أهوى الهوى كتابمكتبة بورخيس

رواية «حارس كهف الشيطان» للكاتب المصري طنطاوي عبد الحميد طنطاوي.. حُلم الثراء | سماح ممدوح حسن

صدر مؤخراً عن دار العليا للنشر والتوزيع في القاهرة؛ عمل روائي جديد بعنوان “حارس كهف الشيطان” للكاتب المصري طنطاوي عبد الحميد طنطاوي، وهو من ضمن خمسة أعمال روائية لهذا العام سيشارك بها الكاتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب أبتداء من يوم 26 من الشهر الجاري.

تحكي الرواية عن حُلم الثراء الذي تحوّل بمرور السنوات إلى كابوس ونيران؛ بطلها “مسعود” الذي ما حلم في حياته أكثر من حلمه بجمع ثروة طائلة لا يقدر على عدها، وعرف منذ صباه أن السبيل لتحقيق الحلم هو سرقة المقبرة الأثرية التى يعمل أبيه كحارس لها والذي أصطحبه الأب عدة مرات إليها وعرّفه على مداخلها وأسرارها، والتي كانت تسمى “كهف الشيطان”، حيثُ تكثر الأساطير عن المقبرة التي وكّل أحد البشاوات، هو مَن اكتشفها، أبو مسعود بحراستها وبعدها أقرته وزارة الأثار على العمل بها بشكل رسمي.

تدور أحداث الرواية في بلدة جنوبية صغيرة متاخمة للجبل، تشبه في تلاصق منازل سكانها بالقرى. شب مسعود على حكايات خرافية تملأ الجدات رؤس الأطفال بها منذ الصغر، لكن ما علق في ذهن مسعود، كانت شخصية هارون الرشيد والمملكة التي حكمها وتاق إلى تشييد مملكة مثلها ليكون على رأسها.

تحكي الرواية عن حُلم الثراء الذي تحوّل بمرور السنوات إلى كابوس ونيران؛ بطلها “مسعود” الذي عرف منذ صباه أن السبيل لتحقيق حلم الثراء هو سرقة المقبرة الأثرية.

الصورة: الكاتب طنطاوي عبد الحميد طنطاوي | alfekralhor.com

عندما كبر مسعود، في أوائل عشرينياته، سعى لتحيق الحلم. مات أبوه، ورث هو مفتاح المقبرة، ورغم كل الأساطير والتحذيرات والحكايات عن موت كل من يحاول دخول المقبرة، لم يأبه، فعهد إلى نفسه أن يحقق الحلم أو يموت.

ذات ليلة دخل المقبرة وغنم منها بالكثير من الأثار، تماثيل ذهبية أيقونات، جعارين قطط. كان الكنز محاطا ببحر من الجماجم البشرية داخل المقبرة والتي ظن أنها تحادثه أول ما ولج المقبرة. ورغم خوفه مما رأى إلا أنه نجح بالخروج بكنزه الثمين.

جاء وقت بيع كنزه لتحقيق حلم الثراء. قاده التاجر الوسيط، إلى السيدة الكبيرة، الممثلة لأول خيوط الشبكة التي تباع بها الأثار، مِن أكبر المناصب وصولاً لسارق الكنز. باعت ما سرقه، دون أن تفصح له كيف، ومًن الشاري، اكتفى بالمبلغ الطائل الذي ناله منها فحسب. ووضع قدمه على أول سُلّم الحلم وأول سلم الخراب أيضاً.

تزوجها وهي، تقريبا، اشترته. حتى يكون أسهل عليها الاستيلاء على بقية الكنز الذي يخرجه لها بالقطعة. كبر أكثر وزاد ثراءه ونفوذه، عاد إلى مدينته الصغيرة واشترى كل الارض التي يستطيع دفع ثمنها، وهي كثيرة. بنى المملكة وتتوّج على عرشها. واشترى البشر كما اشترى الأرض. فصار الجميع طوع بنانه، وكانت هذه أول سكة التخريب في نفوس الناس بكل ما يقال إنها، الأخلاق الجديدة، فصار الجميع مستعدا لبيع أي وكل شيء مقابل المال، وقد كان.

رفيق الرحلة، الشخصية الرئيسية الثانية “بهنسي”. والذى خاض نفس رحلة مسعود سابقا. كان صديقا لأخو مسعود الأكبر والذي توفي في حادثة بعدما اقتحم هو وبهنسي مقبرة الكنز. سبق بهنسي دخول كهف الخبيئة قبل مسعود بأعوام. غنم وباع وأغدق على أهل مدينته حتى صاروا يأتمرون بأمره قبل أن يفعلوا هذا مع مسعود. لكن مسعود أبلغ عنه، ربما بطريقة غير مباشرة، بعدما كان قد أقنع السيدة الكبيرة بأنه مجرد وسيط لشخص أخر سيقتله لو باح بسره، وبضغط من السيدة ذكر اسم بهنسي. دخل بهنسي السجن لعدة سنوات بعدما أبلغت عنه السيدة ، ودسوا في بيته أثارا مقلدة لكل القطع لديه ما عدا واحدة، وهي التي عوقب بسببها، وخرج. ولم يسأل أحداً أين ذهبت القطع الحقيقية!

لكن وكما جنّد مسعود أهل المدينة لخدمته بالأموال والمنازل الجديدة حتى يكونوا خدماً له، جندّ بهنسي قبله أبائها بالأموال أيضا لكن باللعب على وتر التعلق، حتى لو بشكل ظاهري، بالدين. فكانوا يطلقون عليه الشيخ بهنسي، بعدما عاد بعد سنوات هروب عمره الأولى بلحية مخضبة بالحناء وجلباب قصير ومريدين محسوبين على الحركات الجهادية والإسلامية المتطرفة.

تمر السنوات بالأحداث، وينقلب سحر المقبرة على الساحر السارق. تخرّب نفوس الناس فيعيشون حياتهم عبيداً للشهوات بفعل الأموال المغدقة عليهم دون أن يسألوا من أين. وطالت النيران السارق عندما جاءت نهايته المحتومة، كما أنذره صديقه بهنسي من البداية. ربح المال وخسر أولاده وحياته، وتحوّل حلمه إلى كابوس.

سماح ممدوح حسن: مترجمة وكاتبة مصرية | qannaass.com

خاص قناص

 

المحرر المسؤول: زاهر السالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى