حواراتمسارات

حوار مع المترجم المغربي سعيد بنعبد الواحد | حاوره فيصل رشدي

الصورة: المترجم المغربي سعيد بنعبد الواحد

قد أثبت التاريخ أن الترجمة تشكل دائما مصدر انبعاث للأمم وبداية لتحررها من الأنماط الجامدة  

مترجم من  المغرب، لمع اسمه بفضل الترجمات التي قدمها ولا يزال يقدمها  للقارئ العربي، من لغتين معا وهما: الإسبانية والبرتغالية. عبر عن أحاسيسه بالترجمة فلم تخيبه، بل شرفته نعم التشريف. تتميز ترجمة الأستاذ بنعبد الواحد بلغة فصحى، وأسلوب متميز، وصور بلاغية رائعة، أهَّلتهُ لأن يكسب قلوب القراء، ودور النشر العربية الكبيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر”المركز الثقافي العربي” ، و”دار مسكلياني” و “دار الخان”.

سعيد بنعبد الواحد -بالإضافة لجهوده البارزة في الترجمة-، فهو أستاذ جامعي بجامعة عين الحسن الثاني فرع الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء شعبة اللغة الإسبانية، من مواليد مدينة مكناس المغربية في العام 1966. أنجز  العديد من الأعمال المترجمة عن اللغتين الإسبانية والبرتغالية، منها أعمال شعرية، وأخرى قصصية، ومن البرتغالية؛ من بينها:

  • “فرناندو بيسوا، حكايات منطقية (قصص بوليسية)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2018.
  • اميلو كاشْتيلو بْرانْكو، حب الضياع (رواية برتغالية)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2018.
  • أفونْسو كْروش، الكتب التي التهمت والدي (رواية برتغالية)، منشورات ميسكيلْياني، تونس، 2018.
  • فرناندو بيسوا، كواريشما، فكّاك الرموز (روايات بوليسية قصيرة)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2018
  • فرناندو بيسوا، الباب وقصص أخرى، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2016.
  • عن اللغة الإسبانية:
  • سيلفينا أوكامبو: المحتال (رواية قصيرة، الأرجنتين)، دار كلمات الكويت، 2021.
  • خوسي ماريا ميرينو: المسافر التائه وقصص أخرى، منشورات الربيع، القاهرة، 2021.
  • خوليا أوتشوا: مكان في الحديقة (مجموعة قصصية، إسبانيا)، دار الخان، الكويت 2020.

 التقت المجلة بالمترجم سعيد بنعبد الواحد، ومعه كان هذا الحوار:

حدثنا عن بداياتك الأولى في حقل الترجمة، متى بدأت؟ و ماهو أول نص ترجمته إلى اللغة العربية؟

في البداية، لا بد أن أقول إن طبيعة التكوين اللغوي الذي تلقيته هو الذي قادني نحو دروب الترجمة. في مرحلة التعليم الثانوي بدأت أدرس اللغة الإسبانية وأكتشف عوالمها الفنية والأدبية. انبهرتُ وأعجبتُ بها إلى حد الجنون، ولم تكن “إذاعة إسبانيا الوطنية”، التي نلتقطها بكل وضوح في المغرب، تفارق مسامعي طوال النهار وفي ساعات متأخرة من الليل، وأنا أتابع الأخبار ومختلف البرامج باللغة الإسبانية. هكذا، تعلمت الإسبانية عن طريق السمع أكثر من القراءة. كان اكتشافاً رائعاً وعشقاً قوياً للغة سيرفانتيس جعلني أقرر دراستها في الجامعة حيث تابعت تكويني في شعبة اللغة الإسبانية وآدابها. وعن طريق ممارسة الترجمة وتدريسها في الجامعة اكتشفتُ أنني أمتلك في هذا المجال حساً خاصاً يؤهلوني لأكتب وأنقل ما أقرأه كي أتقاسمه مع الآخرين، وقد حدث لي الأمر نفسه مع اللغة البرتغالية التي درستُها بشكلي عصامي أولا ثم تابعت دراستها في البرتغال، وأعجبتُ بآدابها المتنوعة والقريبة في أجوائها وتوجهاتها من آداب إسبانيا وأمريكا اللاتينية. من جهة أخرى، لا أذكر بالضبط أول نص ترجمته، لأنه لم يكن أول نص نشرته، لكن لابد أنه كان نصاً قصصياً لأنني بدأت أترجم القصة أولا. ونقلت منذ البداية قصصاً لكتاب من اللغة الإسبانية، وخاصة من أمريكا اللاتينية.

لم تكن “إذاعة إسبانيا الوطنية” تفارق مسامعي طوال النهار وفي ساعات متأخرة من الليل. هكذا، تعلمت الإسبانية عن طريق السمع أكثر من القراءة.

ماهو السر في اختيارك للغتين الإسبانية والبرتغالية للترجمة منهما؟

في الحقيقة، لا أدري متى بدأت أترجم، لأنني دائما كنت أترجم في ذهني وأنا أتعلم أي لغة أجنبية جديدة. حصل الأمر نفسه مع اللغة الفرنسية، وأصبح هاجس الترجمة لدي أقوى وأنا أدْرُس الإسبانية وأقارن بين لغتين لاتينيتين قريبتين وبعيدتين في الآن ذاته. كانت الإسبانية والفرنسية تتضاربان في ذهني، لكنهما لا تختلطان أبدا باللغة العربية التي تلعب دور الحكم والوسيط. ونظراً لما يميز اللغات اللاتينية عن العربية وما يجمع بينها من تشابه لغوي وثقافي فقد تبلورت لدي فكرة أن كل ما أقرأه بلغات أخرى هو بمثابة نص أجنبي واحد ينبغي أن أقوله بلغتي. هكذا بدأت أترجم بعض النصوص القصيرة، ولو أن أول ما نشر لي من ترجمات يعود إلى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، بعد أن أنهيتُ مساري الأكاديمي وبدأت أشتغل بتدريس اللغة الإسبانية وآدابها. كما اخترت أن أترجم من هاتين اللغتين حين اكتشفت وتأكدت بالقراءة أنهما تضمان نصوصاً تستحق أن ننقلها إلى اللغة العربية، بعيداً عن أي منطق تجاري يتحكم في عملية الترجمة. 

اخترت أن أترجم من اللغتين البرتغالية والاسبانية حين اكتشفت وتأكدت بالقراءة أنهما تضمان نصوصاً تستحق أن ننقلها إلى اللغة العربية، بعيداً عن أي منطق تجاري يتحكم في عملية الترجمة. 

اخترت أن أترجم من اللغتين البرتغالية والاسبانية حين اكتشفت وتأكدت بالقراءة أنهما تضمان نصوصاً تستحق أن ننقلها إلى اللغة العربية، بعيداً عن أي منطق تجاري يتحكم في عملية الترجمة. 

لماذا اقتصرت أغلب أعمالك الترجمية في البداية على جنس القصة والقصة القصيرة؟

صحيح، لقد ترجمت في بداية مساري الترجمي عدة مختارات من القصة والقصة القصيرة جدا، وهي من أحسن ما كُتب في اللغتين الإسبانية والبرتغالية. وقد لقيتْ هذه الترجمات استحساناً كبيراً من لدن القراء وإشادة من طرف النقاد ومتتبعي القصة في المغرب وخارجه. بل هناك من الكتاب من استلهم من تلك المتون المترجمة مواضيع وطرق جديدة في كتابة القصة والقصة القصيرة جدا. وهذا هو الهدف من الترجمة وما يحلم به كل مترجم أدبي، أي أن تتجاوز ترجماته القراءة الاستهلاكية العادية إلى إعادة إنتاج الأنساق الأدبية الأجنبية في إطار مشروع أدبي محلي. ولم يكن مشروع ترجمة القصة والقصة القصيرة جداً مفروضاً من طرف دور نشر معينة لأن جل ما نشرناه كان في إطار مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، وبعض الكتب الأخرى مع دور نشر مغربية في البداية. ولدي مشروع ترجمة كتب أخرى من القصة والقصة القصيرة جداً لأن هذا الجنس الأدبي له قراؤه ومحبوه. كما أترجم أيضاً بعض نظريات القصة والقصة القصيرة قصد إغناء الحقل النقدي في المغرب والعالم العربي  بتصورات وأفكار جديدة في هذا المجال.

تم إنشاء مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء. ماهي الأشياء التي حققتها المجموعة؟

تعتبر “مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب” نواة بحث جامعية ذات بعد ثقافي تهدف إلى الرقي بثقافة القصة من خلال البحث العلمي وفي كل أبعادها الفنية والموضوعاتية، أولا، وذلك عبر دراسة نماذجها البارزة مغربيا، وعربياً ودوليا. ومن خلال التشجيع على كتابتها وممارستها في أوساط المهتمين من طلبة وكتاب مبتدئين داخل ورشة لقراءة القصة وكتابتها، يوجد مقرها داخل كلية الآداب بنمسيك في الدار البيضاء. وأخيرا، عن طريق ترجمة نماذج قصصية عالمية إلى اللغة العربية من مختلف اللغات والجغرافيات القصصية. وقد حققت  المجموعة، في نظري، كثيراً من هذه الأهداف نظراً لما أحرزته من إشعاع ثقافي داخل المغرب وخارجه وما راكمته من منشورات في مختلف المحاور التي تشتغل عليها من إبداع، وبحث وترجمة.    

كيف ترى المتن الأدبي الإسباني والبرتغالي وآداب أمريكا اللاتينية؟

صراحة، لا يمكن أن أحكم أو أبدي رأيي في آداب أقرؤها باستمرار، أدرُسها وأُدرّسُ بعض نماذجها الكبرى، لأننا نتحدث عن آداب تغطي لغتين كبيرتين هما الإسبانية والبرتغالية. وهما، كما نعرف، لغتان أوروبيتان في الأصل لكنهما أيضاً تستعملان في أمريكا اللاتينية وأفريقيا. وقد قدمتا للعالم نماذج أدبية رائدة، مثل رائعة سيرفانتيس، دون كيخوتي، التي تعتبر أول رواية بالمعنى الحديث للكلمة، بالإضافة إلى عدد كبير من روائع الأدب اللاتيني الحديث في كولومبيا والمكسيك، والشيلي، وغيرها من الدول الناطقة باللغة الإسبانية. كما أن آداب اللغة  البرتغالية غنية عن التعريف منذ ملحمة لويش دي كامويش الشهير في القرن السادس عشر، وما أنتجته البرازيل من روائع في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين من خلال عدة أعمال أدبية تتميز بحداثتها وأصالتها. دون أن ننسى الحركية الكبيرة والمتجددة لآداب أفريقيا الناطقة باللغة البرتغالية التي تسير على خطى آداب أمريكا اللاتينية في تجديد الأساليب والكتابة عن مواضيع مبتكرة بحساسية محلية تعانق العالمية.      

باعتبارك مترجماً، هل يمكن للمترجم أن يترجم كل شيء؟ أم أن التخصص في الترجمة مطلوب؟ 

إذا كنا نتحدث عن الترجمة الأدبية، فإنه ينبغي للمترجم الأدبي أن يكون قادراً على نقل كل شيء، لأن الأدب يغطي ويشمل بلغته الواسعة كل مناحي الحياة. وقد نجد من النصوص ما يقلد الواقع في أدق تفاصيله. لذا، ينبغي للمترجم أن يكون صاحب ثقافة شاملة تأخذ من كل العلوم والفنون والديانات، والأساطير، وكل المعارف المتداخلة في إنتاج النص الأدبي. من جهة أخرى، قد يكون المردود الترجمي جيداً لو أن المترجم الوافد إلى الترجمة من تخصص معين يترجم فقط لذلك التخصص، كأن يكون فيلسوفا يترجم الفلسفة، أو مؤرخا يترجم التاريخ، أو عالم لسانيات يترجم علوم اللغة وما جاورها. وهذا لا يعني أن ترجمة الأدب ليست تخصصا، بل هي أصعب تخصص ممكن لأنها تستوجب مهارات خاصة بالكتابة الأدبية التي يستغلها المترجم في نقل النصوص.  

     

في مجال الترجمة الأدبية، لا توجد وصفة سحرية لتكوين مترجم أدبي جيد. بالإضافة إلى التمكن من لغة الترجمة، تعتبر الموهبة والحس الأدبي شيئاً أساسياً عند المترجم الأدبي، وتأتي بعد ذلك الممارسة والتجربة لتشحذ الموهبة الترجمية.

ماهي الطرق التي تساعد في صنع مترجم جيد؟

في مجال الترجمة الأدبية، لا توجد وصفة سحرية لتكوين مترجم أدبي جيد، لذلك لا توفر معاهد الترجمة هذا التخصص ولا تكوّن مترجمين أدبيين، تماماً كما لا توجد وصفة سحرية لتكوين كاتب جيد مهما تابع من ورشات تكوين وساعات طوال من التأطير. أعني بذلك أنه، بالإضافة إلى التمكن من لغات العمل، تعتبر الموهبة والحس الأدبي شيئاً أساسياً عند المترجم الأدبي. وتأتي بعد ذلك الممارسة والتجربة لتشحذ الموهبة الترجمية وتؤدي بها إلى درجات الإبداع في صياغة النصوص لتحتفظ بدرجة أدبيّتها الأصلية وترفع من نسبة مقروئيتها في اللغة الهدف.

ماهي برأيك أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه المترجم في عمله؟

أولا، هناك صعوبات تتعلق بعملية الترجمة الأدبية في حد ذاتها. فالترجمة الأدبية ليست نقلاً حرفياً لمعرفة مضبوطة ومصطلحات لا تقبل التأويل، بل هي محاولة فهم وكتابة بشكل يحفظ روح النص الأصلي حتى يتحقق نقل المعنى أولاً والحفاظ على أسلوب النص الأصلي وخصائصه الفنية. وهذا لا يتأتى إلا من خلال ذائقة أدبية كبيرة ومعرفة واسعة بنصوص مختلفة ومستويات لغوية متعددة .

ثانيا، يواجه المترجم الأدبي أثناء القيام بمهمته الحضارية صِعاباً أخرى تتمثل في أنه في كثير من الأحيان يشتغل في عزلة اجتماعية لا تثمن مجهوده بقدر ما تحتقر كل أشكال الإبداع من فنون وآداب وغيرها. وكنظرائه من المبدعين والكتاب والمثقفين، يجد المترجم الأدبي نفسه أمام محدودية القراءة وعدم التواصل مع الجماهير الكبيرة بسبب تراجع القراءة والعزوف المتزايد عن ثقافة الكتاب. كما يواجه المترجم الأدبي صعوبات خاصة تتمثل أحياناً في علاقته غير الواضحة مع مؤسسات النشر وما يترتب عن ذلك من مشاكل قانونية وتنظيمية تعرقل وتيرة عمله وتحد من مردوديته.      

هل يمكنك أن تحدثنا عن أخلاقيات الترجمة؟

إذا كانت الخيانة صفة لصيقة بالمترجم الأدبي، كما روجت لذلك بعض العبارات الشهيرة وكثير من الأحكام المسبقة،  فإنني أعتبر أن ذلك من باب المبالغة أو الجحود في كثير من الأحيان. فالأمانة هي أكبر قيمة أخلاقية ينبغي أن يتحلى بها المترجم الأدبي. إنها الأمانة في نقل كل شيء وتقديم ما يترجم في حِلّة تليق بالنص الأصلي وبقيمة المتلقي وذوقه. إن الوفاء لا يعني الترجمة الحرفية الفظة في النقل والالتصاق به التصاقاً سلبيا، بل الارتقاء بالنص الأصلي وتقديمه للقارئ  في أحسن شكل ممكن مع مراعاة روحه ونبرته. 

إذا كانت الخيانة صفة لصيقة بالمترجم الأدبي، كما روجت لذلك بعض العبارات الشهيرة وكثير من الأحكام المسبقة،  فإنني أعتبر أن ذلك من باب المبالغة أو الجحود في كثير من الأحيان. فالأمانة هي أكبر قيمة أخلاقية ينبغي أن يتحلى بها المترجم الأدبي.

استطاع الغرب أن يحمل مشروع الترجمة، وأن يؤسس مؤسساته الخاصة بالترجمة من خلال الترجمة الجماعية والمؤسساتية؟ هل في نظركم إن أتيحت الظروف في العالم العربي هل ستؤتي الترجمة الجماعية والمؤسساتية  ثمارها؟

كما نعلم، كان العرب من السباقين إلى ممارسة الترجمة الجماعية والمؤسساتية من خلال مراكز الترجمة التي ازدهرت في العالم الإسلامي وفي الأندلس من خلال بيت الحكمة أو مدرسة طليطلة الشهيرة. وقد لعبت هذه المراكز دوراً هاماً في نقل الحضارة الإنسانية وحفظها من الاندثار، بل شرحت مضامينها وطورت معارفها. لكن عصور الانحطاط التي مرت بها الأمة العربية عرفت أيضاً تراجعاً خطيراً في منسوب نقل المعرفة عبر الترجمة. وقد ازدهر الغرب في القرن الثامن عشر بفضل هذه الحركات الجماعية من النقل المكثف لمعارف الشعوب الأخرى وحضاراتها ضمن مشروع معرفة موسوعي وشامل. لكننا، اليوم، نجد عدة محاولات لإحياء مؤسسات الترجمة عبر مناطق مختلفة من العالم العربي، وهذا أمر جيد نستحسنه ونتمنى له النجاح. لكن هذه الحركة الجديدة  ينبغي أن تخضع لتدبير منطقي حتى تكون اختياراتنا الترجمية الكبرى تستجيب لخيارات إستراتيجية في تواصلنا مع الآخر، وألا تخضع لنزوات أفراد معينين أو جماعات ضغط تخدم مصالح معينة مهما كانت طبيعتها. فالترجمة فعل حضاري ينبغي أن يظل بمنأى عن أي صراع طائفي أو شخصي.

وقد أثبت التاريخ أن الترجمة تشكل دائما مصدر انبعاث للأمم وبداية لتحررها من الأنماط الجامدة.  

خاص مجلة قنآص

 فيصل رشدي؛ باحث ومترجم من المغرب.

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى