مدى قناص

الحصاد الثقافي 2024

مشاهد من عام 2024 في بعده الثقافي، بأقلام كتّاب وأدباء شاركونا رحلتهم الممتعة والغنية، مسلطين الضوء على كتب وأفلام ونشاطات ثقافية

إعداد: عماد الدين موسى

نقدم في هذه القراءة مشاهد من عام 2024 في بعده الثقافي، بأقلام كتّاب وأدباء شاركونا رحلتهم الممتعة والغنية، مسلطين الضوء على كتب وأفلام ونشاطات ثقافية من زوايا مختلفة.

***

د. شربل داغر (شاعر وروائي وناقد وأستاذ جامعي من لبنان)

اعتدتُ، في سنوات عملي الصحافي، أن أخصص مقالاً في ختام كل سنة أستعيد فيه ما وجدتُه لافتاً في نشر الكتب، أو في الجدالات حولها، أو في أحداث ثقافية استوقفتني. كما كانت هذه وقفةً مناسبة لي للرد على مسائل أو إيضاحات تخصُّ بعض مقالاتي…

هذه العادة انقطعتُ عنها مع انقطاعي عن العمل الصحفي الدوري، كما انقطعتْ متابعتي للكتب وجدالاتها، أو خفَّتْ بالأحرى. أما ما أتابعُه على الفيس بوك فيبقى متقطعاً، غير كافٍ بطبيعة الحال. مع ذلك تتزايد علاقتي بالكتابة والكتب، حتى إنها تكاد أن تكون حياتي نفسها، لا سيما في سنةٍ قطعتْنا الحرب في لبنان عن العالَم، عن السفر، حتى إن أكثر من كتاب لي لم تصلني أي نسخة منه بفعل انقطاع البريد المحلي عن العمل. ومنها هذه الكتب الأخيرة: مختاراتي الشعرية التي صدرت في بغداد، كتابي عن بدايات المسرح العربية تأليفا وعرضا (الشارقة)، والرواية المترجمة عن الفرنسية (الكويت)، والطبعة الرابعة لكتابي عن رسائل رامبو (الاردن). الكتاب الوحيد الذي تمكنتُ من الاطلاع على نسخه، كان كتابي الشعري السابع عشر: يغتسل النثر في نهره، عن دار خطوط وظلال في عَمّان، الذي فاز قبل شهر بجائزة أبي القاسم الشابّي.
هذا ما تمكنتُ منه، إذ سافرتُ في صيف السنة المنتهية إلى العاصمة الأردنية، وكان من حظي بالطبع أنني تمكنتُ من إرساله بالبريد العادي منها (حسب شروط الجائزة)، فيما لم أكن قادراً على القيام بالإرسال من لبنان…
هذا ما جعلني أتحمل، مثل غيري، فشل الدولة المتعاظم في أداء واجباتها، مضافاً إلى عدوان العدو. هذا ما كابدتُه في مخاطر الرحلة إلى مدينة الشابي، توزر، إذ كان على سيارة الأجرة، التي أقلَّتْني إلى المطار، أن تتسلل بين قصف صباحي وآخر. وهو ما واجهتُه بصعوبة أشد في ليلة العودة، إذ كانت أقسى ليالي القصف… إلا أن ما عايشتُه من فرحة احتفالية في توزر، وما لقيتُه من محبة وتقدير فيها من أحبَّة الشعر، جعل المصاعب أضعف من أن تنالني تحت رعاية صاحب «إرادة الحياة».

أستسيغ القراءة في الرحلات الجوية، فكيف في رحلة طويلة، من بيروت إلى استانبول، ومنها إلى مدينة تونس، ومنها إلى مدينة الشابّي، مع ساعات انتظار بين محطة وأخرى. كنت قد حسبتُ اصطحاب رواية «عن علاقات الدائرة» (1975) للصديق الذي فارقنا في هذه السنة، إلياس خوري، إلا أنني ما عثرتُ عليها في مكتبتي. ولهذه ذكرى خاصة لي إذ إنها كانت أولى معرفتي به، ومن أولى كتاباتي الصحفية، في جريدة السفير، عند انطلاقتها عشية الحرب. فكان أن تدبرتُ كتاباً ينتظرني منذ رحلتي إلى الهند قبل سنوات قليلة، ويشتمل على منتخبات لرحَّالة فرنسيين زاروا تلك البلاد الشهيرة بتوابلها وبهاراتها وثقافتها العريقة من كل لون وطعم في نهايات القرن الثامن عشر.

ما استوقفني، في كتابات أكثر من واحد منهم، هذا العمل الدؤوب للحصول على نسخة أصلية لكتاب «الفيدس» العريق. وهو عملٌ استحواذي جازت لهم فيه كل الوسائل؛ وهو ما كنتُ قد تحققتُ منه في كتابي «الفن والشرق»، إذ وقعتُ على رسائل عديدة للوزير الشهير مازارين وهو يُوجِّه أعمال عدد من مراسليه للحصول على مخطوطات نادرة في اليونان ومصر واستانبول وغيرها؛ وهي أعمال متنوعة بين البلص والرشوة والشراء والاحتيال وغيرها. غير أن هذا التعامل الأخلاقي – على لزومه – لا يكفي، إن لم ينتبه إلى ما كان يسعى إليه الوزير، أو الرحالة، وغيرهما، وهو بناء مكتبة عن ثقافات العالم، ولا سيما القديمة منها، بما يشمل متونها الأساسية. هذا ما عنى تشكلَ «ثقافة الأنوار»، وحاجات حُكَّامها مثل نخبها الثقافية،  إلى بناء ثقافة… عالمية. هذا ما سعى إليه خلفاء عباسيون في بناء ثقافة كهذه، متناسبةٍ مع تطلع الخلافة في حقبتها هذه إلى طور أعلى في قوة المعرفة ومعرفة القوة.

أتحقق من هذا، فيما أستعيد سياسات التلكؤ العثمانية في اعتماد المطبعة وسيلة لنشر الأدب والمعرفة والدين، وتعميم ثقافة الكتاب، طوال ما يزيد على ثلاثة قرون. وهي القرون ذاتها التي «نهضت» فيها أمبراطوريات وممالك أوروبا. قيصر روسيا، بطرس الأكبر، تخفَّى في هيئة سائح، وملاح، وغيرها، وجال وأقام في أكثر من بلد أوروبي، لكي يتعلم «أسرار» الصناعات المتقدمة فيها…

هذا ما دفعتْ هذه البلاد كلفته الباهظة في إقبالها المتأخر على الكتابة والكتاب، وعلى تواصل المعرفة، واستمدادها لثقافات الغير والبناء عليها. هذا ما ندفع كلفته حتى اليوم، إذ لا يحظى الكتاب على مكانته ودوره في بناء قوة المجتمعات، وفي متعتها كذلك. فكيف إذا كانت المرويات هي التي تتكفل بكثير من أحكامنا وتواصلنا وغيرها!

يكفي أن نصعد إلى طائرة، أو مترو، أو نمضي في رحلة وغيرها لكي نتأكد من أن الكتاب هو «خير جليس» -حسب عبارة المتنبي الشهيرة- في بلدانهم، لا في بلادنا.

على أي حال، كانت السنة التي تنقضي كريهة، أتحقق فيها من الخسارات المتراكمة، على الرغم من انبلاج ضوء في نفق سورية الطويل.

سعدتُ، بالطبع، بفوزي بجائزة الشابي، إذ وجدتُ إرادةَ القصيدة تخاصر «إرادة الحياة»، إلا أن انتظاراتي من الكتاب والزمن لا تزال تتقدمني من دون مواعيد أكيدة.

د. بسام البزّاز (كاتب ومترجم يقيم في الجزائر)

قد يبدو من المفارقة القول أنّني منذ أن بدأتُ الترجمة قبل ثمان سنوات وأنا لا أقرأ.

ببساطة لأنّي ما عدتُ ذلك المتفرّغ الذي يمتلك كامل وقته وينصرف إلى ممارسة ما يلذ له ويطيب من هواياتٍ ورغبات. منذ سنوات وأنا لا أقرأ غير ما أترجم وما يقترح عليّ ترجمته. قراءة قسريّة إلى حين، في تنازل آخر أمام الحياة.

بدأتُ السنة وأنا أضع اللمسات الأخيرة على رواية الأرجنتينيّة أريانا هارويكز Degenerado (المنحط) والمكسيكيّة برندا نابارّو Ceniza en la boca (رماد في الفم)، و«فلتة» الأوروغواي أونيتي Astillero (الترسانة).

وأوشك على الانتهاء منها وقد سلّمتُ إلى الناشر Mrs. Caldwell habla con su hijo (مسز كالدويل تتكلّم مع ابنها) للنوبل الإسباني كاميو خوسيه ثيلا، وأوشك على تسليم ملحمةEl Siglo de las Luces  (عصر الأنوار) للكوبي كاربنتييه.

لا شكّ أنّ ما قرأتُ وأنا أترجم، أو ترجمتُ وأنا أقرأ، يمثّل باقة جميلة ومتنوعة من النصوص التي أدين بفضل قراءتها وترجمتها لناشريّ الأعزاء وحسن ذائقتهم.

صفاء سالم اسكندر (شاعر عراقي)

قرأت الجديد، وأعدت قراءة القديم، رغم الوضع والظروف التي تمر بها المنطقة وما لتلك الظروف من أثر نفسي وإنساني يرتسم على ملامحنا ويربك يومنا، ويؤثر في عالم القراءة؛ القراءة التي هي متعتنا الكبيرة.

أهم القراءات بالنسبة لي خلال هذه العام (الأعمال الكاملة لـ ديكنسون) ترجمة د. عابد إسماعيل، الصادرة عن دار التكوين السورية، ورواية (ظل الريح) التي وصلت إليها متأخرا، أكملت قرأتها مع (لعبة الملاك) على أمل أن أتم الرباعية، و(حياة إنسان) الأعمال الشعرية الكاملة لـ اونجاريتي ترجمة عادل السيوي)، التي أعدت قرأتها أكثر من مرة، اونجاريتي، الشاعر الذي يستضيء بالرحيب، متأملا الوقت الذي تقطع أو تموت فيه الوردة لتهدى وتصبح في يد إنسان آخر.

كما قرأت يوميات الشاعر الراحل أمجد ناصر (بيروت صغيرة بحجم راحة اليد) وسيرة الشاعرة السوريالية الرهيبة جويس منصور، (طفلة مسك الروم) تأليف محسن البلاسي. كما أني انتهيت من كتاب سلمته لدار الشؤون الثقافية بانتظار صدوره.

د. محسن الرملي (كاتب ومترجم يقيم في مدريد)

لأن أكثر شيء تابعته وتفاعلتُ معه هذا العام؛ هو كل ما يتعلق بغزة والقضية الفلسطينية، فبالنسبة لي؛ إن أبرز حدث ثقافي عربي؛ وأعتبره نُصرة للأُدباء والأدب، هو فوز الكاتب الفلسطيني الأسير باسم خندقجي، بجائزة البوكر للرواية العربية عن روايته (قناع بلون السماء)، والجميل في الأمر؛ أن باسم خندقجي، المحكوم بثلاثة مؤبدات، سرعان ما ألحقَها بإصدار الجزء الثاني منها، قبل نهاية العام، رواية بعنوان (سادن المحرقة)، في تحد ثقافي رائع لليأس ولسجون وهمجية الاحتلال.

أما عالمياً، فأعتقد بأن هذا العام قد كان هو عام الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز، مرة أخرى وبامتياز، وذلك بإصدار روايته، غير المنشورة (موعدنا في شهر آب) وترجمَتها بوقت قياسي إلى أغلب لغات العالم، ومنها العربية، وكذلك بإنجاز وبث مسلسل (مئة عام من العزلة) على منصة نتفلكس، المُستَمد من روايته الأشهر. وكلا الحَدثان أثارا جدالاً كبيراً وثرياً، مع وضد، في مختلف الأوساط والصحافة الثقافية ووسائل التواصل الاجتماعية في العالم.

أما على الصعيد الشخصي، فأعتبر أهم وأجمل ما أنجزتُه في هذا العام، هو إصدار أربعة كتب لشقيقي الراحل الكاتب حسن مطلك، وهي: (الأعمال القصصية الكاملة)، رواية (قوة الضحك في أُورا)، (العين إلى الداخل) الذي يضم يومياته وقصائده، و(أنا معلم نفسي) الذي يضم رسائله وحوارات معه.

محمد سعيد احجيوج (روائي مغربي)

خلال هذه السنة انشغلت بالكتابة أكثر من القراءة، إلا ما يتعلق بالبحوث ذات صلة بروايتي القادمة. لذلك فإن حصاد هذا العام يتمحور أساسا حول إنجازاتي الشخصية، أكثر من كونه متابعة للإصدارات الجديدة.

مع بداية العام صدرت في أثينا الترجمة اليونانية لروايتي الأولى «كافكا في طنجة»، التي كانت قد تُرجمت إلى الإنجليزية العام السابق. كما شهد هذا الشهر إصدار الفصلين الأولين منها مترجمين إلى الفرنسية.

في ربيع هذا العام، صدرت روايتي الخامسة «كهف الألواح» في بيروت، التي خصصت حبكتها لمحاولات استكشاف ثيمات الذاكرة ونسبية الحقيقة.

في الفترة ذاتها، تشرفت بالمشاركة في العاصمة التشيكية براغ كضيف شرف في يوم دراسي خاص عن كافكا في الأدب العربي، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية لدراسة الأدب العربي الحديث. جدير بالذكر أن العالم الأكاديمي يحمل إمكانيات هائلة لاستكشاف الأدب العربي، لكنه يعاني من التبعية المفرطة لاختيارات الجوائز الأدبية، مثل الجائزة المعروفة باسم البوكر العربية، مما يحد من اطلاع الأكاديميين على الأعمال الأدبية التي لا تصل إلى قوائم الجوائز، وهي نتيجة حتمية لمشاكل شبكة التوزيع العربية وغياب قنوات التعريف بالأعمال الأدبية.

ثم مباشرة بعد عودتي من براغ انشغلت في إكمال كتابة، وتنقيح، مجموعة من القصص صدرت خلال خريف هذا العام في كتاب بعنوان «الرحلة إلى جبل قاف»، حيث خضت تجربة جديدة في “مشاكسة” الموروث، من خلال تلقيح عوالم ألف ليلة وليلة بثيمات حديثة.

أما على مستوى القراءة، فقد انصب اهتمامي على الدراسات اللاهوتية والنصوص المقدسة المرتبطة بروايتي القادمة، مع بعض الاستثناءات الأدبية. أبرزها كان قراءة مسرحية ميلان كونديرا «جاك وسيده»، التي صدرت مترجمة هذا العام. لو وضعنا روايات كونديرا (على أهميتها وعلى ما في قولي من مبالغة) في كفة واحدة، ووضعنا في الكفة الأخرى نصه المسرحي «جاك وسيّده» لرجحت كفة هذه، وهذا ليس تقليلا من شأن رواياته، بمقارنة ظالمة أو جوفاء، إنما هو في هذه المسرحية (التنويعة كما يسميها، وأظن مفهوم التنويعة عند كونديرا يقترب من مفهوم الطباق عند إدوارد سعيد) قد أبدع، وحقق كل ما سعى إليه نقدا في كتبه وتطبيقا في رواياته لإعادة الرواية إلى مجدها، وفرصتها التاريخية المهدورة.

من الأعمال البارزة أيضا رواية «مقام الكرد» لمها حسن. هذه الرواية دليل آخر، صريح وصارخ، على فشل جوائز الرواية العربية، ودليل على أن جودة الكتابة ليست كافية لينال النص الأدبي التلقي المستحق، بل لابد من شبكات العلاقات، والكثير من الحسابات التي تقع خارج النص الأدبي.

نينا عامر (كاتبة وشاعرة يمنيّة)

في عام 2024، لفتت انتباهي العديد من الأعمال الأدبية والفعاليات الفنية التي تميزت بتنوعها وعمقها. من أبرز الكتب التي قرأتها هذا العام كانت رواية «الحياة السرية لمها توفيق» للكاتبة هبة عبدالعليم، والتي نشرت عن منشورات المتوسط في إيطاليا. تدور الرواية حول حياة معقدة لسيدة تُدعى مها عادل توفيق، مترجمة تعيش في عزلة اجتماعية بسبب شبكة من العلاقات غير التقليدية التي تعيش فيها. الرواية تتناول موضوعات اجتماعية ونفسية عميقة، حيث تعرض الأزمات التي تواجه الشخصية الرئيسية، بما في ذلك الوحدة، التناقضات النفسية، والتحديات الأخلاقية. كما تناقش تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على طبيعة العلاقات في العصر الحديث، بالإضافة إلى وضع المرأة في مجتمع يغلب عليه الطابع الذكوري. تتميز الرواية باستخدام لغة سلسة وسرد مشوّق، مما يجعل القارئ يستمر في القراءة حتى النهاية. وعلى الرغم من أن الرواية لا تتجاوز 176 صفحة، فإنها مليئة باللمحات الشخصية والتجارب الحياتية التي تجعلها ذات طابع خاص وعميق. أما بالنسبة للفعاليات، فقد برزت في هذا العام إحدى الفعاليات الفنية المميزة التي جمعت بين الفن البصري والرقص. كان ذلك في عرض IndieFest 2024 الذي أقيم في 23 نوفمبر في فانكوفر، حيث تعاون الفنان السريالي المعاصر ويليام د. هيغينسون مع شركة الرقص Voirelia التي أسستها Alina Sotskova. هذا التعاون أسفر عن إنتاج عرض فني فريد من نوعه يمزج بين أعمال هيغينسون الفنية والرقص الحي. العرض تميز بتكامل فني بين الرسم والرقص، حيث تم استخدام أعمال الفنان السريالي كجزء من الأداء الحي، وشارك فيه مصممو أزياء وفنانون آخرون. هذه الفعالية لاقت صدى واسعًا، وأثرت في الحضور الذين تفاعلوا بشكل عميق مع الانصهار بين العناصر الفنية المختلفة.

من خلال هذه الكتب والفعاليات، يتضح كيف أن عام 2024 كان عامًا زاخرًا بالإبداع والتنوع، حيث شهدنا تفاعلًا قويًا بين الأدب والفن، مما أسهم في إثراء المشهد الثقافي والفني على الصعيدين العربي والعالمي.

***

خاص – مدى قنّاص

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى