كتاب «أنطولوجيا اليد» لمؤلفه الكاتب العراقي محمود عوّاد كتابةٌ حواسية، ثيمتها الرئيسة هي يد المجنون، الجامعة لحركة يد الفنان والفيلسوف والكاتب والشاعر، وقد صدر الكتاب عن بيت الكتاب السومري في بغداد وجاء في 80 صفحة من القطع المتوسط .
توزّعت نصوص الكتاب بين السرد والنثر والشعر والفلسفة، مزودة بثلاث ضفاف نقدية لكل من المترجم والشاعر والناقد الجمالي حساين بنزبير، والمترجم والكاتب عمار المأمون، والباحث الأكاديمي علي محيسن، فيما صُمّم الغلاف من قبل الفنان التشكيلي كريم سعدون.
يقول الكاتب عمار المأمون عن الكتاب: “أعود إلى اليد لدى محمود عوّاد، واختيار تسمية أنطولوجية، الأياد موجودة، متناثرة، لكنها غير متسقة، لابد من انتخاب الموجود منها لجمعه وترتيبه، لنتكشف أمامنا ما يقوله عواد مراراً، اليد مفتاح الجنون، عتبته و”بابه”، أيادي العقلاء مكبّلة، لا تطفو حرّةً، لا تبحث، هي ليست أجهزة، بل أدوات ذات وظائف محددة، اليد كجهاز أبعد ما تكون عن الأداة، بل مجموعة من القوة التي تَجتَمِعُ وتَنفِى في ذات الوقت، وهنا المفارقة، أيمكن أن تحتوي يد واحدة كل هذه التناقضات؟. ربما نعم، فـ”رمية نرد لن تبطل الحظ..” حسب ستيفان مالارمية، لكن، بيد من؟ من يمتلك النرد والحظ؟ كيف يحتويه بيده؟، ما نعرفه فقط، أن اليد ترمى “في الشروط الأبديّة”.
ويرى المؤلِّف: أنّ “الكتابةُ كما الجنون محاولة أخيرة في تحديد مركز الذئب في الجسد. اللحظة التي يكون فيها المخيال قد أعلن انتقاله من ثنائية الطبخ والأكل إلى واحديةٍ منشطرة إبداعياً، وفقاً لهذه الرؤية يحق لنا اعتبار القراءة نزالا كانيبالياً يدفع بالمخيال إلى التخلص من إيقاعه العام، والدخول في خاصِّه اللا مرئي”.
من أجواء الكتاب نقرأ:
“هذه اليدُ تفكرُ أن تكتملَ
لكنَّها لا تريد أن تكتملَ
لأنَّها تفكرُ
أن تكتملَ
لكنَّها لا تريد أن تكتملَ
لأنها تريدُ أن تكتملَ
هذه اليدُ
لا تكتمل
لأنَّها فكرت أن تكتملَ”.