تاريخُ السقوطِ انعكاسٌ وقد تَعفّن في قاعِ بئر ضَحْلة…
ربما إنه خميس؛ مَصْعد البرج اللعين يهوي
إلى الطابق العُلْوي: ثورٌ يجاورُ بريقَ رعدٍ ناطحاً
سحابَ مدينةٍ في لوثة شَبَقية. جدران غرفة الفندق ترتعد
من صوت زجاجة الشامبانيا والنادل يفتحها. أؤكد لك،
ليس بالتأكيد تماماً، إنما تبدو هكذا تقريباً، حين تُجرّدها
من ثوبها الزاهي، تلك الكلمة عاريةً من الأزمنة.
إنتظر لحظة، أريد أن أتذكر بالضبط ما سَرَده
زغَبُ موجة في إثْر موجةٍ مُرْتدّة صوبَ غزوة تَتّرية.
إنها هي في غرورها البضّ، التي هي بيداء
وهي تعبثُ بأعضائها، تَنْتفخ وتَتمدّد
تحت ظل قمرٍ صريع!
النظرةُ الواثقة تلك، رغيفُ جمرةٍ أبدية.
كَلمةٌ أكلها الصدأ، كلمةٌ تُقَرْقر في ساحةٍ عامّة
مُكبّر الصوت لا يزيدها إلا قرقرة في متوالية لا تنتهي
إلا بقرقرة عظيمة. صدقني؛ هكذا يبدو المشهدُ العامُّ وأنت
تحاول أن تغفو ولو قليلاً في الغرفة المطلة على كابوس!
المكان نظيفٌ بشكل تراجيدي، مبتذلٌ وكئيب، إلا أنّ هناك
عبقٌ يتفردُ به غُبار الأزمنة. لكن هذا الزمن كثير التثاؤب
يَهْرش جسده كمصابٍ بإنفلونزا جَدَليّة.
هناك احتمال معقول لأن يكون قد تاهَ إلى هنا، وهنا
مفردةٌ تَعبر بك من اللا مكان إلى لا مكان
هذا اللا مكان بالذات عليك ربما أن تتخيله، ويمكنك أيضاً
أن تؤثّثهُ بكلماتٍ قليلة من صندوقِ الطفولة، ليصيرَ مكانا؛
لكن ماذا لو كانت الطفولةً عربةٌ عرجاء
مصابةً بِهزّات كوكبية في متوالية حمض نووي!
أُنظرْ الآن: “كأنك اثنان، أحدهما يراقبك طوال زمنك”.
هل لك زمن؟ وهل يكون مُهماً أحياناً وأنت تناور
تحت خطّ مدار السرطان؟
أن تقرأه، مدار السرطان، حرية تطلق زعانفك!
الذي يَعْبر فيك هو الأثير، الذي هو زمن
بشكل ما. الآخر ربما هو يكون.
وعندما تقعد الفكرة في غرفة استجواب
يستحيل أن تتمدّد،
تفقد أصالتها في الأثير المغلق على ذاته.
هنا جَرّبْ أن تُدير رأسك كدمية معروضة في فترينة فخمة
وسط المدينة. تديره بزاوية مستقيمة، وتنظر سريعاً إلى الأمس.
المَعْدوم أيضاً متعةٌ لَزِجة، ولا شيء أهم من التِقنيّة
فوق سرير يطير.
*من ديوان قيد النشر بعنوان: الراقص بساق في أغلال
وانت تناور تحت خط مدار السرطان ..هناك يتمدد الزمن تتقلص الكلمات …جميل هذا
مودتي