقى
تسيل في قُمْعه السمعي
ينام محركاً ذيله
كأرجوحة
كموجة
كما عصا مايسترو
==
(4) تبادل أدوار
سأكملُ الأسبوع متوحدا؛ هذا أجمل!
هكذا خاطبَ نواس، أطفأَ النور
ونام
لينطلق الهرّ
من نافذة المطبخ
بقلنسوته البيضاء وعينيه الماسيتين
إلى حيث
تبرق المعارك الليلية
===
(5) سجن
السجن عزل في الفراغ، إلغاء
لكن السجن ليس فقط أن تقفل عليه!
إذا ما أغلقتَ باب الغرفة على نفسك
تاركاً البيت كاملا له
يَحسبُ أنكَ أقفلتَ عليه!
==
(6) حرب
الحروب كثيرة، والميادين شاسعة
لكن أشرسها
يقع
عندما يحاول غريب اقتحام البيت؛
كأنما
قنبلة صوتية ضربت غلاف الأرض
= =
(7) حمامة
كانت أضخم قنائصه …
أيها البربري
كيف قصمتَ عنقها!