تواصل مجلة «قناص» في زاوية «خطوة على طريق النشر» نشر شهادات الكُتّاب عن حيثيات الدخول إلى عالم النشر. هنا شهادة الزميل محمد الحديني، وهو قاص وشاعر مصري مقيم بالكويت:
للكتاب الأول مشاعر متضاربة من فرح وتوتر وترقب، وأذكر أنها انتابتني جميعها في مراحل إصدار مجموعتي القصصية القصيرة جدا الأولى وكان ذلك عام 2015. القصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث نسبيا في ساحة النشر الورقي، إضافة إلى ما تعانيه من أزمة إثبات ذات على المنحنيين النقدي والإبداعي. فعلى المستوى النقدي لاتزال القصة القصيرة جدا تواجه سيل من الاستهجان وعدم الاعتراف من بعض النقاد وهو الأمر الذي انعكس بدوره على المستوى الإبداعي وتسبب في قلة المجموعات القصصية المنشورة ومن ثم أصبح نشر كتاب يضم في طياته قصصا قصيرة جدا فعلا أقرب إلى المغامرة أو المخاطرة.
ومما زاد من صعوبة الأمر عندي ما تلقيته من تعليقات وانطباعات مبدأية وصفت بعض ما أكتبه بالسريالي والغرائبي ولكنني اتخذت القرار وأرسلت مجموعتي القصصية المعنونة بـ(خارج أضلاع الدائرة) إلى إحدى دور النشر المصرية وقمت بمتابعة مراحل صدورها مع مسؤولي الدار عبر وسائل التواصل الاجتماعي نظرا لإقامتي خارج مصر. وقد لاقت هذا المجموعة احتفاء معقولا على المستوى النقدي حيث ضُمنت بين طيّات رسالة ماچستير أعدتها الباحثة المصرية أميرة عبد الشافي وكتب عندها الناقد والأكاديمي المغربي د/ مسلك ميمون والناقدة والأكاديمية العراقية د/ أمل الأسدي كما تم اختيارها من ضمن أفضل الإصدارات العربية في مجلة العربي الكويتي إضافة إلى مناقشتها في ندوة نظمها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية العريقة.
وجدير بالذكر أن هذه المجموعة القصصية كانت أساس مشروع كتابة حيث لحقها مجموعتان قصصيتان قصيرتان جدا فازت آخرهما والمعنونة بـ(لا أحد هناك) بجائزة الدولة التشجيعية في الآداب 2018.