أنت في القرن الواحد والعشرين، حيث يهبّ الزمنُ من كل الجهات
حيث كل مأوى مختبر.
وكل اختراعٍ كبسولةُ موت.
وكل لهجة بدايةُ حرب.
الوقت دائماً ملائم للغضب كما للسخرية من كل شيء
حيث الأمم تتصارع. والأشخاص يتنازعون مع أنفسهم.
إنه القرن الواحد والعشرون.
الرسائل تصل سريعاً كما روائح الجثث
وعروض المعتقدات على منصات مفتوحة
كما ترسانات الأسلحة والأوبئة والأفكار العفنة والمشاعر المهندَسة.
البشر يدخلون إلى بيوتهم كأنهم يدخلون إلى بنوك استودعوا فيها حياتهم
يذهبون إلى وظائفهم لينفضوا الغبار عن ملفات مستقبلهم فلا يرونه
يذهبون إلى أحلامهم كلصوص
وفي أرتال طويلة يمضون ببطء ليثأروا من قاتل لا يعرفونه … ليثأروا لقتيل بلا ملامح
الفقراء الجائعون إلى…
الأغنياء الجائعون إلى…
المحكِّمون بما يستخدمونه، الساعون إلى جنّات مزيفة.
أنت في القرن العشرين أو مثلاً في الثاني والعشرين.
الوقت دائماً ملائم للخوف، لتكرار الأوهام والمسرات نفسها.
أنت داخل الحشد، خارج الحشد خطأ طفيف. معجزة مضحكة
أنت في القرن العشرين في الثاني والعشرين في كل القرون
لن أقول لك: هذا الكوكب مقبرة
أو هذا الكوكب عرس.
فقط وأنت تمرّ بي
انظرْ إليّ كآخر… كغريب
لكن لا كعدو.
تعجبني مجلة قناص جداً ويعجبني فيها اختيارها للنصوص الجميلة والراقية… وأهدي خالص التحية والتقدير للشاعر فراس سليمان
هل يمكن لي المشاركة في المجلة المحترمة “قناص” ببعض القصص القصيرة والأعمال الإبداعية؟؟
أهلا وسهلا بك. أدخل باب “من نحن” في “كن قناصا” حتى تطلع على شروط النشر، وكيفية إرسال المواد.