صدر في بيروت كتاب جديد بعنوان: هندسة البدايات في شِعر محمود درويش، عن دار راية للنشر والترجمة، للباحث والناقد الفلسطيني د. حسين حمزة، يشتمل الكتاب على دراسة وافية حول تقنيات الحذف والتعديل التي اتبعها الشاعر الكبير محمود درويش على نصوصه الشعرية الأولى، عبر دراسة قصائد الشاعر المنشورة في مجلة الجديد الثقافية في حيفا بين الأعوام 1958-1970.
ويضم الكتاب قسمين أساسيين، أولهما، دراسة وافية يواصل فيها الناقد د. حسين حمزة دراساته المعمقة في تجربة محمود درويش الإبداعية، وفيها يستعرض القصائد كما نُشرت لأول مرة في مجلة الجديد، وكما نشرت في مجموعات الشاعر المطبوعة، متتبعًا تقنيات الحذف والتعديل التي أجراها الشاعر بوعي على قصائده قبيل إعادة نشرها في كتب، محاولًا تفسير الأسباب الجمالية والسياسية التي حدت به إلى إجراء هذه التعديلات، ومدى إفادة النص جماليًا وفنيًا منها. أما القسم الثاني فيضمّ قصائد من بدايات الشاعر محمود درويش كان نشرها في مجلة الجديد الثقافية الشهرية بين الأعوام 1958-1970، ولم تظهر في أعماله المطبوعة اللاحقة، أو أنها ظهرت بصياغات أخرى.
ويكتب د. حسين حمزة في تقديمه : « في هذه الدراسة سأقف على التغييرات التي أجراها محمود درويش على القصائد المنشورة في مجلة «الجديد» بين العامين 1960-1970. ثمّ أبيّن نوع هذه التغيرات، هل كان في العنوان، أم على مستوى تغيير المفردات، أو على مستوى حذف الأسطر والمقاطع الشعريّة، أو على مستوى الإضافة. ثمّ سأحاول الإجابة عن السؤال: كيف أثّر هذا التغيير على جماليّة النصّ الشعريّ، وهل كان هذا المنظور هو فقط الأساس في عمليّة الحذف أو التغيير؟ إضافة لذلك سأتطرّق إلى المقارنة بين قصائد درويش المنشورة وتلك التي يلقيها على أسماع جمهور المتلقين مبيّنًا دوافع التغيير التي يجريها في حالة إلقائه للقصيدة.
تجدر الإشارة أن حسين حمزة ناقد ومحاضر فلسطيني . أنجز رسالة دكتوراه حول أدب محمود درويش، ويعتبر كتابه الموسوعي “معجم الموتيفات المركزية في شعر محمود درويش” أحد الإسهامات الأكاديمية النوعية في دراسة التجربة الأدبية للشاعر الفلسطيني الكبير.
دار راية للنشر والترجمة
تأسست دار راية للنشر والترجمة في حيفا عام 2010 ، ضمن رؤية تهدف إلى تعزيز جماليات النشر النوعي في الداخل الفلسطيني، وتعميم الثقافة وكسر نخبويّة تداولها، وحظيت اصداراتها التي قاربت الـ 400 عنوان على مدار السنوات الـ 12 الماضية بكثير من الحفاوة ولفتت الانتباه إليها باختياراتها الجمالية وبالتجديد الذي أدخلته على صناعة النشر الفلسطينية، شكلًا ومضمونًا. وهو ما ساعدها على الانتشار عربيًّا، حيث اختيرت الدار عام 2019 واحدة من اربعين دار نشر مستقلة واعدة حول العالم، من قبل معرض الشارقة الدولي للكتاب .