هذا الحوار مع السيناريست السوري ممدوح حمادة، يأخذنا إلى دهاليز مسلسلاته الشهيرة «ضيعة ضايعة» و« الخربة » و«الواق واق».
***
يعتبر الكاتب السوري ممدوح حمادة من أبرز كتّاب السيناريو في سوريا، حيث بدأ كتابة السيناريو في عام ١٩٩٥ وتميز بأسلوبه الكوميدي الناقد، فقد كتب سيناريو عدد من المسلسلات الشهيرة، مثل «ضيعة ضايعة» و« الخربة » و«الواق واق» فضلاً عن كتابة لوحات للمسلسل السوري “بقعة ضوء”.
ولد ضيفنا في الجولان السورية، فيما نزح في طفولته وعاش مع أسرته في السويداء إلى حين سفره إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة في كلية الصحافة في جامعة بيلاروسيا، حيث تخرج منها في عام ١٩٩٤ بدرجة دكتوراه. وكما درس الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون البلاروسية وتخرج منها عام ٢٠٠٩.
أخرج فيلمين أولهما «ضمانات للمستقبل» وهو فيلم روائي قصير مدته ٣٠ دقيقة وكان مشروع تخرجه وهو من تأليفه وإخراجه، والفيلم الآخر كان موضوعه مستمداً من الحرب السورية بعنوان: «ما زلت على قيد الحياة» ومدته ٧ دقائق، بالإضافة إلى سيناريو مسلسلات شهيرة كـ«ضيعة ضايعة» و« الخربة » و«الواق واق» وغيرها.
***
سوق عكاظ الدراما
– نبدأ من العملين الدراميين «ضيعة ضايعة» و« الخربة » الذين حظيا بمشاهدة كبيرة، ويعاد للآن عرضهما مرة تلو الأخرى، هل من عمل جديد لك في ذات السياق؟
إن كنت تقصد البيئة الريفية فهناك بضعة أفكار عملت على بعضها وكتبت منها مجموعة حلقات، ولكن لا يوجد شيء جاهز حتى الآن.
– لماذا تنحصر المتابعة الدرامية في شهر رمضان، بالرغم من عرض المسلسلات على مدار السنة؟
أعتقد أن هناك عدة أسباب لذلك هو أن شهر رمضان أصبح بمثابة سوق عكاظ الدراما والخطط الإنتاجية أخذت تُبنى على هذا الأساس والسبب الآخر هو تقديم مادة تخفف على الصائمين معاناتهم وتوفر الجو الاحتفالي لطقوس هذا الشهر مثل اجتماع أفراد الأسرة وغير ذلك مما يوفر مشاهدة أكثر، ويبقى السؤال يخص المنتجين أكثر مما يخصني، فعمل كاتب السيناريو لا يخضع لهذا الأمر. مسلسل ضيعة ضايعة على سبيل المثال لم يكن مسلسلا رمضانيا وقد عُرضت حلقاته خارج شهر رمضان حلقة كل أسبوع في العرض الأول وبعد أن نجح جماهيريا اعتمد رمضانيا. يمكن القول إنه مع ظهور المنصات حدث تغيير في هذه القاعدة وأعتقد أن الأمر سيتطور إلى شكل جديد من أشكال العرض بحيث ينتهي تقليد العروض الموسمية.
سرعة الإنتاج العربي
– ثمّة موجة جديدة من المسلسلات السورية تنحو إلى التقليد وتحديداً تقليد الدراما التركية لحدّ الاستنساخ الفج؟
يحدث هذا ربما بسبب الحاجة الكبيرة للمواد الدرامية التي تفوق سرعة الإنتاج العربي فتكرير مسلسل مكتوب أسرع وأسهل بكثير من كتابة مسلسل جديد إضافة إلى أن كتابة مثل هذه المسلسلات لا تحتاج إلى كُتّاب محترفين ويكفي صناعة ورشة تقوم بإعادة إنتاج العمل نفسه دون الحاجة إلى أي جهد ابداعي حقيقي خاصة وأن معظم هذه المسلسلات تعتمد على الحركة (الأكشن) وتخلو من قيمة ثقافية ما. أعتقد أن هذه الظاهرة تدميرية بالنسبة للدراما العربية وإذا سيطرت على الإنتاج فعلى الدراما العربية السلام.
هجرة المبدعين
– في العقد الأخير، ونظرا للظروف القاهرة التي تمر بها سوريا، نجد هجرة المبدعين السوريين نحو بلدان خليجية أو أوروبية، وتحديداً نجوم الدراما، كيف تنظر إلى هذه الظاهرة؟
هذه سنة الحياة؛ كل الكائنات التي تستطيع ذلك تغادر الأماكن الخطرة والهجرة لم تقتصر على الفنانين وإنما شملت جميع السوريين الذين أصبح لديهم الآن ما يسمى الشتات بسبب كبر عدد المهاجرين، والفنانون السوريون ليسوا استثناء لذلك أضف إلى كل هذا تدني الأجور بسبب التدهور الاقتصادي، وأضف إلى ذلك وجود مواقف سياسية يصعب معها البقاء في الوطن.
الكاريكاتور وبرامج الجرافيك
– أنت فنّان كاريكاتور ولك باع طويل في هذا المجال، كيف تُقيّم التجربة السورية في هذا المجال؟
طبعا أنا ذكرت أكثر من مرة أنني هاو في هذا المجال. عملت فترة قصيرة في الرسم، وكنت أنشر بشكل دوري في الصحف البلاروسية عندما كنت طالبا. بعد ذلك لم تتوفر لي فرصة العمل في هذا المجال فصرت أكتفي بنشر رسوم كاريكاتيرية مع مقالاتي في جريدة السياسة الكويتية لمدة عامين تقريبا، وكان لدي زاوية في مجلة شهرية اسمها أوربا والعرب لم تدم طويلا بسبب توقف المجلة نفسها، ثم أخذت أنشر رسومي مع الزوايا الأسبوعية في موقع الناس نيوز الأسترالي وفي جريدة العربي التي توقفت عن النشر فيها منذ أشهر. في سوريا الكثير من الفنانين الموهوبين أذكر منهم الراحل عبدلله بصمجي والفنان موفق قات وفارس كربيت وياسر أحمد وشماع وحميد قاروط وعصام حسن وياسين خليل ونضال خليل وعلي حمرا ورائد خليل ولا تسعفني الذاكرة باستحضار بقية الأسماء الآن، إضافة إلى الأسماء التي حظيت بشهرة كبيرة مثل الفنان علي فرزات مثلا، كل هؤلاء رسّامون محترفون واستفادوا من التجارب العالمية ويشكلون مشهدا مشرقا للكاريكاتور السوري، ولكن ما يعكر صفو هذا المشهد هو لجوء بعض الأسماء للسطو على أعمال فنّانين آخرين مع الأسف.
– ما أثر التكنولوجيا على الكاريكاتور؟
معظم الرسامين إن لم نقل كلهم أخذوا يعتمدون على برامج الجرافيك في تنفيذ رسومهم وهذا يعطيهم إمكانيات أكبر بكثير مما كان عليه الأمر بالريشة والقلم، وأنا أنظر بشكل إيجابي لكل ذلك، لكن بالنسبة لي لا أتّقن استخدام هذه البرامج بشكل جيد كوني غير متفرغ للعمل في هذا المجال، وانشغالي بمجالات أخرى بحيث لا يسعفني الوقت للاهتمام بهذه البرامج، ولكن حين تسنح الفرصة فسأبذل جهدا للقيام بذلك، أعتقد أن التكنولوجيا إن صح أن نسميها كذلك قد اثّرت على الكاريكاتير بشكل إيجابي جدا.