صدر حديثا

«آفاق المصطلح النقدي التشكيلي العربي المعاصر»

للناقد التونسي محمد بن حمودة

صدر مؤخراً للكاتب والناقد التونسي محمد بن حمودة كتاب نقدي جديد بعنوان « آفاق المصطلح النقدي التشكيلي العربي المعاصر »عن دار خطوط وظلال في الأردن . فيما الرؤية البصرية للغلاف من إبداع الفنان والشاعر الأردني محمد العامري .

وقد جاء على غلاف كتاب محمد بن حمودة :

يبدو أن الفن المعاصر يشكل قضية كبرى بالنسبة للإبداعية التشكيلية العربية. وقد عبّرتُ شخصيا عن حدة هذا الارتباك لدى المواطن العربي من خلال عنوان مقال نشرته بمجلة البحرين الثقافية وجاء في شكل استعادة لجملة توجهت بها أم منى حاطوم لابنتها لتقول لها: “أنت رسامة ولكن لم تعطنا لوحة لغرفة الجلوس”. والحال أن منى حاطوم- بوصفها فنانة معاصرة، أي متباينة من الكلاسيكية على اعتبار أنها اتباعية- قد غادرت التشخيصية وبالتالي توقفت عن تقديس الفن. ومعلوم أن التشخيصية ارتبطت تاريخيا برهان الحضارة على تحويل الثقافي إلى طبيعي، وبالتالي تحويل الكلام إلى كتابة وذلك من أجل تكريس موقف عام متمحور حول الأغراض. ولهذا ثار الانطباعيون على التشخيصية لما تجسده من إفلاس رمزي؛ وذلك على اعتبار اعتماد الأخير على المقاربات التي من شأنها أن تحول القيم التشاركية إلى وظائف صرف التي، بقدر تلاؤمها مع خيار التمحور حول إعطاء الأغراض للمرئية، بقدر عجزها على إدراك الوقائع الرهيفة. ولهذا ارتبط التجريد برد الاعتبار لرهافة الثقافي وبالتشديد على ضرورة ما أطلق عليه مصطلح ‘خسوف الأغراض.’

ضمن هذا السياق تأكدت الحاجة لاستزراع الكلام في الكتابة؛ ومن هذا المنظور لا بد من عدم الغفلة عن حقيقة أن “الشعب ليس سيد الكتابة بقدر ما هو سيد الكلام،” كما يحسن الغفلة عن واقعة أن كل الفلاسفة المسلمين -مهما تباينت درجة انخراطهم في الاغريقية- اتفقوا على رفض تسييد الإرث الفني على الإرث الثقافي.

محمد بن حمودة: كاتب وناقد وأكاديمي تونسي، من مواليد مدينة القيروان سنة 1958. حصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة الفن من جامعة السوربون سنة 1994. ثم على التأهيل من كلية الآداب بنمسيك في الدار البيضاء سنة 2006.

أول كتاباته كانت عن “الأنثروبولوجيا البنيوية” من خلال قراءة أعمال كلود ليفي ستراوس ونشرت في سنة 1987، ثم جاء كتابه الثاني بعنوان “الغنائية والإمتداد الجمالي في شعر أحمد فؤاد نجم” سنة 1988.

وبن حمودة عضو في لجان تحكيم مسابقات تشكيلية عديدة، نذكر منها: جائزة السلطان قابوس، سنة 2002 وجائزة البحرين، سنة 2008 ومهرجان المنمنمات بالجزائر، سنة 2008 وسنة 2009. وهو عضو بهيئة مهرجان المحرس للفنون والتشكيلية وكذلك مؤسس “منابر مهرجان المحرس” ويهدف إلى التعريف بتجارب المبدعين.

مجلة ثقافية تنفتح على أشكال الأدب والفنون في تَمَوجها الزمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى