ملف خاص: خالد خليفة.. الغائب الحاضر
تنشر مجلة قناص بمشاركة مجموعة من الكتاب والنقاد ملفاً خاصاً عن الكاتب الروائي السوري الراحل خالد خليفة (1964-2023)؛ احتفاء بتجربة روائية ذات خصوصيّة للراحل الكبير الذي رحل عنا مبكرا، لكنه ها هنا حاضر بيننا. تلك التجربة الروائية القريبة من نبض الواقع في تناولها لمعاناةِ شعبٍ طالما عانى ويعاني، فكانت المرآة الحقيقيّة لآلامها وآمالها في الآنِ معاً.
كاتب سيناريو وروائي سوري (مواليد حلب، 1964). ترجمت أعماله إلى الكثير من اللغات. في رصيده ستّ روايات: «حارس الخديعة» (1993)، «دفاتر القرباط» (2000)، «مديح الكراهية» (2006) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة، «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» (2013) التي وصلت أيضًا إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر وحازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2013، «الموت عمل شاق» (2016)، و«لم يصلِّ عليهم أحد» (2019) التي أدرجت على القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية. للكاتب أيضًا عدد من المسلسلات التلفزيونيّة منها «سيرة آل الجلالي» (1999) ومسلسل «هدوء نسبي» (2009).
جاءت مقالات الملف تحت العناوين التالية:
الشاعرة السورية نور نصرة تُلقي فقرة من رواية مديح الكراهية لخالد خليفة – فيديو
سأراكَ بوُضوحٍ دائماً كمَا لو أنكَ ما زلتَ ترقصُ ضاحكاً في عُرسي | د. مازن أكثم سليمان
يُمكِنُ في هذهِ النُّقطة بوجهٍ خاصّ، الحديثُ عن نمَطٍ واضِحٍ في حُضورِ خالد وشخصيَّتِهِ؛ إذ يجمَعُ بينَ المُثقَّفِ الذي يُحافِظُ في أعمالِهِ ومَواقفِهِ على درجةٍ رصينَةٍ مِنَ النُّخبويَّة غير المُؤدلَجَة، ويعيشُ الحياةَ (أحياناً) كإنسانٍ مُتوازنٍ نسبيَّاً، وكصُعلوكٍ يتراقَصُ على حوافِ التَّسكُّع والجُنون والمُتَع في أغلَبِ الأحيان.
ولهذا، بدا خالد في حياتِهِ وفي مماتِهِ أشبَهَ بظاهِرَةٍ في المَشهدِ الثَّقافيّ السُّوريّ، ولم أُبالِغْ (أنا أو غيرِي) حينَ بدَأنا نندبُ كالثّكالى، ونتباكَى عليهِ بحُرْقَةٍ مُردِّدينَ أنَّ دمشقَ أصبَحَتْ خاويةً بِرحيلِهِ؛ ذلكَ لأنَّ خالداً لم يرحلْ وحدَهُ؛ إنَّما رحلَتْ معَهُ مرحلةٌ كامِلَةٌ، وظاهِرَةٌ مُتشابِكَةٌ معَ أحداثٍ كُبرَى حلَّتْ في البلَد، وبما يتزامَنُ خلالَ العقدِ الأخيرِ على الأقلّ، بغِيابِ أسماءٍ فكريَّة وثقافيَّة وسياسيَّة كثيرة …
الكتابَةُ (عمَلٌ شاقٌّ) يا خالد، هذا ما أشعُرُ بهِ الآنَ، وأنا أُحاوِلُ أنْ أبدأَ بخطِّ هذهِ السُّطورِ عنْكَ..
الخال.. خالد خليفة | سامر إسماعيل
حين رحل خالد خليفة «الخال» كما يسميه السوريون عن عالمنا، لم يصدق أحد ذلك. لا يمكن لخالد أن يرحل، ولا يمكن أن يحدث ذلك، بعد رحيله ظل يرافقني كل لحظة يمشي ويعيش معي إلى أن رأيت وجهه وهو مسجى …
حارس الخديعة خالد خليفة.. لا غفران لكلّ ذلك الموت | فاتن حمودي
الوضع التراجيدي في سوريا، الألم، الشتات، مدن تنزاح، كل هذا جعل من أغنية خمرة الحب، خمرة الحرب، في البحث عن لغة توازي قصة موت معلن، هكذا تصبح الكتابة نسغ الحياة، ويبقى خالد هناك معانقا تراب وطنه المغمّس بالدم، وتبقى ضحكته المجلجلة ترن وترن وترن، فقط اسمعوا جيدا …
عن النص الروائي الأقل شهرة لخالد خليفة.. حارس الخديعة | سوزان المحمود
بالنسبة لأي قارئ مهتم بأعمال خالد خليفة يقع هذا النص في مكان شديد الأهمية ليس فقط لأن هذا النص ينتمي إلى الواقعية السحرية التي تفجرت فيها عوالم خليفة التخيلية الأولى، لكن لأن هذا النص يحمل بين طياته عجينة عوالم روائية ستتناسل من بين يديه مع الوقت وتشكل هياكل أعماله الروائية الأكثر شهرة …
رواية «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة».. غرنيكا العذاب السوري | محمود هدايت
لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة: الموتُ هو اكتمال الذكريات وليس غياباً أبدياً؛
خالد خليفة روائي من طراز خاص، يكتب لتشريح فكرة الألم السوري، ويرى أن لا خلاص من المحنة إلا في التحديق المباشر في عيون الكابوس.
الكتابة عند خالد خليفة هي كما الموت عمل شاق؛ لأنَّها تنطلق من جسد ولحم المحنة المُعاشة، تلك الخطاطة السرية للإنسان المتمثلة بالجسد، والتي هي «ذاكرة موشومة» بحسب عبد الكبير الخطيبي …
«لم يُصلّ عليهم أحد» ومسارات الكتابة عند خالد خليفة | عارف حمزة
من يُراجع تجربة الروائي السوري الراحل خالد خليفة، وكذلك من خلال آراء وانطبعات قرائه المُقرّبين والمجهولين، سيجد بأن تجربته لم تكن تجري في خط واحد. بل حتى أن أسلوبه الحكائيّ واللغويّ ربما تغيّر في أعماله الأخيرة، ولم يبق على حالة واحدة تدلّ على أسلوبه الخاص، ضمن تجربة الكتابة الروائية السورية.
هذا التغير طال حتى عناوين أعماله قبل الرواية التي شكلت حداً فاصلاً ضمن تجربة خالد خليفة، فيمكن المرء أن يقول بأنها أصبحت ما قبل «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» وما بعدها. فالعناوين الأولى كانت مكونة من كلمتين. من جملة اسمية: حارس الخديعة، دفاتر القرباط، مديح الكراهية. بينما تحولت بعد ذلك إلى جملة فعلية، أو اسمية تتعدّا الكلمتين: لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة، الموت عمل شاق، لم يُصلّ عليهم أحد …
خالد خليفة الخالد في الذاكرة.. قراءة في رواية: لم يصل عليهم أحد | دعد ديب
رواية تفيض بالعشق والموت كمتناقضين يحفلان بالمجازات والرموز، فالعنوان منذ البداية تأثيث لموت قادم، ترى من هم الذين لم يصل عليهم أحد ليفتح مروحة من الإمكانيات المتعددة لهذا الموت الذي بقي يشاكسه حتى التقاه أخيرًا؛
يرسم سوريا بكل ألوانها بفسيفساء التنوع الثري الذي يجمع ثقافات متعددة من طوائف وإثنيات وقوميات مختلفة وإمكانية الحب الهائلة للتعايش جنبًا إلى جنب، الأكراد والعرب والأرمن، المسيحيون والمسلمون واليهود كلها ألوان للجسد الواحد …
حول البنية الروائية في «لم يُصلِّ عليهم أحد» | المثنى الشيخ عطية
لا يخرج القارئ من أسره بشغف اكتشاف الكيفية التي تصاغ بها رواية ملحمية تخوض تحدّي بلورتها عالماً مشدوداً بين ثنائية الحبّ والموت، ومعلّقاً بسحر ومآسي «الحب المستحيل»؛
يحرّك خليفة محتوى فصول الرواية بمنظومةٍ سرديةٍ يغلب سردُه فيها كراوٍ عليمٍ على سبعةِ فصول منها هي: (الطوفان، أمي حبة فاصولياء مفلطحة، قبر وسط حقول الكرز، الطريق الشاق، عالم يتداعى، صيف العاشق، سرير القدّيس الليّن) …
الموت عمل شاق.. خالد خليفة وتفكيك ميكانو الموت | رولا حسن
يفكك خليفة الموت وأسئلته المرعبة على طاوله الحياة ليصبح سؤال الحياة والحرية صغيرا أمام قسوة الموت وكثرته في حرب لا ترحم أكلت كل شيء، وتركتنا جميعا أمام أسئلة النقصان والخسارة والخذلان …
رعب المكان في رواية «الموت عمل شاق» | فاضل متين
بدأت علاقة الإنسان السوري بوطنه تتفسخ ولم يعد هناك أي رابط حميمي مع أرضه التي ارتضت أن تلبس ثوب الموت …
خالد خليفة.. سفينةٌ مهاجرة يشتاقها البحر | نسرين بلوط
كان الروائي السوري الراحل خالد خليفة يتوهّج في سرده المستفيض في رواياته وكأنّه يشرف على الرحيل كلّ مرّة، حتّى يبلور نضوجه الأدبي والفكري من خلال تسلسل مبادئه السرديّة، التي يلحّ فيها على تعيين الوصف الدقيق كمدخلٍ أساسيّ فيها. رفض خالد خليفة أن يغادرَ وطنه سوريا، وأصرّ على النضال الفكري في داخل أراضيها، وكان يصنّف الرواية كعملٍ مضنٍ يجرف أحاسيسَ الكاتب.
ستشتاق الرواية لقلم خالد خليفة مثل شغف البحر بالسفن المهاجرة، وستفتقده حلب حتّى النخاع …
خالد خليفة ولُغزُ الكاتب | بهاء إيعالي
في المرحلة الأولى كان خالد بالنسبة لي ذاك الكاتب البعيد، الكاتب الذي أحبُّ ما يكتبه وأحبُّ مشاهدة مسلسلاته أيضًا، كلُّ هذا عن بعد، أي أعرف كتاباته ككاتب وليس هو كشخص، وهذا ليس بالشيء الغريب وقتها. لكن ثمَّة أسئلة كانت تدور بخلدي، شأني شأن أي شخصٍ ساذج: هل هذا الرجل يأكلُ مثلي؟ ينزلُ إلى السوق ويشتري حاجياته مثلي؟ هل لديه أصدقاء؟ كلُّها أسئلة ساذجة من قارئٍ ساذج، من فتى ساذج، أُعجِبَ بكاتبٍ كبير، لأنَّ ما يكتبه المؤلِّف، ومهما كان ذا خصوصيَّة، إلَّا أنَّه لا يشي بكلِّ ما يتعلَّق بحياته …
مُنتخبات من كتاب «نسرٌ على الطاولة المجاورة» لـِ خالد خليفة: الأقسى من الكتابة انتظارها
المستبدّ يحبّ أشباه الكتّاب. المستبدّ يكره الكتّاب، فمهما اقتربوا منه يبقوا خارج دائرته، وبذلك يستطيعون الاقتراب من الحقيقة التي ترعبه دومًا. المستبدّ يكره الكتّاب لأنهم يحطّمون سرديّته وتماثيله …
خالد خليفة.. الغائب الحاضر | نبيل سليمان
إلى أن تُنشر الرواية المخطوطة لخالد خليفة، سيظل ما أودعنا من عالمه الروائي مثل القمر الذي عليه أن ينتظر يوماً أو لحظة قبل أن يصير بدر التمام …
حوار مع الراحل خالد خليفة: أكتب عن حلب، مدينتي المتغلغلة في أعماق روحي
حوار: مايكل صافي / الغارديان 1 يوليو 2023. ترجمة: عماد الأحمد؛ مجلة قنّاص، 1 أكتوبر 2023
حوار مع خالد خليفة: الشيء المؤكد أن أعمالي استطاعت أن تدافع عن نفسها
حوار: عماد الدين موسى / مجلة الدوحة، نوفمبر 2020
***
ملف خاص: خالد خليفة.. الغائب الحاضر؛ من اعداد عماد الدين موسى، تحرير وإخراج زاهر السالمي
روعة وجمال وصدق ابداعي متميز/ملف الروائي الراحل خالد خليغه/عودة قناص للتوهج والاحتفاء بالابداع المتميز خاصة لمن رحل وغاب عنا وكاد العالم ان ينسينا اياه.
سماء عيسى – شاعر عُماني