عن دار خطوط وظلال في الأردن؛ صدر مؤخراً كتاب شِعري بعنوان «سجائر لا يعرفها العزيز بودلير» للشاعر العراقي ناجي رحيم. فيما الرؤية البصرية للغلاف من إبداع الفنان والشاعر الأردني محمد العامري.
وقد جاء على غلاف الكتاب؛ بتوقيع الناقد والأكايمي العراقي د. حاتم الصكر:
تقترح القراءة على النصوص أفكاراً بعد نصية. إنها تستنتج وتؤول لتضع للنصوص سياقات لیست على لائحة الكتابة الشعرية بالضرورة. إنها تلك الفجوات المتروكة ليملأ القارئ فراغها ويرمم جسد النص الذي تنهكه اشتراطات الكتابة، وأعراف النوع لكنه يخفي بناه العميقة ليلتذ القارئ بجمع أشتاتها وبناء هياكل جديدة لها.
هكذا اقترحت أن يكون ما يقدمه ناجي رحيم هنا (عملاً) وليس ديوانا. إنني لا أسترد الآن مفهوم رولان بارت للعمل والنص، بل أجد وشيجة بين نصوص الكتاب الشعري، تحفز على قراءته كله بكونه عملا يبث رؤية واحدة في مجموعة جزئيات تنبني لتكمل بعضها ، وتؤلف ذلك الملفوظ الشعري، وليس ديوانا يجمع نصوصاً متفرقة تحت مسمى واحد: أفراداً وأحادا لا يتشابهون الا بالعائدية التي تتيحها التسمية.
الكائنات هي ذاتها في نصوص العمل أو فقراته رغم ما اتخذت من عناوين أو موضوعات: رثاء الرسام زياد حيدر مثلا، أو استذكار الناصرية -الحاضنة، أو ايام الأسر والنفي في مخيمات الإرطاوية ورفحاء، او في اقتراح خريطة كونية جديدة، وإعادة صياغة قصة الخلق في يومه العاشر، أو في جلسة تأمل للعالم والكائنات وكمائن اللغة في مغتربه (في مطعم هولندي).
الكائنات ذاتها: مسننة الأنياب ضاجة مخترقة لوحدة الشاعر وعزلته وصمته (تضج في رأسي)، متزاحمة تتدافع وتتهالك جريا بلا ملامح. ليس الموضوع كثيمة هي مضمونية الهوية بجديد.