«هكذا تكلم أوسكار وايلد»… كتاب يعيد تعريف كل شيء
صدر عن “محترف أوكسجين للنشر” في أونتاريو، كتاب “هكذا تكلم أوسكار وايلد”، وقام بنقله إلى العربية المترجم السوري شادي خرماشو. ويندرج هذا الكتاب ضمن سلسلة “أوكلاسيك” (أوكسجين + كلاسيك = أوكلاسيك) التي أطلقها المحترف، في مسعى منه إلى تقديم الكلاسيكيات بنهج جديد ومغاير عماده الاكتشاف وإعادة الاكتشاف.
ويقدّم الكتاب رحلة بديعة مع مقولات أوسكار وايلد (1854 – 1900) المنحوتة بحرفية أدبية وحياتية وفلسفية لا تخلو من الدهاء والسخرية، “إذ لا محيد عن قراءة الكتاب” كما تقول لنا كلمة غلاف الكتاب، “ولا مفرّ من العثور فيه على جزءٍ ضائعٍ منكم! وإن كانت لديكم قناعات وإجابات على أمور جوهرية ووجودية في الحياة، مثل الأخلاق والصداقة والحب والزواج وصولاً إلى المجتمعات والطبقات والعقائد؛ فإن أوسكار وايلد سيعيد تعريفَها جميعاً، في أقوال وتوقيعات مستخلصة من أعماله العظيمة، اجتمعت في هذا الكتاب لتُصيبَ لبَّ الحقيقة أو تزلزلها، وتفتح البابَ على مصراعيه أمام تحرِّي كلّ ما حولنا، لنكون حيال الجمال والاستثناء الذي يُلغي كلّ قاعدة بالية، إذ لا شيء يستحق العناء سوى ما يعتبره الآخرون مستحيلاً”.
وتتأسس هذه المختارات على اقتباسات من عدد من أعمال الكاتب الإيرلندي ومقالاته ومحاضراته ورسائله، بما فيها “النهضة الإنجليزية في الفنون”، و”فيرا أو العدمية”، و”جريمة اللورد سافيل”، و”المليونير النموذجي”، و”صورة دوريان غراي”، “الناقد فناناً”، “روح الإنسان في ظل الاشتراكية”، و”مروحة السيدة وندرمير”، و”امرأة بلا أهمية”، وغيرها.
ويحدثنا مترجم الكتاب في مقدمته عن وايلد الروائي والشاعر والمسرحيّ الذي ولد خارج السياق، وتركَ لنا درراً يمكننا أن نهتديَ بها لنفهم الحياة، أو بكلمات المترجم “قد يكون وايلد فيلسوفاً أكثر منه كاتباً، وحكيماً أكثر منه أديباً، وناقداً أكثر منه فناناً، بالرغم من كراهيته لكلِّ ما سبق، وهذا ما يفسّر الكمَّ الهائل من العبارات والمقولات والحِكم التي صدرت عنه، وحُفِرَتْ في ذاكرة كلِّ مَن قرأه. فهو أكثر مَن أوجز فأنجز، واختصر فعبّر ليلخِّص صفحاتٍ كاملة في عبارات”.
وينقسم الكتاب الذي جاء في 96 صفحة إلى سبعة فصول، معنونة كالتالي: “بالظلال تخدعنا الحياة”، و”خُلقت لأحيا في نعيم الاستثناءات”، و”عن الحب والزواج وأشياء أخرى”، و”الفن ولا شيء سواه”، و”ابتهالات”، و”من الفاتن أن تشكك”، و”طبقات وسلالات”.
قراءة هذا الكتاب تجربةٌ عظيمة وفريدة، وإعادة قراءته هو امتثالٌ للجمال، وقبل كل ذلك، امتثال للمتعة، فحسب وايلد ” المتعة هي الغاية الوحيدة التي يجب على الإنسان أن يعيش لأجلها، إذ لا شيء يشيخ مثل السعادة”.
***
“هكذا تكلم أوسكار وايلد”… كتاب يعيد تعريف كل شيء