أرخبيل النصوصجُذْمور الشعر

قصائد من ديوان «مأخوذاً بجمالٍ ثانٍ» لـِ مازن أكثم سليمان

قصائد من ديوان «مأخوذاً بجمالٍ ثانٍ»، الصادر حديثا عن دار خطوط وظلال في الأردن 2023، للشاعر السوري مازن أكثم سليمان

***

دُروب الثلج المُغني

على أرضٍ تغرِسُ سبّابَتها

في عُيونِنا المُحدِّقةِ بالأُفُق

وتهدِمُ قلوبَنا

بزلازِلها وجرَّافاتِها السَّوداء

وتقطَعُ حبالَنا الصَّوتيّة

بمِقَصِّ الرِّقابة

فتهوي أناشيدُنا، وتتحطَّمُ

مثلَ بهلواناتٍ غامَروا بعُروضِهم

وسقَطوا من دونِ شِبَاك أمانٍ

يُمكنُنا سَماعُ جَرَسِكَ يا بابا نويل

ولنْ تُقنِعَ أحداً

أنَّهُ حانَ مَوعِدُ الاحتفال.

ستقولُ، كشهادةٍ مَجروحة لِنجمةٍ مُترقِّبة:

_ الأشجارُ حنونةٌ هذا اليوم..

ستحقنُ الظِّلالَ بتِرياق الحَدْس

وتُمَشِّي الماءَ حافياً فوقَ عينيكَ

حُنجرتُكَ عُشٌّ وزقزقة

وفمُكَ يُرَيِّشُ بمَجدِ الدِّفء:

] العِناقُ شُرفةٌ مُهاجِرة كرائحة البُنّ

ومِزَقُ الرّيح رسائلُ بحرٍ مُنحازٍ إلى نافذة

لهذا تنتشِرُ أضرحةُ الحُبّ في كُلِّ مكان [

كالبُحيرات المُنكمِشَةِ بينَ الإسمنت

تبحَثُ للرّحيق عَنْ خَلاصِهِ

عاكِساً على صفحةِ حُزنِكَ المَرْمَريِّ

سِمةَ العَبيرِ في الذِّكرى

جِراؤُكَ التي نبتَتْ من صُلْبِ أوهامِكَ

تجرُّ زلّاجةَ ( الرُّومنتك ) قشعريرةً فوقَ الجلد

والمُخيِّلةُ رغبةُ البَصيرة بالمَدى

رغبةُ المِلح بمُعاشَرة الصُّخور

قبَّلَتْكَ الطِّفلةُ ذاتَ وردة مُتعَبة

لأنَّكَ الجدُّ ذو الهَدايا

قبَّلَتْكَ الفتاةُ الخضراء

لأنَّكَ الرَّجُلُ ذو القلب الأحمر

ورمَقَكَ الذُّكور

بحسَدِ القراصِنة..

/ الكعكُ مُحاوَلةُ العجائبيِّ النَّجاةَ مِنَ العارِ

والكرنفالاتُ مَشروعُ بريقٍ تعثَّرَتْ أسرابُهُ.

إثارةُ الغُبارِ حولَ الحلَباتِ

دُروبٌ سِرِّيّة لِأرجُلٍ مُستحيلةٍ.

شواطئُكَ وغاباتُكَ المَسكوبةُ في الصُّدورِ

طَوابِعُ بريدٍ مُبتكَرةٌ؛

ومَدائحُكَ المَسائيَّةُ تُحَوِّمُ كهذيانٍ بديعٍ

وتلتقي لمرّة وحيدة في حكايةٍ جانبيّة /

. . .

. . .

تُخبِّئُ السَّرْوَ، وتكسُدُ القمَرَ، وترُشُّ الشّوارعَ بالعُطور.

تُطلِقُ حبّات الكستناء كالسّاحر مِنَ الطَّرَف المكسور للمزمار.

تُهَدْهِدُ الصَّمتَ على يدِكَ كغيمةٍ عرقى،

مُلتحياً بضعَ لحظاتٍ مِنْ ضَحِكات الأطفال.

. . .

. . .

مَنْ يراكَ تُفاجِئُ الوَجَلَ بزَحْفٍ طويلٍ فوقَ نُدَفِ البراءة

يُؤمِنُ أنَّهُ شتاءٌ لا يُضاهيهِ شتاء..!!

مَنْ يراكَ تلفَحُ العُمْرَ بلهبِ الأجراس

يودُّ لَوْ يبني بيتَهُ تحتَ قُبّعةِ الحنين..!!

… غريقاً تتشبَّثُ بالأرَق

غير هَيّابٍ مِنَ المُستتِرِ في التَّصفيق

تسرِقُ أهدابَ النَّومِ مِنْ نعَسِي

فتقبِضُ يدايَ على الشّرشف المَسْحوب بقوّة:

] أريدُ أنْ أظلَّ مَرْتعاً للخُمول

أنْ أكبُرَ في مدُنٍ صُلْبة كالفولاذ

هُناكَ لا تُذكِّرُني لوثةٌ قديمة

بشاهدةِ السّعادة

فأنا لا أهوى التَّمتمةَ على القُبور

ولا أجيِّشُ الوقتَ للمَشاعِر [

/ _ لم يطلُبْ مجيئيَ أحدٌ، لكنَّني كمجانين المدن أصِلُ بلا دعوة، أداعِبُ الضّوء النّعسان في المُهجة، وأسَيِّرُ الطُّمأنينةَ كالفُصولِ بلا عجَلات. لم أولَدْ في السّوق، ولا أتقِنُ تجارةً، قسوةٌ تُعَلِّفُ روحَ العالَم، ولا حاجةَ لنرى النَّصْلَ كيْ نتأكَّدَ، كيْ نعرفَ كيفَ نتحاشى الوحشَ: هل كانَ يجب أنْ نعيشَ الموتَ في البراري لا القتلَ في القُصور..؟!! الوهجُ الذي رأيتُهُ ذاتَ يومٍ تلاشى تباعاً، والحياةُ أوْرَثَتْ أمراضَها الذّهبيّة.. /

… بدا هارِباً مِنْ بندقيّةٍ ما

دقَّقْتُ في المَشهدِ، ولَمْ أجِدْها..؟!!

صُرَّتُهُ تمتلئُ بالحكايا النّازفةِ

وطريقُهُ مهما طالَ

لنْ يبلُغَ رأسَ السّنةِ

نسيَهُ الصِّغارُ هذا العام

تذكَّرَهُ الفُلْكلور المُؤجَّل

دخَلَ ذكرياتِهِ عُنوةً فاختنَقَ

تسلَّلَ فوقَ أشواكٍ لَوْ مشى عليها الأمَلُ المَيْتُ لأدْمَتْهُ

حينَ رأتْهُ الحارةُ القديمةُ شَهَقَتْ فرَحاً

أشارَ بإصبعِهِ أنِ اصمُتي كيلا يطرُدَني الأهلون

رسَمَ قطّةً على الحائطِ فماءَتْ

كذَبَ كِذْبةً بيضاءَ صارَتْ كُوخَ الجميع

/ عَنْ سُترةٍ مُحلّاةٍ باليعاسيبِ المُرقّطة

وحدائقَ مُخَضْرَمةٍ كجُذْوة النُّجوم /

وقبلَ أنْ يُفتَضَحَ أمرُهُ

غادَرَ دُروبَ الثَّلج المُغنِّي

لحنَ سَكْرانٍ يتدحرَجُ فوقَ السُّطوح

أشواقاً مُلوَّنةً بأخْيِلَةِ الشّاي

وأصابعَ فجْرٍ تعزِفُ على قلب الفَجْر

لَمْ يترُكْ ذكرى أشدَّ إيلاماً من شتاءٍ ناقصٍ

فتَحَ ثغرةً، وأغلَقَ ثغرةً، ولم يلتَقِ بنفسِهِ أبداً

كانتْ دُمى الفرو تغازِلُ المَصابيحَ الدَّمثة

كانتِ السَّيّاراتُ الصَّغيرةُ رحلةَ الأطفالِ في حفلةٍ لا تبدَأُ

بالغارِ زيَّنَ شَعْرَ الأُمنيات

وأنارَ بالرَّمْزِ شُجيرات الميلاد

ولَمْ يَصْحُ أحَدٌ..؟!!

_ بجميعِ اللُّغاتِ كنتُ أنزِفُ

ظنُّوا أنِّي ابتسامةٌ عابِرة على مَبْسَمِ الفَراغ

شبَّهوني بلمسةٍ ضامِرة خلْفَ أريكة

نزَعوا عنِّي المَجازَ

وكانتْ موجاتُ البَثِّ المَفتوح مُغلَقةً على ضَجيجِها

/ لسْتُ مِداداً للعُشّاق القادمينَ

لكِنْ لي مُسوِّغاتُ عُشْبة /

لَمْ أبِعْ ثوبي ليُغْزَلَ منهُ سجّادٌ أعجميٌّ فاخر

ولَمْ أمتلِكْ شِبراً واحداً خارجَ الأثيرِ

مَنْ في الأعيادِ ليسوا قَرائِنَ لنوارسي

وعلى تجاعيدِ هذِهِ الأرض

لَمْ تتوقَّفْ زنابقي عَنِ الانزياح

تَفِرُّ الفراشاتُ مِنْ دُموعي

ووحدي أملأُ العُيونَ بالينابيع الحيّة

بِمَسامي تُعجَنُ السِّياطُ والمَنافي

وعندما يبلُغُ بي الموتُ ذُراهُ

أقدِّمُ الهدايا لنفْسي

كالسُّور المُغطَّى بالإعلاناتِ

لا أتوقَّعُ أنْ يصيرَ العالَمُ أجمَلَ

لكنَّني أُرَوِّجُ على صَفَحات الرُّوزْنامة

بِضْعَ رواياتٍ عَنْ غدٍ قد يُؤسِّسُهُ الشُّعراءُ

عَنْ عسَلٍ ماهرٍ وصَنوبرٍ أليف

عَنْ ( بينلوب ) غامِضة

تُحرِّرُ رَغْبَتي مِنَ الزُّنْبُرُك

تُعيدُ لَصْقَ الأمواجِ بأصابعي

وعندما أغرَقُ في عينيْها الهائمتيْن

أصرُخُ مُستغيثاً:

_ إيّاكِ أنْ تُقصِّري خيْطَ الهَوى المُلتفَّ حولَ عُنُقِي..

/ تضحَكُ وتضحَكُ

تارِكةً خوفي يتدلَّى وحيداً

مِنْ

مِشنَقةِ

الانتظار

. . ؟!! /.

***

الهَمزة المُتطرِفة

مَنْ ركَعَ أمامَهُم مُستغيثاً

كيْ يُجفِلوا باسمِهِ

طيْرَ الجَمالِ في لُغةِ العُيونِ..؟!!

ألديهِم قواعدُ فَهمِ المساءِ

تقديمُ الرَّملِ، وتأخيرُ الوردةِ..؟!!

أم لديهِم خرائبُ الإضافةِ إلى مَتاهةٍ

وشظيّةٌ في الحالِ المنصوبِ على شَفرةٍ..؟!!

– كُلُّ الألفاظِ مُسَبَّقةُ الدَّفْعِ.

… ولا أحدَ يُصَرِّفُ الفعلَ خُماسيَّ الجهاتِ

أنّى يُجاوِزُ الاسمُ شُجُونَهُ..!!

المَعنى

ليسَ بقرةَ أحدٍ

فمَن سيخدَعُ الفراشةَ مُدّعياً

أنَّ لديهِ إعرابَ الملائكةِ للنّدى المُبهَمِ

وبناءَ الشّجرة على نردِ الأنينِ..؟!!

– كُلُّ الرّموزِ مُسَبَّقةُ الدَّفْعِ.

… وهُنا في الأفئدة

يَفرِزونَ الأحلامَ على الهُوِيّةِ

يستعمِلونَ الكونَ مِراراً، ثُمَّ يُصدِّرونَهُ شرائحَ

يُزخرِفونَ الشّرحَ الوافيَ للبحرِ والحُبِّ والنّجومِ

فيسقطُ مِنْ يدِ طِباقِهِم

نهدٌ..

ما زالتْ تغرِفُ منهُ المُوسيقى مَواسِمَها المارِقةِ.

الشّاعرُ

– كإجاصةٍ وحيدةٍ في صحنِ قشّ –

لا يتوقّفُ عنِ مُصارَعةِ المَجازِ وحشاً يُمزِّقُ  الـ DNA:

] مَنْ نامَ على وسادةٍ مُجنَّحةٍ

ليسَ كمَنْ نامَ بينَ قصيدتينِ تمضَغانِ كلماتِ بعضِهِما [

/  تُعوِّضونَ عنِ المَجهولِ بقبضةِ بندقيّةٍ.. تُؤكِّدونَ أنَّ المَعرفةَ وجباتٌ سريعةُ التَّنكيرِ..

لا نبراتٍ ترونَها غيرَ المَسحوقةِ تحتَ العجلاتِ.. لا حُروفَ جرٍّ تُودّي إلى المَهالكِ..

اللُّغةُ آمنةٌ مادامَ اللّسانُ آمناً، والدُّموعُ لا تغفو في الفواصلِ الدّاميةِ..

النُّقطةُ لم تنقلِبْ يوماً إلى نُقطتينِ، ولم تجِئِ الغُيومُ سَرداً مُفكَّكاً تتباعَدُ في مَطرِها الاستعارةُ الحامضيّةُ..

وحدَها السّطورُ رسنُ الكتابةِ، والغدُ مُرجَأٌ دائماً.. / 

_  كُلُّ الفَجواتِ مُسَبَّقةُ الدَّفْعِ.

تُهذِّبونَ أيّامَ الدَّخلِ المَحدودِ

أو تُجنِّسونَ الحُضورَ في مُؤشِّرٍ رقَميٍّ

تُرسِلونَ القارّاتِ في حوالةٍ هاتفيّةٍ

وربّما تحنونَ رُؤوسَ الأمواجِ

إبريقاً لِسَقْيِ اليبابِ سمَكاً مِنْ أوهامٍ.

العالَمُ قَبْضُ بلاغتكُمْ

حيثُ تعني لكُم الأشرعةُ

هواءً نشيطاً فحسْبُ

ويعني لكُم الشّتاءُ

مِعطفاً كالحاً في مُستنقعٍ.

أنتُم سادةُ نصٍّ

يتبَعُ المُموِّلَ الهُلاميَّ

أنتُم عُملاءُ حقيقةٍ

على قدِّ الرُّكودِ النّاهدِ كصخرةٍ.

…تتملّصونَ ممَا جرى في حدائق الرّواياتِ، مُتجاهلينَ الآتيَ الغامضَ

بعدَ سطرينِ وبضعِ بتلاتٍ لصقتْها الرّيحُ بالجدارِ..

يقبَعُ الضّوءُ بائساً تحتَ أظافركُم، ولا تُحرِّكُ فيكُم الأحداثُ

مُفردةً واحدةً مُغايِرةً…

/ كأنّكُم تزدادونَ قِصَراً

في الدّلالاتِ

أو كأنَّ انسحابَكُم

آخرُ ديكٍ حيٍّ لدى البائعِ /

. . .

. . .

 _مُتناسينَ كُلَّ عصيانٍ في التّأويلاتِ

يحبِسُهُم دورانُ الأرضِ

في لُهاثِهِ

وتُهيلُ الجاذبيّةُ التُّرابَ

على مَحاجرِهمْ

تتشرّدُ أيّامُهُم

هامِشاً هامِشاً

غيرَ آبهينَ بما طواهُ النِّسيانُ تحتَ مَنطوقٍ باذخٍ

أو بما فتَحَتْ فضائحُ الصّباحِ دفاترَهُم عليهِ

ليُسائلوا الوُجودَ عَنْ مَراميهِ في الخُطى:

] مَنْ سيجرؤُ يوماً

على كتابةِ الهَمزةِ المُتطرِّفةِ

على جَناحِ عُصفورٍ..؟!! [.

***

الكُوَة

مَنْ لم يصِلْ في مثلِ هذا اليوم

لنْ يصِلَ في أيِّ يومٍ آخَرَ..!!

يأخُذُ التاريخُ استراحاتٍ طويلة أحياناً

يتفرَّغُ لشؤونه العائليّة

يُرَتِّبُ منزلَهُ.. يعتني بأطفالِهِ.. يهتَمُّ بالهِرَّةِ والأزهار..

ويُجَرِّبُ وصفاتِ طبخٍ غريبة..

تمتدُّ إجازاتهُ حسبَما تُحَفِّزُهُ الذّبذباتُ

وحسبَما يلمِسُ جوعَ الصَّفحات للكتابة عليها

بأحرُفٍ يراها البعضُ خالدة

وينعتُها البعضُ الآخَرُ بالصَّفحات السَّوداء.

لا يمشي نحوَ الأمام

ولا يدورُ حولَ نفسِهِ.

حركتُهُ خاصّة: تميلُ قليلاً إلى الجنوبِ الشَّرقيِّ أو الغربيِّ، أو إلى الأعلى الشَّماليِّ بضعةَ سنتيمترات، أو إلى جهةٍ يصعُبُ على الضَّوء تعيينُها الحاسِم..؟!!

/ _ ما الذي تُخْفيهِ وراءَ ظَهرِكَ..؟

… غيمةً مثلاً..؟!

_ ألُمُّ بأطرافِها أثوابَ النُّجوم؛

رافِعاً البُحيرات بضَفائرِها.. /

جَماليٌّ يندَغِمُ القبيحُ في هزّاتِهِ المُتواتِرة

فلا خيرَ ولا شرَّ في مَعايير الورود

الرَّحيقُ والأشواكُ دائماً على المَعبرِ نفسِهِ

في التباسٍ حميدٍ هُوَ الحُلْمُ..

إنسانيُّ الطِّباعِ تقريباً، ولا إنسانَ لهُ. شِعرُهُ طافِحٌ، ويَهوى سُوءَ فهمِهِ

لأناه. يصيرُ في أيامٍ كثيرةٍ ألعوبةً بيدِ أهوائهِ، أو بقّالاً في دُكّانِ غيرهِ،

ولا يسألُ شجرةً: من أينَ لكِ هذا..؟! وقلّما يُحاسَبُ على تزويرِ الأقداحِ في بَلاطِ المَلِك..

مزاجيٌّ كموجةِ غدر،

وأليفٌ كبلسمِ عناق.

نسبيٌّ كتعبِ الفلاسفةِ على الأخلاق،

والحقيقةُ لديهِ مُتعدِّدة كأنواع المعكرونة.

يبدو مُكتفياً بذاتهِ

فإذا بالجميعِ يَنوسونَ في أحشائهِ الرَّحبة..!!

/ _ ما الذي تُخْفيهِ وراءَ ظَهرِكَ..؟

… سكّيناً مثلاً..؟!

_ أحفرُ بهِ خشبَ الوقت الحزين

وأُوَسِّعُ الممرّات بينَ الأحداث كالأواني المُستطرِقة.. /

يُهمِلُ عُقوداً مَديدة كمَخطوطٍ مَفقود

ثُمَّ يقتحِمُ على حينِ غرّة

عرشَ قرنٍ كاملٍ

صابِغاً ذُقونَ الأعوامِ بالحِنّة

راسِماً الوُشومَ السِّحريّة

على مَعاصِمِ كلماتٍ تُعَمِّرُ طويلاً

وعندما يَغوصُ في أوكسجين الرِّئات

كالعابثينَ على الشّاطىء:

] تُعانِقُهُ مرّاتٍ ومرّات..

كي تتأكَّدَ مِنْ كثافةِ الزّمن في نِقْيِ عظامِهِ

مِنْ غِنى الكُريّات الدموية في أوردتِهِ

مِنْ تسرُّعِ أنفاسِهِ كالصّاعِدِ على عجَلٍ سلالِمَ الظّهيرة

تُعانِقُهُ مرّاتٍ ومرّات..

كمُنتشٍ لا يُريدُ مُفارَقَةَ الخمَّارة،

ثُمَّ تهمِسُ في أذُنِهِ _ غير آمِنٍ على نفْسِكَ _:

_ أيُّها الوغدُ القاسي: ما أروَعَك..!! [

تارةً ندعوهُ قدَراً

تارةً ندعوهُ عبَثاً

أو ننسِبُ أفعالَهُ لأُناسٍ ننعتُهُم بالعبقريّة

من دون أن نتلقَّفَ رموزَهُ في حينِها

مَشغولاً بمَنطقِهِ الخاصّ

بعيداً عن كُلّ تَوُقُّع

مُطابِقاً ما نظنُّهُ لم يُجَرَّبْ

أو مُتباعِداً كالتّشظّي الأعمى:

 ]ضَربةُ بُوكِر ساحِقة

انفجَرَتْ في صالةِ قِمار

مُكتظّةً بانتصارات البعض

وهَزائمِ الآخَرين..[

/ _ ما الذي تُخْفيهِ وراءَ ظَهرِكَ..؟

… قلَماً مثلاً..؟!

_ أكتُبُ بهِ: هكذا تُولَدُ الدُّروبُ والمَجازاتُ،

أو أمَزِّقُ برأسِهِ الحادّ كمنْقارِ الطّائرِ بيضةَ هذهِ القصيدة

         وأخرُج.. /

مَنْ لمْ يصِلْ في كُوَّةِ هذا اليوم

_ حديقةً أو صحراءَ أو عاصِفةً _

لنْ يصِلَ حتماً في أيِّ يومٍ آخَرَ..!!

. . .

. . .

أيّاً كانَ السَّردُ؛

أيّاً كانتِ الصّيرورةُ؛

ما تحكُمُ بهِ اللَّعنةُ

كالمَنامِ

لا يُمْكِنُ ردُّهُ.

***

ما دمتُ شاباً

ما دمتُ شابًاً
بطَبعةٍ مُتهوِّرة
وقِرانٍ مَعقودٍ على الحَرارة
وقتي شاسِعٌ لأبدِّدَ أسئلتي مَراحِبَ على الأشجارِ
مَطامِحي وديعةُ الضّوء في عينيَّ الغائرتيْن كجُبٍّ مَردومٍ
ولَعِي بالتَّفاصيل ساقا طفلٍ ازرقَّتا من كدماتِ اللَّعِبِ
وعُمري مَنقوشٌ على حبَّةِ أرزٍّ في مهبِّ الرِّيح.

يدي تشيخُ وهيَ في يدي
رُوحي تبحَثُ عن مَعالمِها تحتَ كومةِ قشٍّ تُخفي آلةَ الحُبِّ الحادَّة
كوكبٌ ينخفِضُ ليُقوِّيَ النَّارَ تحتَ طبخةِ الألغاز
وعُصفورٌ يصطدمُ بعمودِ البثِّ المُتوهَّمِ في أوهامي.

ما دمتُ بهيَّ الطَّلعةِ المُوسيقيَّة
مُثابِراً على تجميلِ المطرِ بالمواعيد
سأُنصِّفُ المسافةَ بينَ اللِّقاءِ والوداعِ
بكارثةٍ مُذهلة
كفراشةٍ تخرجُ من شرنقة
سأُخطِّطُ لأشياءَ لنْ أفهَمَها أبداً
لفِخاخٍ قد تَفِي بالفُنونِ المُقطَّرةِ من شعبٍ خُرافيٍّ
وأيَّامٍ يُمكِنُ أنْ تؤجِّلَ سفَرَها إلى طائرة الأُسبوع القادم.

… سأبذلُ قُصارى حُزني كي أرقص
ولنْ أعترِفَ أنَّني لستُ طويلاً بما يكفي لأعتمِرَ الغيمةَ قُبَّعة
ولا سريعاً بما يكفي لأعقِلَ المدينةَ شاةً
لكنَّ صدري يحتفِظُ كالعاشقِ بالملابس الدَّاخليَّة للنَّجمة
وفي صوتي المُجاورِ للسَّاحات مَخاطِرُ لمقهىً جديد
لارتداءِ المساءِ الدَّافئِ قُفّازيْن في شتاء العالَم
وتذويق نهايات أرديتي بالبَحر
ليسَ لندائيَ حدٌّ
سوى نداءٍ آخَرَ يُتابِعُ جَرْيَهُ بحياتي كالشُّعلةِ الأولمبيَّة
وحالَما تتقافَزُ السَّناجبُ من ياقة قميصي
سيعلَمُ الجميعُ أنَّني سرقتُ غابةً لأجلِكِ.

ما دمتُ شابّاً
تُغريهِ التفافاتُ الأزقّة
وتتحدَّى اقتراحاتُ الجُسورِ خَيالَهُ
سأصنعُ منَ المَصاطبِ مَهبطًا آمناً للفجر
ومنَ النَّوافذِ حقلاً لباكورةِ الغناء
سأعبرُ المجهولَ حِصاناً لا يربَحُ الرِّهانَ مُطلقاً
وأستسلِمُ نشوانَ للّيلِ يجبي السَّهرَ كالمُتصرِّفِ من تحتِ أجفاني
قاطِعاً أنفاقَ الجَمالِ بينَ القصائدِ والحدائقِ باتّجاهيْن
أجمَعُ ما أشاءُ منَ الأنهارِ والأطايبِ والأسرار
من دونِ أنْ أُخَلِّفَ أثَراً
/ مَوجوداً أنَّى يحلو لأنا القرُنفلِ
أنْ يجيشَ هوىً في قُدورِ البدائيِّينَ /

… ما دمتُ عجوزاً..
بعينٍ على النَّهدِ
وعينٍ على الفَناءِ
أعيشُ الحياةَ بحجمِ خَزْعةٍ منْ قوسِ قُزَح
لديَّ ما يرفَعُ الحبرَ
إلى مَرتبةِ السَّفينة المُمعِنة في الغِياب
حيثُ يُدرِكُ مارِدُ العَجزِ فأْلَهُ
فتطمئنُّ الرُّؤى إلى مَفاتنها الفِطريَّة:
 ]لا فرقَ بينَ مَشاعرِ الأُنثى
ومَشاعرِ الوَردة
بينَ ذاكرةِ العازف
وذاكرةِ القيثارة
بينَ الغرَقِ في دمعةِ التّمنِّي
والغرَقِ في مُحيطِ النَّدم[

ما دمتُ شابًاً..
أو ما دمتُ عَجوزاً شابّاً؛
تُغادرُني المَصالِحُ العقاريَّة منْ بابِ المَجازِ الوراثيِّ
تغرسُني الرِّياحُ مِسماراً في لحمٍ مُقدَّد حوافِزَ
مَوفورَ المُكعَّباتِ الثَّلجيَّة
مُحتجًّا بالكُحولِ
نصفُ خُطواتي تتآمَرُ على نصفِها الآخَرِ
أُمسِّدُ النَّعشَ بلسَماً فوقَ سواعدِ المُشيِّعين
وأستبيحُ المَعنى
فأصِفُ نفْسي بما تتطلَّبُهُ دوراتُ الحَنين الدَّؤوب:
 ]أنا الفئةُ العُمريَّةُ التي ينتمي إليها جَمالُ كُلِّ مرَّة[
. . .
. . .
لنْ تُسرِجَ وسادةٌ رأسي
/ … مَقطوعاً ومُتدحرجاً في طيَّاتِ الهواء
وعندما يقنصُهُ التَّعبُ ويسقطُ
ففي وادٍ يفتَحُ ذراعيْهِ للمُستحيلِ
حيثُ الهَواجِسُ والألوانُ والرَّوائحُ
ظِباءٌ كامِنةٌ للحُبِّ /
. . .
. . .
لنْ تُروِّضَني اليوميَّاتُ
وإنْ كنتُ نديمَها المُغامِر
قدَري نافِرٌ غدراً
هوَ قَصاصُ الرَّغباتِ منْ حِيادِ الفُصول
وقسَمِي ألّا يسأمَ الكونُ صُحبَتي.
. . .
. . .
لا يجلسُ الحُلْمُ

على

كُرسيٍّ

واحدٍ

في

قلبي

بلْ على كامِلِ طَقمِ الكراسي.

***

الهُوِية

حدِّقْ بالجَمالِ

ولا تشرحِ الأشياءَ كثيراً

لن تُقنِعَ الغافِلَ

أنَّكَ مسارُ أحلامِهِ

وأنَّكَ الشّقيقُ الثّامنُ

لأيامِ الأسبوع

فلا أحدَ سيُصدِّقُ

أنَّ نتوءاتِ عظامكَ الحادّة

خُلِقَتْ من ثوانٍ وماء..

أنَّ أهدابَكَ

تلفُّ الهواءَ وشاحاً على الرُّؤى..

وأنَّ مَزارَكَ

حارةُ الحُبّ المنسيّة في كُلِّ مدينة..!!

حدِّقْ بالجَمالِ

وخُذْ نفَسَاً عميقاً

كأنَّهُ آخِرُ عهدِكَ بالدُّروبِ والمَصائِرِ

فرُبَّما يُصدِّقُ الأطفالُ

أنَّ أصابعَكَ الأسطوانيّةَ

مثلَّجاتٌ إنْ ذابَتِ المُثلَّجاتُ..

أنَّ ضجيجَهُم المُشاغِبَ

انزلاقُ الضّوءِ على خدَّيْكَ..

وأنَّ اللُّعبةَ السِّرِّيّةَ بينهُم

يستطيعونَ مُمارَسَتَها في قلبِكَ ذاتِهِ..!!

… كُنْ مثلَ ظلِّكَ

إنْ أظلَمَتْ..

ينفصِلُ عنكَ بلا وازعٍ

كأنَّهُ لم يعتنقْ جسدَكَ يوماً

فالذهابُ إلى الغيابِ

فرصةٌ أُخرى للغناءِ والتَّهوُّر

والعودةُ إلى الهوى

كنايةٌ عن سؤالٍ قديمٍ يتجذَّرُ في الغَرابةِ

فهل تُصدِّقُ الأُنثى

أنَّ صدرَكَ دفترُ رسمِها

كي تُمَدِّدَ شفتيها على بساط اللّون الذي تهواه..

أنَّ عمودَكَ الفقريَّ محورُ سفينتها

كي تصعَدَ السّاريةَ، فترى ما بعدَ الأشجارِ الغامضةِ..

وأنَّ ذراعيْكَ المرساةُ الكامنةُ لنهديْها

كي تظلَّ أحضانُها جزيرَتَكَ الآمنة على الدَّوام..!!

كُنْ ولادةً كاملة

ولا تكتفِ بنصفِ مَكيدةٍ

لا تضعْ قدَماً على الرَّصيفِ

وأُخرى على فُوَّهَةِ البُركانِ

غُصْ دُفعةً واحدة

كأنَّكَ انتقامُ المساءِ مِنَ الغروبِ

ولا تهتمّ إنْ صدَّقَتِ الحديقةُ

أم لم تُصدِّقْ

أنَّ ذاكرتَكَ مَخزنُ العطّار الأمين على روائحِها..

أنَّ مسامَكَ أعشاشُ فراشاتِها

التي لنْ تحُطَّ رحالَها أبداً..

وأنَّكَ وَالمطرُ على قرابةٍ دمويّة:

مَنابِعُ دُموعِكَ ذاتُها مَنابِعُهُ

مظلَّتُكَ ذاتُها دندنةُ هُطولِهِ

وما نسِيَهُ صديقُكَ من زخّاتٍ في جيْبِ معطفِهِ

مصيدةٌ تُعوِّلُ عليها الاستعارةُ كثيراً..!!

… تابِعْ حياتَكَ

كما لَوْ أنَّ ما حدَثَ

لم يحدُثْ،

أو كما لَوْ أنَّ الأحداثَ

لا تتكرَّرُ بتوقيعٍ مُختلِفٍ في كُلِّ خُطوة.

تابِعِ المُمكِنَ من بَهائكَ

ما دُمْتَ تعلو فوقَ تلكَ الصَّخرة

كأنَّكَ بِنيةُ القلَقِ الفوقيّة

مُحاوِلاً بلا هوادة إقناعَ البحرِ

أنَّ المَنارَةَ إشارةُ استفهامِكَ بدايةَ كُلِّ نهار..

أنَّ الأمواجَ تُقَطِّعُ قالبَ الحلوى الأزرق

بينَكَ وبينَ سبّاح الأُفُق..

وأنَّكَ نادَمْتَ البحّارَةَ

يومَ فاضَ النَّبيذُ بدُموعِ عشيقاتِهِم المُنتظِراتِ على الشاطئ..!!

أنتَ مَركبةُ الطَّلْعِ الذَّهبيّة

أو حوافُّ المُستحضَرِ الورديِّ في الرَّحيق

حدِّقْ طويلاً بالجَمالِ

وضَعْهُ قُبَّعةً على رأسِ الجهات

إلى أنْ يُصدِّقَ

أنَّكَ تبرَّعْتَ بكتابِكَ

لتجارِبِ النَّوارِسِ والمارقينَ..

أنَّ روحَكَ مُؤتمَنَةٌ على شيطانِ الشّكِّ

وأنَّ الأسئلةَ المَوهوبةَ لكَ

ستُصانُ، وإنْ لَمْ تلتحِقْ بها أجوبة..!!

أيُّها المُتفحِّصُ الأعرَجُ للفنون

يا بهلوانَ الرَّمزِ المُهدَّدِ بالمعنى

لنْ يُصدِّقَ الموتُ

أنَّ الموتى ما زالوا يحضرونَ كُلَّ اجتماعٍ

عَنِ السَّعادةِ والخوفِ والحنين

فالمَقابِرُ قُبَّراتُ البداية

وكُلَّما احتُضِرَتِ المَسافاتُ

تجدَّدَتْ نشوةُ الكشفِ

فلا تحملْ كُرسيَّكَ معكَ

أنتَ بما استطالَ من روحِكَ

مقعدُ التَّوتُّرِ الوثير

أنتَ دليلُ التّاريخ كي يُصدِّقَ

أنَّكَ تفكُّ لكنةَ مَجاهيلِهِ من دونِ قواعد..

أنَّ نداءَهُ البديعَ

يطردُ الكوليسترولَ من شرايينِ التَّطابُقِ..

وأنَّهُ إنْ زارَكَ ذاتَ يومٍ

تتركُ لهُ سريرَكَ

وتنامُ على أريكةِ الصّالون..!!

… خلِّصْ إطلالتَكَ منكَ

فجِّرِ اللُّغةَ في حركةِ الهِجرة المَحمومة

وعندَها..

لنْ تتردَّدَ الحُرِّيّةُ طويلاً

قبلَ أنْ تُصدِّقَ

أنَّكَ جسرُ الكَمانِ الواصلِ

بينَ المَواكِبِ والكَواكِبِ

أنَّ لسُترَتِكَ أجنحةٌ

تُخَلْخِلُ باطِنَ كُلِّ عاصفة..

وأنَّكَ مهما كنتَ مَشغولاً

ستُساعِدُها إذا علِقَتْ عجَلاتُها

في مَطَبٍّ وسَطَ الزّحام..!!

تأنَّقْ كأنَّكَ ينابيعُ الزّفافِ

ستُوصِلُ الرِّسالةَ إلى بيتِ الرَّمادِ المُطْلَق

وستُحَدِّقُ حتماً بما بعدَ الجَمالِ

لنْ يأخُذَكَ العطرُ إلى الذُّرى

إلّا بهُوِيّةِ الغواياتِ والمَهَارَة

وستُصدِّقُ ذاتَكَ المَفصومة

أو سيُصدِّقُ الشِّعْرُ أنَّ آخَرَكَ

سيبتكِرُ مشطاً مَجازيّاً

يُسَرِّحُ به شَعْرَ الوجود..

أنَّهُ سيحمي كُلَّ صورةٍ شِعريّة

من فنادِقِ البلاغةِ ذاتِ الخمس نُجوم..

وأنَّكَ الحارِسُ المَشَاعِيُّ

ما زلتَ تُحَمِّسُ بالمُنزاحِ والمُوحي

حصانَ المُراوَغة..!!

. . .

. . .

يا لوهجِكَ الجدَليِّ المُورِق..!!

أقصى زواياكَ القُبَلُ

والقريبُ من يديكَ

يستديرُ كالشّمسِ، ويتلاشى..

حدِّقْ بالجَمالِ

وأَفْرِجْ عَنِ النَّوافذِ

ولا تُنَظِّرْ على الرِّيحِ أبداً

خُذْها من ذراعيْها

وأسكِنْها كنَجْدَةٍ

تحتَ عباءاتِ المُغايَرَة

عندَها سيُصدِّقُ الكونُ

أنَّكَ أمضيْتَ عُمْرَكَ تبحَثُ عنهُ

بينَ النُّصوصِ والحاناتِ والحَماقات..

أنَّكَ تقتفي آثارَهُ حتَّى في فزّاعةِ الحقلِ

وإنْ كُنْتَ أنتَ ذاتكَ عصفورٌ..

وأنَّكَ ستستلقي قريباً على ظَهْرِكَ المَغدورِ

سترفَعُ قدَميْكَ كدَعامَتيْنِ لأعلى

وتسندُ بهما السَّماءَ المُتعَبة

واشِماً على أوَّلِ منطادٍ صاعِدٍ نحوَها:

[الجَمالُ _ هُنا _ ساهٍ

والغيمةُ كُلَّما تثاءَبَتْ

خَرَجَ من فمِها موعدُ غرام].

* ديوان «مأخوذاً بجمالٍ ثانٍ» صدر حديثاً عن دار خطوط وظلال في الأردن 2023.

مازن أكثم سليمان؛ أديب سوري، دكتوراه في الدِّراسات الأدبيّة. صدر له: قبلَ غزالة النَّوم؛ شِعر. حركيّة الشّاغِلات الكيانيّة؛ مُهيمِنات شِعريّة في زمن الثَّورة والحرب في سوريّة. دراسات نقديّة. بعدَئذٍ قد تنجو المُصافَحات؛ شعر.

ديوان «مأخوذاً بجمالٍ ثانٍ» مازن أكثم سليمان

خاص قناص

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى