بقلم سيف المسكري
شهدت ليلة الأربعاء الموافق 12 أكتوبر 2022م أمسية قرائية في رحاب مكتبة «لوتس» في مدينة الخوض، كان عنوانها جدلية اليراع والسيف قراءة في كتاب العلماء والسلطة في عمان 1749 – 1913م. والكتاب من الإصدارات الحديثة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، لمؤلفة الباحث في التاريخ العماني الدكتور ناصر بن سيف السعدي.
أدار الأمسية يونس بن جميل النعماني وعبر قراءتين كانت الأولى لسيف بن عدي المسكري الذي استعرض فيها الشق التاريخي من الكتاب الذي جاء في أربعة فصول مسبوقة بفصل تمهيدي ناشدة تحقيق جملة أهداف أهمها: الكشف عن مظاهر النزاع السياسي حول الحكم وآليات تداوله وأثر ذلك في مواقف العلماء، وبيان مواقف العلماء من الأزمات السياسية والتدخل الإقليمي والأجنبي. والنظر في الأسباب التي دفعت العلماء إلى معارضة السلاطين. والكشف عن دور العلماء في إقامة نظام الإمامة وطبيعة علاقتهم بالأئمة. كما ناقش المنهجية التي اتبعها المؤلف وماهية الببليوجرافيا التي اتكئ عليها في دراسته، مع التعريج على جملة من الأحداث التاريخية التي كانت مثار جدل حول العلاقة بين هاتين المؤسستين في الفترة محل الدراسة.
طفي حين قدم القراءة الثانية الباحث يوسف بن احمد أمبوعلي الذي فاصل في كون أي نتائج معرفية معتبرة لابد أن تقام على أسس علمية مؤسسة، أي لابد من العمل على تأصيلها أولا والاتفاق على معانيها وحدودها، ومن ذلك ما يطلق عليه الفكر السياسي سواء منه الاسلامي بكل عام أو الإباضي بشكل خاص، ثم بعد ذلك يمكن القول إن الدولة العمانية الأولى سنة 132ه نشأت على فكر سياسي إباضي، ناهيك أن كل الأفكار والقواعد المطروحة في الإدارة السياسية لا تشكل مقدسا في غالبها لا يمكن المساس به، إذ من المتفق عليه أن القاعدة الأساس التي يقوم عليها المشروع الإسلامي العام هو العدل والحرية والمصالح الإنسانية، وبالتالي فالدائرة الموضوعة للعمل في الفكر السياسي هي دائرة واسعة يمكن العمل داخلها ما لم تتجاوز هذه الأركان الثلاثية التي يتفق عليها معظم الاسلاميين والعقلاء العاملين في الحقل المعرفي الاسلامي بشكل مخصوص. ومن هذا المنطلق فليس لأحد الحق في احتكار الأمر، والنظام السياسي الحديث يقدم شكلا نموذجبا معتبرا من السلطات التشريعية والرقابية والإدارية، كما يشكل الإعلام – بالحرية المستحقة – ذراعا رقابيا ناقلا ذلك للجمعيات الأهلية والشعبية ومنها الى البرلمان لتعديل العمل السياسي وإصلاحه والعمل على تقويمه وتقييمه. أعقب ذلك جملة من المداخلات أثرى بها الحضور موضوع القراءة. ومما يوجب التنويه أن هذه الفعالية تدخل ضمن خطة المكتبة في تنشيط الحراك الثقافي، ومواكبة المستجدات في عالم الكتاب محليا وعربيا.