الغرباء وقصص أخرى لِـ ليديا ديفيس
ليديا ديفيس روائية ومترجمة أمريكية مُعاصرة، ولدت فى يوليو ١٩٤٧. تَرجمت العديد من الأعمال من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية، كترجماتها لأعمال «فروست، ومشيل بوتور، وميشيل لريس وغيرهم» بترجمات حديثة. نشرت ديفيس العديد من القصص القصيرة منذ السبعينيات وحتى عام ٢٠٠٨ حيث أصدرت مجموعة قصصية جمّعت بها كل القصص القصيرة منذ بداية عملها، ومن ضمن القصص «ثلاثة عشر امرأة، والصهر، وأشياء خاطئة بي» وغيرها. فازت بعدة جوائز مرموقة من ضمنها جائزة بوكر الدولية ٢٠١٣، وجائزة بن مالامود الصادرة من مؤسسة فوكنر ٢٠٢٠.
***
قصة «الغرباء» من كتاب ليديا ديفيس الصادر عام 2009، بعنوان « قصص ليديا ديفيس المُجمّعة»
أعيش وجدتي، وسط مجموعة غرباء. المنزل الذى نسكنه ليس كبيراً كفاية ليسع كل الأشخاص الذين يظهرون في كل الأوقات. يجلسون إلى العشاء كما لو أنهم متوقعين، وهذا الحاصل بالفعل، وجود أماكن مخصصة لهم. أو يدخلون غرفة المعيشة هرباً من البرد، يفركون أياديهم لإذابة تجمّدها ويتصايحون تذمراً من الطقس. يجلسون بجانب المدفأة ويلتقطون كتابا لم ألحظ وجوده من قبل، ويكملون القراءة من حيث توقفوا، من الصفحة المحددة بعلامة الكتب.
وفي مثل هذا الوضع، كان طبيعيا تماما وعاديا جدا، أن تجد احيانا بعض الأشخاص لامعين ومقبولين، بينما البعض الآخر بائسين أو خبيثين سخفاء. عقدنا صداقات فورية مع البعض، وانسجمنا بشكل مثالي من لحظة التقائنا، وتمنينا الالتقاء مرة أخرى على إفطار اليوم التالي، لكن في إفطار اليوم التالي يكونوا قد رحلوا، وغالبا لا أراهم مرة أخرى.
الوضع مشتت للغاية. وأنا وجدتي لا نتحدث أبدا عن مجيء ورحيل هؤلاء الغرباء عن المنزل. لكني أراقبها ووجهها يتورد عندما تدخل إلى غرفة الطعام، متكئة على عكازها، تتحرك ببطء شديد، بالكاد حركتها محسوسة. حينئذ يقف شاب من مكانه يزيح منديل المائدة من على ساقيه، ويذهب لمساعدتها حتى تجلس وتستقر على كرسيها. تتكيف مع حضوره بابتسامة متوترة، وإيماءة كريمة.
أفكر في أنها الآن مثلي، مستاءة لأن الشاب الذي لم يكن موجوداً في الصباح حتى، لن يكون متواجدا في الغد، ولا يزال يتصرف كما لو أن هذا وضع طبيعي. بالتأكيد، تأتي أوقات، لا يكون الشاب الجالس على مائدة الطعام راقيا في تعامله، يكون مجرد شاب نحيف أعزب، يأكل طعامه بصمت وسرعة ويغادر قبلنا. أو ربما تكون امرأة عجوز متجهمة عابسة في وجهنا، وتبصق قشرة تفاحتها المخبوزة على حافة طبقها. ولا نستطيع فعل شيء في هذا. فكيف نطرد أشخاصا لم ندعوهم أبدا، ويغادرون من تلقاء أنفسهم دون استئذان، عاجلاً أو آجلاً؟
على الرغم من أني وجدتي من جيلين مختلفين، لكن كلتانا تربينا على ألا نسأل، فقط نبتسم عندما لا نفهم الأشياء.
***
قصة السلامي المسروق ( A STORY OF STOLEN SALAMIS )
كان المالك الإيطالي للمنزل الذى يسكن فيه ابني في بروكلين، قد خصص سقيفة خلفية خارج البيت لتمليح وتدخين السلامي. وفي إحدى الليالي، ووسط موجة التخريب والسرقة، أقتُحمت السقيفة وسُرق السلامي. في اليوم التالي تحدّث ابني إلى مالك المنزل مواسياً له على السجق” المختفي. كان مالك المنزل مستسلماً ومتماسكا، لكنه صحّح له وقال: لم يكن ما اختفى السجق، لقد كان السلامي.
حينها نُشرت الحادثة في واحدة مِن أكثر مجلات المدينة شهرة. نُشرت على أنها حادثة مسلية فعلها السكان الملونون. في المقال سَمّى الصحفي البضائع المسروقة بـ«السجق». عرض ابني المقال على مالك المنزل والذي لم يكن قد أطلع عليه مِن قبل. تحمس المالك وفَرِح لأن المجلة رأت أنه من المناسب نشر مقال عن الحادث، لكنه أضاف: لم يكن ما سُرق سجقا. بل كان سلامي.
***
قصة سوزي براون ستتواجد بالمدينة (SUSIE BROWN WILL BE IN TOWN)
ستتواجد سوزي براون فى المدينة. ستحضر إلى المدينة لبيع أشيائها. سوزى براون سوف تنتقل للعيش بعيداً. هى تريد بيع فراشها الملكي الكبير. هل نحن نريد فراشها الملكي الكبير؟ هل نريد أريكتها العثمانية؟ هل نريد أشياء حمامها؟
حان الوقت لنقول وداعاً سوزي براون. لقد استمتعنا بصداقتها. لقد استمتعنا بدروسها فى التنس.
***
الغرباء وقصص أخرى لِـ ليديا ديفيس؛ ترجمة سماح ممدوح حسن
اقرأ أيضا:
قصة «الخادمة» للأمريكية ليديا ديفيس
سماح ممدوح حسن؛ مترجمة وكاتبة مصرية