صدرت عن دار كتوبيا، سلسلة « حارس » للروائي المصري ميسره الدندراوي. صدرت الرواية على سلسلة من ستة أجزاء وعلى عامين 2022، و2023. وهي: حارس-1: لا أحد يذهب إلى الصلاة. حارس-2: سيكون هناك دم. حارس-3: الخواجة والعفريت. حارس-4: صفحات مفقودة. حارس-5: تأثير البُصلة. حارس-6: الليلة الأخيرة.
- لا أحد يذهب إلى الصلاة
كُتبت سلسلة حارس في أجزاءها الستة بطريقة السرد المعاصر يقابله سرد تاريخ ضارب في القِدم. وقد كُتب السرد المعاصر بطريقة تشبه كتابة السيناريو. مشاهد موصوفة بـ”ليل داخلي، أو نهار خارجي” وتدرو أحداثها فى المستقبل القريب، عام 2030. يحكي الجزء الأول من السلسلة عن جريمة قتل لأربعة أشخاص على أوقات مختلفة لكن الجميع قُتل بالطريقة عينها. الحبل الخشن، اقتلاع القلب وتثبيت ريشة مكانه، وترك القاتل آية مكتوبة بالدم على ورقة بجوار القتيل، آية من الإنجيل أو القرآن أو التوراة، بحسب ديانة القتيل “والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم، حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام”. أما القاسم المشترك بين جميع القتلى هو مكانتهم المرموقة مجتمعيا.
في كل مشهد من مشاهد هذا الجزء يحاول المحققون والطبيبة الشرعية “إيرين” حل لغز القاتل المتسلسل، بالإضافة لتصعيد المسألة إلى أعلى المناصب الأمنية في الدولة لما أثارته من مخاوف بين المواطنين، وأيضا لمصادفة توقيت الحادث مع زيارة رئيس وزراء إنجلترا لمصر في العاصمة الإدارية الجديدة.
وحتى نصل إلى المشهد الأخير فى جزء لا أحد يذهب إلى الصلاة، ننتقل إلى عصر آخر، وربما إلى جزء من أسطورة “حي بن يقظان” حيث نرى طفلا إنسانا، يُربّى بين حيوان ابن آوى والهوام، لا نعرف له أبوين، ينتظر حتى يتلقى أمرا من “سيده” بالخروج من كهفه. لا يعرف هذا الطفل كيف تعلّم كل ما يعلمه من أسماء الموجودات حوله وماهيتها، ويشك أنه عرفها من “سيده” الذي يزوره من حين لآخر. فى إحدى الزيارات، بعدما كَبُر الطفل، عرف أنه “الوليد الملكي” وعرف أنه ما عاش تلك الحياة لأنه يُعدّ لأمر جلل. وهنا ينتهى الجزء الأول.
2. سيكون هناك دم
“ماقد كان كان، ما يجب أن يكون… سيكون” في هذا الجزء من رواية حارس سنعرف مًن هو الطفل الهائم في البرية الذي ترضعه وتربيه بنات آوى، “أنبو، الوليد الملكي” سنعرف أن هذا الوليد من سلالة ملكية لقدماء المصريين ممن تحكي عنهم أسطورة الرواية بأنهم “المتحولون الثلاثون“. الاكتشاف الذي أدى لمقتل الدكتور مهدى عطا الله، وهو أحد القتلى الأربعة، وأيضا هو من توصل إلى نظرية أن هناك سلالة من المصريين، ثلاثون شخصا، يتمتعون بقدرات خارقة وقادرين على العيش لآلاف السنين، وقديماً رفع المصريون هؤلاء المتحولين الثلاثين إلى مصاف الآلهة. المتحولون بالمقابل نشروا دماءهم الخارقة بين المصريين عندما تزوجوا منهم. لكن لم نصل بعد لنهاية الأسطورة، هي فقط إرهاصات ستكتمل في الجزء التالي. وسيلقى هذا الجزء الضوء على أسطورة (ماعت) الآلهة المصرية القديمة، وأسطورة وزن القلب البشري مقابل الريشة، وهو المرجع الذى أتبعه القاتل الخارق بحسب وصف طريقة قتل الدكتور مهدي أستاذ علوم الدم.
3. الخواجة والعفريت
ينضم إلى فريق التحقيق في مقتل الأربعة أشخاص البارزين، المحقق مايكل سميث الشرطي الإنجليزي، لأن أحد الضحايا حاصل على الجنسية الإنجليزية ويعتبر أحد مواطنيها، لكن لا يقتصر أمر المحقق سميث على هذا وحسب، بل هو الشخص الخطير الذى يخفي سراً غامضا لن يبوح به الآن. ولا يقل عنه غموضا العقيد “محمد الحارس” رئيس فريق التحقيق المصري، والذى تداهمه أغرب الكوابيس والرؤى. والذي له علاقة بموت أحد الضحايا بشكل مباشر، حيث كان له تاريخ مع أحد ألأطباء المقتولين عندما ذهب بزوجته المريضة بالسرطان فعالجها الطبيب بدواء تجريبي لم يحصل على موافقة وزارة الصحة وهذا الدواء عجلّ بموتها. وبالبحث الجنائي تبيّن أن للضابط آثار في كل مواقع الجرائم.
أما بالنسبة للحكي التاريخي الأسطوري في هذا الجزء العفريت والخواجة، فيحكي أسطورة إيزيس وأوزوريس وحورس. الأسطورة المصرية القديمة التى تولدت منها عشرات الحكايات الحديثة مثل “الأسد الملك”. سِتْ أو زير، وأنبو. أو ست وأوزوريس وحورس. وحكاية مؤامرة ست لقتل أخيه وابنه أنبو، الوليد الملكي.
4. صفحات مفقودة
سنقرأ في هذا الجزء حكاية تاريخية أخرى، عن مقتل أحد ملوك قدماء المصريين، الملك الشاب توت عنخ أمون وعن المؤامرة التي حيكت لإزاحته عن العرش، وهي النظرية التى نفيت بالأبحاث الحديثة.
في هذا الجزء سنرى كيف وقع في كلا الزمنين، المستقبل القريب وعصر قدماء المصريين، وفي البقعة الجغرافية عينها، مصر. جرائم قتل لأشخاص مهمين سواء الأطباء الأربعة وخامسهم آت وهو وزير الصحة، وجريمة قتل الملك الشاب توت عنخ أمون، الجريمة التي سيكشفها قارئ الموتي “أنبو” في عصر قدماء المصريين.
ما هي علاقة الضابط المصري “محمد الحارس” المكلف بالتحقيق في قضية مقتل الأربعة، بالمتحولين الثلاثة وما هي دلالة أحلامه وكوابيسه الغريبة التي زادت حدتها والتى يرى فيها نفسه في بلاط ملكي وينزع كائن مقدس قلبه من صدره، وكيف وهو ضابط شرطه غاب تاريخه الشخصي كاملا من السجلات الرسمية ولا يوجد له أثر إلا بضع سنوات قضاها فى بيت الرجل الذي تبناه بعد وفاة أبيه؟
5. تأثير البُصلة
تستمر الرواية في السير في الخطين الزمنيين المختلفين، مع تماثل الحدثين. في حياة المصري القديم “أنبو، حورس، قارئ الموتى” يكتشف مؤامرة مقتل توت عنخ أمون الملك الشاب بثلاث طرق مختلفة، الضربة على الرأس، والتسمم بالمادة الكيميائية وسمّ الأفعي. وكشف هذا أمام الآلهة، رع وأمون وباستت وماعت وتحوت. لكن ست وهو القاتل قَلَب موازينه وحاربه وشن حملة عسكرية لردم بئر المتحولين والذي منه يستمدون الطاقة التي تجعلهم بأكمل صحة وقدرات خارقة رفعتهم لمصاف الآلهة وجعلتهم شبه خالدين، يعيشون لآلاف السنين. لكن قبل أن يردم ست البئر، نفح أمون لأنبو نفحة منه تجعله خالداً من بعدهم.
أستمرت الكوابس الغريبة في مهاجمة الضابط محمد حارس، الذي شك فريق التحقيق أنه القاتل وقُبض عليه، فهل هو القاتل؟ هذا ما سيخبرنا به الجزء السادس والأخير، ومنه سنعرف ما علاقة محمد حارس بالمتحولين الثلاثين والكابوس الذي يحلم فيه بكائن له رأس طائر أبو منجل وجسد إنسان ويحاول انتزاع قلبه وردم بئر لا يعرف عنها شيء وجيش يحاربه.
6. الليلة الأخيرة
في الجزء السادس والأخير نصل لنهاية حكاية حارس والمتحولين الثلاثين. سيتضح في النهاية أن الضابط محمد حارس هو أحد هؤلاء المتحولين دون أن يعرف ذلك. وهو لم يدافع عن نفسه بعد إتهامه بإرتكاب جرائم القتل السالفة لأنه مريض سرطان بالمراحل الأخيرة وأراد موتاً سريعا بعد الحكم عليه بالإعدام. لكن الضابط “سيف” الذي عاش معه عُمراً كاملا ويعرف عنه كل شيء، سيكشف الحقيقة ويخّلصه مِن التهمة. وهو الذي أطّلع مِن قبل على الحقيقة التى ستغيّر التاريخ بعدما عرف أن الآلهة المصرية القديمة لم يكونوا إلا بشرا بمواصفات استثنائية، قدرات خارقة وأعمار مديدة لكنها ليست أبدية.
سيحل في هذا الجزء من الرواية، ضيف إنجليزي معروف وهو الروائي والطبيب البريطاني “أرثر كونان دويل” صاحب سلسلة الرواية البوليسية الشهيرة، شيرلوك هولمز. بما أن “حارس” أحد المتحولين، فقد عاش أعماراَ مديدة تقارب الألف عام وفيها تنقل في كل الأزمان والبلدان والشخصيات “أنا مَن كنت يوما قارئا للموتى في بلاط بطلميوس، وطبيباً في بلاط قيصر، وشرطي في عسس المعتصم، ومحققا خاصا في لندن، وكبير محققين في الشرطة السلطانية، وضابطا في الأمن الوطني”. ومن ضمن كل تلك الشخصيات عَمِلَ كمحقق إنجليزى يتولي التحقيق في سلسلة جرائم غريبة ينتزع فيها القاتل قلب الضحايا ويعاونه في التحقيق الطبيب أرثر كونان دويل.
نعود بالزمن حتى العام 2030، سنة حكي القصة التى يَمثُل فيها إنبو باسم حارس الضابط المتهم. في هذا الجزء سيختفى المحقق “مايكل سميث”، بعدها سنعرف أنه هو نفسه “ست” وهو الآخر متحوّل لكنه لم يقنع بسنوات طوال بل أراد الخلود الأبدي، وما ارتكب كل هذه الجرائم على مر العصور إلا ليحصل على سر الخلود من “إنبو أو حارس أو حورس” أو أياُ ما كان الاسم الذى يعتنقه في كل زمن.
نعرف أن البئر المقدسة موجودة فى بلدة “ميت رهينة، بيت تحوت” التي وصل إليها ست بحثاً فيها عن البئر الذي تم ردمه منذ سنوات. ثم يُلقي لعنة على كل مَن يقترب من المكان بعدما أثار عاصفة رملية عاتية وغريبة على مناخ هذا الجزء من العالم، تصيب مَن تطاله بأمراض جلدية مميتة. سيعرف حارس بالحقيقة ويتواجه مع ست عند البئر ويستطيع التغلب عليه وتنتهي حياة ست ومعه العاصفة والمرض. لكن حارس الذي أوشك على الموت بعد النزال مع ست وفتك السرطان به، نُقل إلى المستشفى وهناك يزوره اثنين من المتحولين في حالة تخفّي، ويحقنوه بماء البئر المقدسة ليكمل مسيرة حياته الطويلة لمائة أو ربما لمائتي عام أخرى. وربما ستكون تلك حكايات الأجزاء التالية من القصة كما أفاد الكاتب فى نهاية الجزء 6.
سماح ممدوح حسن؛ مترجمة وكاتبة مصرية