كتب أحمد بوزيد:
حول موضوع الرواية والصحراء افتتح بقاعة إبراهيم الراضي بأكادير مساء يوم الجمعة المنصرم ملتقى أكادير للرواية في دورته السابعة، باستعادة شريط ذاكرة الملتقى الذي وشم ذاكرة أكادير عاصمة الثقافة الأمازيغية بأثر خلاق، مكن المدينة من الانفتاح على تجارب من الكتابة الكونية وشهد نقاشات معرفية حول قضايا الكتابة الروائية في المغرب، واستطاعت أن تسهم في تطوير الخطاب حول الرواية المغربية.
تجربة الملتقى أسهمت في تأسيس حدث ثقافي في مدينة أكادير بما هي مدينة رسخت حضورها في خرائط الإبداع المغربي، بحضورها في المتن السردي الأدبي من قبيل أعمال محمد خير الدين وأعمال راينهارد كيفر وأعمال محمد واكرار ورشيد يحياوي وعبد القادر عبابو وسعيد الباز وإبراهيم العسري وعبد العزيز الراشدي، حيثُ ضم شريط ذاكرة المهرجان مشاهد وصور من الدورات الست السابقة للملتقى.

تجربة الملتقى أسهمت في تأسيس حدث ثقافي في مدينة أكادير بما هي مدينة رسخت حضورها في خرائط الإبداع المغربي، بحضورها في المتن السردي الأدبي.
الصورة: من أجواء الملتقى | qannaass.com
الروائي عبد العزيز الراشدي مدير الملتقى اعتبر هذا المقترح المدني والثقافي مقترحا جماليا يتماهى وجوهر المدينة وإعلاءها من شأن التنوع والاختلاف وتمجيدها للانفتاح، هذا المقترح بحسب الراشدي زهرة لم يقض لها أن تنبثق دونما تضحيات ودون ماء الحلم الذي أسهم في تفتقها، السيد سليمان الحقيوي رئيس بيت الرواية في المغرب كجهة شريكة في تنظيم الدورة السابعة، أكد أن الملتقى هو وجه من وجوه الهوية الثقافية لمدينة أكادير، بما هي ملتقى الثقافات وحاضنة التجارب الأدبية والمبادرات المدنية القادرة على بناء الجسور بين أصوات الروائيين وبين حواس الجنوبيين، بناء الجسور هو ما اضطلع به الملتقى أيضا بين أجيال الكتابة الروائية في المغرب.
وفي كلمة بيت الشعر بالمغرب، استعاد رئيسها الشاعر مراد القادري التقاطعات الكائنة بين الشعر والرواية والتي يطبعها التساكن، بما هو تساكن في اللغة بما هي بيت الكائن والوجود، هذا المسكن الرمزي الذي يجعل الشراكة بين بيت الشعر وبين بيت الرواية في المغرب مفتوحة على احتمالات السمو بالوجدان وتملك القيم الكونية النبيلة، لاستنطاق فضاءات وأنطلوجيا المكان المغربي، بذاكرته وتاريخه، ومنها فضاء الصحراء إحدى الفضاءات الخصيبة المنطوية على عمق تخييلي وميثولوجي.
السيد حسن بنحليمة رئيس جمعية سوس ماسة أكد اعتزازه بملتقى الرواية وبالخدمات الجليلة التي يسديها للعمل الثقافي بأكادير الكبير، كما أكد أنه تجل من تجليات الخيال الخلاق للإنسان المغربي المؤمن بالمستقبل. الباحث الأكاديمي أنير بوياعقوبي وفي كلمة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بسوس ماسة، عبر عن اعتزاز اللجنة بالمقترح الثقافي للملتقى وبدينامياته المدنية الحريصة على ترسيخ الحق في الثقافة وتعزيز الحقوق اللغوية والثقافية، الأكاديمي أنير بوياعقوبي أكد سعادته بتكريم الكاتب الليبي الطوارقي إبراهيم الكوني، الكاتب المنحدر من سلالة الصحراء الكبرى، صحراء الملثمين أحفاد تينهينان وحملة النار في ليلها الطويل، الصحراء الكبرى التي اقترحت على المشهد الشعري الكوني من طينة محمد هواد.