صدر حديثاً عن دار رواشن للنشر في الإمارات العربية المتحدة، كتاب شعري جديد بعنوان « كدمات » للشاعر السوري وفائي ليلا، حيثُ جاء في 158 صفحة من القطع المتوسط.
و« كدمات » هو الكتاب التاسع للشاعر، الذي يصدر باللغة العربية والثالث المُترجم إلى اللغة السويدية (تحت الترجمة).
يبدأ الكتاب من العنوان الرئيس « كدمات »، والكدمات تتكون عندما تنكسر الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد. ويكوّن الدم المحتبس تحت الجلد كدمة حمراء أو خضراء أو بنية أو زرقاء أو سوداء اللون، وهكذا هي قصائد هذا الكتاب، كدمات وفائي ليلا، الذي يقودنا في معجمه الخاص ولغته المتفردة بحساسية عالية لشاعر لا يبدو بأن كدماته ستميل إلى التعافي في الوقت الحالي.
نقرأ من أجواء الكتاب:
الطفل الذي راهنتِ على سقوطه
يقف الآن على المنصة.
المعاق
والأخرس
الذي حرصتِ أن يبقى كذلك
نال الجائزة
ورغم أنه لا يقول،
ارتفع
رغم أنكِ قلتِ أنه بلا ساق…
اتسع
رغم أنك قلتِ عنه قليل،
نجح
الرجل الذي لطالما أخفيتهِ عن الآخرين
وحرصتِ أن لا يصافحونه
وأكدتِ أنه بلا حنجرة
ولا يصلح للدور
وسارعتِ برميه من النافذة
يقف الآن
وينحني لكل تجاهلكِ العظيم
الذي منحه الفرصة
وأعطاه الأهمية
الرجل الذي لطالما لعبتِ بأقداره
وظننتِ انه دميتك المفضلة
تلك التي تكسرينها حين ترغبين
وتتحكمين بمصيرها
بمزاجكِ المتقلب
بحقدك ِ
بعصابك ِ
برغبتكِ المتأصلة على سفك الدم
نجا
فلت من أنيابكِ
وحين سألوه لماذا فاز ،
أشار إليك ِ.
**
متأخراً جداً عنه
كأنني صادفته في رواية
كأنني التقيت فيه في متحف
أحافظ على مسافة منه
ليس بارعاً كما أظن
ليس ناجحاً كما أعتقد
كل مرة يعدني أن نلتقي
كل مرة
يتخلف عن المجيء
بسببه
عرفت كل المقاهي المجاورة
لأجله قطعت مسافات غير قليلة
أبتسم كلما يقول لي غداً
أضحك حين “يؤكد لي”
أعرف أنه يفر
أدرك أنه غير متأكد
أنا.
**
يستحق الجائزة حقاً
الرجل الذي ينتحل اسمي
ويرتدي ملابسي
يحمل أوراقي ووثائقي
ويذهب إلى العمل
يرفع القبعة
وينحني
ويمسح المؤخرات
يستخدم أوراقي
وينام في سريري
يعتذر عني
ويتلقى الصفعات
وحين أطلق النار
يموت هو
وأنجو أنا بمعجزة.. هو سببها الوحيد.
وفائي ليلا:
شاعر سوري مقيم في السويد، من مواليد حي ركن الدين بدمشق سنة ١٩٦٤، درس الفلسفة في جامعة دمشق. لديه عدد من المجموعات الشعرية؛ الأولى صدرت في بيروت سنة ١٩٩٦، فيما الأخيرة صدرت في الكويت عن دار مرايا بعنوان “قامة قصيرة لمعطف طويل”.
وفائي ليلا | qannaass.com