صدر حديثاً، مجموعة شعرية جديدة للشاعر السوري حازم العظمة، حملت عنوان «أول العشب»، عن منشورات المتوسط -إيطاليا. وفي كتابه هذا يواصل حازم العظمة تقديم مقترحه في كتابة قصيدة تبدو كأنها منقطعة الصلة عن جيلها الشعري، إذ أنه يكتب ظلال اللغة، لا اللغة نفسها، كمن يعرّض نفسَه طويلاً لأشعة الشمس ليتأمّلَ ظلّه، ويبعثَ فيه حياةً مستقلة. لا يهمه بنيان الشعر المترامي، بل -بالضبط- ما يخلفه من ظل:
“لم نأخذ صوراً
عُدنا من صُوَرِنا القديمة كلًا لوحدهِ..
وراءنا الجدرانُ لسنينٍ بقيتْ مضاءة
من وميضِ الكاميرات الأخير
وفي الخلفيةِ مقهى في الحجاز
…أو شرفةٌ من حارةِ الزيتون”
مفرداته اللغوية تلك تشابكت، على نحو كثيف، مع مفردات الطبيعة بما تحمله هذه من ألوان وروائح وثراء، ما جعلها تنأى عن كآبة القصيدة العربية الحديثة في جزء كبير منها، وعن حزنها. فلا شعور بالذنب ولا آثام، بل قصيدة ملونة تقطر روائح لطيفة ومبتسمة:
“سيأتي المِهرجانُ والمغنّونَ
ستأتي المدنُ
والأحياءُ والساحةُ والرايات
..
تمسّكْ بي، تقولُ عيناكِ”
يُذكر أن “أول العشب” هو الكتاب الشعري الرابع لحازم العظمة، ويصدر في 160 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة “براءات”، التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
من الكتاب:
تشدّكَ من آخر الحارة
كحبٍ قديم
رائحةُ حطبٍ في أولِ اشتعاله
*
في الصباح وصلتني هذه الرسالة:
” لا أعرف ما الذي سيشبهه العالم لولا الشعر “
قلتُ هذا أجملُ ما سمعتهُ من مديحٍ
للعالم..
*
حازم العظمة: شاعر سوري من مواليد دمشق عام 1946. صدر له: “قصائد أندروميدا” (2004)، و”طريق قصيرة إلى عَراس” (2006)، و”عربة أولها آخر الليل (2012).
0 164