عن دار خطوط وظلال في الأردن؛ صدر مؤخراً كتاب شِعري جديد بعنوان «مأخوذاً بجمالٍ ثانٍ» للشاعر والناقد السوري مازن أكثم سليمان. فيما الرؤية البصرية للغلاف من إبداع الفنان والشاعر الأردني محمد العامري.
وقد جاء على غلاف الكتاب: مثِّلُ هذا الدِّيوان المَرحلة الثّانية في تجرِبة الشّاعر مازن أكثَم سُليمان، وذلكَ بمَا يتعلَّقُ بالجانب الزَّمنيّ للكتابة الشِّعريَّة لا بتسلسُل الطِّباعة أو النَّشر؛ إذ صِيغَتْ هذهِ النُّصوص في الفترة اللّاحقة لصِياغة نُصوص الدِّيوان الأوَّل للشَّاعر (قبلَ غزالةِ النَّوم) التي كُتِبَتْ خلالَ الحقبة المُمتدَّة بينَ الأعوام (1994 _ 2001)، ليخوضَ الشّاعر تجربتَهُ في هذهِ المجموعة بدءاً من العام (2002) وحتَّى العام (2010).
وبناءً على هذا التَّحقيب الزَّمنيّ/ الفنِّيّ تقومُ آليَّةُ التَّجرِبة والتَّجريب في هذا الدِّيوان على مِحورَين:
الأوَّل: مُحاوَلةُ الاستمرار بمَا بدأَهُ الشّاعر في ديوانِهِ الأوَّل عبرَ عمَلِهِ الذي كانَ أحدُ أهمّ العناصِر الشّاغِلة فيهِ والمُهيمِنة عليهِ يكمُنُ في تمثُّل التَّجارِب الشِّعريَّة العربيَّة والعالَميَّة، ثُمَّ السَّعي الحثيث إلى تقديمِ صوتٍ خاصّ يُعيدُ تخليقَ رُؤى الحداثة وما بعدَ الحداثة تأسيساً على طُموحهِ بمُجاوَزة الثُّنائيَّة الحَدِّيَّة والتَّقليديَّة الرّاسِخة (نسبيَّاً) في الكتابات الشِّعريَّة العربيَّة منذُ الخمسينيَّات في القرن المُنصرِم، ومُروراً بالسَّبعينيَّات؛ وهيَ ثُنائيَّة (شِعر الرُّؤيا _ الشِّعر اليوميّ)، فضلاً عن العمَل على الانفتاح، قدر المُستطاع، على التِّقنيَّات الفنيَّة المُركَّبة والمُتراكِبة لـِ (مشروع الكتابة).
الثَّاني: مُحاوَلة الشّاعر، في الوقتِ نفسِهِ، تجاوُز مُستويات عدَّة فنِّيَّة وفكريَّة سادتْ في ديوانِهِ الأُوَّل، وذلكَ بالتَّوازي مع نموّ تجرِبتِهِ الحياتيَّة والمَعرفيَّة ثقافيَّاً وأكاديميَّاً، وبمَا يتَّصلُ، أيضاً، بمُتطلَّبات التَّوازُن الجَماليّ المُشتهَى لديهِ بينَ مُستجدَّات ثورة عصر الرَّقميَّات، وروح الانتماء إلى زمانيَّة الشِّعر المُطلَق (الصّافي).
ديوان “مَأخوذاً بجَمالٍ ثانٍ” مُحاوَلةٌ جادَّة لترك بصمة تجديديَّة أصيلة في الفضاء الشِّعريّ، وتجرِبةٌ فنِّيَّة وفكريَّة تطمَحُ إلى مُلامَسة المُجاوَزة والخُصوصيَّة والاختلاف.
مازن أكثم سليمان؛ أديب سوري، دكتوراه في الدِّراسات الأدبيّة. صدر له: قبلَ غزالة النَّوم؛ شِعر. حركيّة الشّاغِلات الكيانيّة؛ مُهيمِنات شِعريّة في زمن الثَّورة والحرب في سوريّة. دراسات نقديّة. بعدَئذٍ قد تنجو المُصافَحات؛ شعر.